الأحد ٢٢ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٩
قرأت لكم
بقلم عبد القادر محمد الأحمر

القواعد الكلية

الناظر في أسلوب القرآن كما يقول أبو الأعلى المودودى:- (.. يجده على خلاف ما ألفه من الأساليب وطرق البيان، فينتابه نتيجة لذلك شي من الامتعاض، لخلو هذا الكتاب من الترتيب والتنسيق، وأنه لا يعدو أن يكون عبارة عن مجموعة من شذور متناثرة، وجمل مبعثرة، احتوتها عبارات متسلسلة ودوائر متماسة، أما الذي لا إيمان له أصلاً بهذا الكتاب فانه يجد فيه حاجته إلى إثارة الشبهات، وتحريك الظنون، لأنه وجد في فقدان الترتيب والتنسيق مجالا لتسديد الطعنات والاعتراضات، لأننا ولمعرفة هذا الكتاب لابد من تحديد موضوعه وبحثه وهدفه، فموضوعه (الإنسان)، وبحثه (الإسلام) وهدفه: (دعوة هذا الإنسان إلى هذا الإسلام)، ولا شئ خلاف ذلك، وهو ليس بكتاب جزئيات، إنما هو كتاب مبادئ وقواعد كلية..)..

وكذلك نجد– كما يقول د. موريس بوكاي – (.. أن (فولتير)- أحد رواد حركة التنوير في فرنسا، بل ونبي تفكيرهم الحر، قال بعد أن قرأ القرآن ورأى عـدم ترتيب بعض سوره (كتاب لا يمكن إدراكه، يخالف عقولنا في كل صفحة).. وهو– أيضاً – ما دعا البابا (بينوا) الرابع عشر الذي اشتهر بكونه أكبر حبر في القرن الثامن عشر إلى مباركة مسرحية فولتير هذا التراجيدية (محمد والتعصب) (1741) لأنه أهداها إليه، وهى مسرحية هجائية فجة، يستطيع أن يكتب مثلها، وفى أي موضوع، أي محترف كتابة أريب وسيئ الضمير، ولقد لقيت المسرحية برغم بدايتها العسيرة صيتـاً سمح لـها بأن تسجل في قائمـة مسرح الكوميدي فرانسيز..) وقد أضاف د. موريس بوكاي قائلاً:-).. بأن كل هذا كان شكلاً من أشكال معاداة الإسلام حتى وإن صدر من أعداء صريحين للكنيسة، فانه كان يتلقى في فترة ما تأييداً حاراً من كبار شخصيات الكنيسة الكاثوليكية.)..

وذات الأمر هو– كما قرأنا- الذي دعا (جوتة) بعد أن قرأ القرآن ورأى ترتيب بعض سوره قال:- (كلما اقتربنا منه (القرآن) تجدد امتعاضنا، ثم يجذبنا بالتدريج، ويثير فينا الدهش، ثم يدفعنا إلى الإعجاب به في النهاية)..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى