الخميس ٢٥ تموز (يوليو) ٢٠١٩
التشكيلي إدريس الحسكي ..
بقلم عبد المجيد رشيدي

الفنان الساحر والإنسان المبدع

تعتبر تجربة الفنان "إدريس الحسكي" في الفن التشكيلي مميزة وذلك لاتساع مجالها فهي تمثل حيزا خاصا في مجال الإبداع، لأنها تدفع إلى مساءلة عميقة تتصل بذلك الخيط الرفيع الذي يفصل بين الحرفي كمفهوم وبين الفنان ككائن اجتماعي وثقافي في مجتمع مغربي يسعى إلى تحقيق تطور على جميع الأصعدة لاسيما في مجال الفن التشكيلي، وفي هذا الإطار جمعنا لقاء مع هذا الفنان حيث تحدث عن تجربته الفنية وعن نظرته للفن التشكيلي في المغرب.

س: حدثنا عن طفولتك مسقط رأسك بيئتك وكيف ساهمت في بروز موهبتك الفنية؟

ج: سؤالك ذكرني عندما كنت أركد حافي القدمين على مجرى مياه تلك الساقية البيضاء وما كان يعلق بها من طين.. الطين الذي كنت أصنع به أحلامي الجميلة بين الهدوء والمساحة الخضراء ، ماأجملها بلدتي وشمسها الساطعة وما أجمل مديني (سيدي قاسم).

صراحة لم أكن أهتم بالرسم أو الفن، حتى مسكت القلم الجاف الذي ساعدني في بناء بيت هادئ مريح خال من الأحزان داخل رقعة بيضاء.

س: "لكل فنان أسلوب يمتاز به وأسلوب يمثله"، ما هي خصائص وأسلوب الفنان التشكيلي إدريس الحسكي"؟ وما هي أولى لوحاتك الفنية؟

ج : لا أقول أنني أمتاز بأسلوب واحد بل بعدة أساليب، وهذه الأساليب تفرضها ريشتي حين تصاحب الألوان الصديقة.

أول لوحة رسمتها كانت بعنوان: (النطفة) لما تحمله من معنى عميق يذكرني أننا نحن البشر لم نكن شيئا مذكورا والنطفة أولى البدايات.

س: من يحفز ريشة الفنان القدير إدريس الحسكي أكثر على الرسم، مشهد مؤلم، أو منظر ما حصل أمامك، أو كلمات معبرة وجميلة من شخص ما ..؟

ج: الحافز الكبير هم المعجبون بلوحاتي الذين يطلبون مني الاستمرار، والمطالبة كذلك بالجديد ، والحافز الثاني الذي يشجعني على الإبداع هو أن بيت الفن مكان نظيف لابد أن نعتني به على قدر المستطاع.

س: الوطن .. المرأة.. الطفولة.. في لوحاتك؟

ج: الوطن هو روحي ودمي، والطفولة هي البراءة التي عشتها، وتبقى المرأة حاضرة بقوة في جميع لوحاتي لأنها هي الحياة.

س: يقول المبدع الفرنسي فيكتور هوغو :"لا تكثر الإيضاح فتفسد روعة الفن" و أنا بدوري أسألك هل الغموض في اللوحة هو ما يجعلها أكثر جمالا و انتشارا و نقدا؟

ج: لابد من شخصيات في لوحاتي أحاورها ..

أتعمد الغموض والهروب من الواقعية أو الانطباعية.. وتبقى راحتي مافوق الواقعية.

س: برأيك ما هي الحلول الممكنة لإعطاء الفن التشكيلي المكانة التي يستحقها؟

ج: الفنان المتميز هو ذاك الذي يصنع بعدا حضاريا لبلده ، هو أشبه بالطبيب الذي يقدم العلاج، فالمغرب يخرج سنويا العشرات من الفنانين التشكيليين وهذا أمر جميل، لكن علينا تصنيع فن تشكيلي في المستوى وهذا يتطلب زيادة في مساحة الوعي والتثقيف البصري للمجتمع كي يتعرف على أهمية الفن التشكيلي فلا يمكن للفنان أن يبيع أعماله بنفسه ولا يمكن أن يكتب عن نفسه في وسائل الإعلام، فمتى توفرت مؤسسات إدارة أعمال وكتابات جادة زيادة على دعم الدولة أكثر فأكثر للفن التشكيلي فإن هذا الفن سيصل إلى الجمهور عاجلا أم آجلا.

س: فيما تتجلى مسؤوليتك كفنان؟

ج: مسؤولية الفنان هي جذب المتلقي، وشرح بعض نوافذ الدخول في عمق اللوحة، حتى يتدوق ثقافة تهدف إلى تقصي دلالات الجمال والإبداع.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى