الخميس ٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٤
بقلم أشرف شهاب

الكتابة الحرة لا تعني كسر التابوهات

هكذا هي ضيفة "فلسطين" لهذا العدد، الأديبة المصرية الشابة منى برنس. مجموعتان قصصيتان ورواية هم بعض إسهاماتها في الحركة الأدبية المصرية، مدرسة مساعدة للأدب الإنجليزي بجامعة قناة السويس، ممثلة ورياضية، الحياة متجسدة في روح مقاتلة، شقية،عنيدة، تحب المرح وترتاد أتيلييه القاهرة. بضعة وجوه لشخصية واحدة. "فلسطين" التقتها في القاهرة وأجرى معها مراسلنا أشرف شهاب هذا الحوار:

 فلسطين: نرحب بالكاتبة الشابة منى برنس، ونأمل أن يكشف حوارنا بعض مناطق تفكير منى برنس.
 منى: أتمنى ذلك.
 فلسطين: بدأت الكتابة في بداية هذا العقد.. ما الذي دفعك للكتابة . . لعالم الكتابة؟
 منى: لم أكن أحب الكتابة مطلقا، قبل أن أبدأ الكتابة، كنت طوال عمري كارهة لمادة التعبير، لم أكن أعرف الكتابة، ولا تجميع الأفكار، ربما لم تكن لدى أفكار وقتها، لكن بعد حصولي على الليسانس كانت هناك أشياء دفعتني للكتابة. حرب الخليج الثانية كانت نقطة تحول في شخصيتي، هذه الحرب جعلتني أعي أشياء لم أكن أعيها من قبل. كما أن عائلتي شهدت عدة حالات وفاة، جعلتني أفكر، وأحسست أنني أريد الكتابة، قبل ذلك لم يكن هناك ما يمسني أو يجعلني راغبة في التعبير. هكذا بدأت، بتجاربي الشخصية.

 فلسطين: نقطتا التحول لهما جانب وطني، وجانب شخصي، بالنسبة لحرب الخليج . . ما هو الجانب الذي دفعك للكتابة؟
 منى: عندما جاءت أمريكا لتضرب العراق، بمساعدة الدول العربية، ومن بينها مصر، كان الوضع غير مشرف بالنسبة لنا، وبدأت فكرة القومية العربية التي تربينا عليها في الاهتزاز، هي كانت مهزوزة أصلا، لكن كان لدينا بقية من أمل. كان المؤلم بالنسبة لي أن نسمح لأمريكا بالتدخل لتفتيتنا. هذا الحدث أثر في الملايين بأشكال مختلفة، البعض كان يكتب، البعض يتظاهر، البعض عبر الغضب المكتوم، والبعض كان يشتم، لكن الجميع تأثر بدرجات مختلفة، وجاءت طرق تعبيرهم مختلفة.
 فلسطين: هل تعتبرين ممارستك للكتابة واحدة من طرق التعبير؟
 منى: طبعا.
 فلسطين: وهل تعتقدين أن الهم الوطني قد انعكس على كتاباتك؟
 منى: إلى حد ما، نعم، في الرواية التي نشرتها عام 1998 ( ثلاث حقائب للسفر)، في هذه الرواية ثلاثة مستويات، العام والخاص وما بين بين. هناك هم مشترك. في روايتي كانت هناك الشخصية وأصدقائها، وكيف انعكس عليهم كلهم بشكل أو بآخر، الوضع العام في مصر، والوطن العربي بشكل عام. حالة إحباط، فشل، عدم تحقق، يأس في بعض الأحيان، ناتج عن الحالة العامة.. من نحن ؟، ماذا نفعل ؟، إلى أين نحن ذاهبون ؟

 فلسطين: المسألة الوجودية؟
 منى: لا، ليست الوجودية القديمة، لكنه الواقع الذي نحياه، إحساسنا بعدم التحقق، وعدم قدرتنا على فعل شئ مضاد للواقع الذي نحياه، والذي لا نرضى عنه بالطبع.
 فلسطين: هل كتابتك محاولة لتغيير هذا الواقع؟
 منى: لتغيير الواقع؟
 فلسطين: نعم.
 منى: لا، ربما هي محاولة لرصد الواقع، لكن تغيير الواقع صعب، ليس لدي حلول، أو رؤية ما لتغيير هذا الواقع.
 فلسطين: من الغريب أن لا يكون لدى الكاتب رؤية لتغيير الواقع. ما هي الرسالة التي تريدين توصيلها للقارئ إذن؟
 منى: لا توجد رسالة محددة، الفكرة هي أنني أعبر عن أزمة جيل، جزء من جيلي في هذه الفترة، لكنني لا أمتلك الحلول. لا أحد يملك الحل الشامل، الجامع، وليس في أيدينا القرار.

 فلسطين: ليس بالضرورة أن يكون في يدك القرار.
 منى: طبعا. مش بالضرورة. لكن أحلامنا صارت فردية بعد أن كانت جماعية. تقلصت أحلامنا، وأصبحنا نحاول الحفاظ على أنفسنا، وأن نحقق أشياء بسيطة.
 فلسطين: البعض ينظر إلى الكتابة كأحد عناصر التغيير، كعملية لتغيير وعي القارئ. هذا يعيدنا إلى مقولات قديمة. هل الفن من أجل الفن أم الفن من أجل المجتمع؟
 منى: كنت مؤمنة بهذا، لكن الواقع يقلب المعادلة، نسبة القراء في وطننا العربي بمجمله قليلة جدا،. وعدد قراء الأدب أقل بكثير، وتقل نسبة من يقرأون لكتاب شباب أكثر فأكثر . . في النهاية، كم تبلغ نسبة القراء كي نأمل في إحداث تغيير من خلال الكتابة؟

 فلسطين: إذن أنت تكتبين للتفريغ عن طاقة كامنة؟
 منى: لا. أنا أكتب حبا في الكتابة وجمالياتها، لتقنية الكتابة. كل الموضوعات التي نكتب فيها قديمة، وما يميز كاتب عن كاتب هو أسلوبه ورؤيته وتناوله الخاص للموضوع. أنا أكتب لأعبر عن شيء ما بطريقة معينة. وأنا تأثرت بالقضايا السياسية والعامة، وبأزمة جيل، وبتركيبتي الشخصية، وحاولت أن أعبر عن هذا بشكل جمالي معين.
 فلسطين: وهل ترين أن رصدك للواقع قد وصل ولو إلى قطاعات معينة؟
 منى: ربما، في محيط ضيق. بعض الطلاب قرأوا روايتي، ولأن الرواية كانت بها "مناطق حساسة شوية" كانت هناك بعض الاعتراضات، لكن هذا مهم أيضا.
 فلسطين: ماذا تعنين بـ "مناطق حساسة"؟

 منى: مثلا، كان هناك احتجاج على الحجاب في الرواية، والبعض اعترض على هذا، وهذا لطيف. أن يكون هناك مجال للحوار والنقاش، هذا هو المهم، بغض النظر عن النتائج والاختلاف والاتفاق. الحوار هو المهم وهو ما كنت أسعى لخلقه مع القارئ أو المتلقي للنص.

 فلسطين: وهل لديك ملاحظات على ذهنية المتلقي؟
 منى: نعم، في الغالب، لأنه تعود على نمط معين في التفكير، وأنا أفاجئه بحاجة مختلفة، لذا يرتبك قليلا، ويحاول أن يثبت على موقفه، ومن الممكن أن يهتز. أنا لا أقصد تشكيك القارئ، أريد منه أن يفكر بوعي نقدي في مختلف الأمور. أنا لا أدعو سوى للتفكير النقدي.

 فلسطين: المسألة تعود في أحد جوانبها لطبيعة كونك كاتبة.
 منى: نعم.. هذا صحيح. مثلا، مهما كان الكاتب إباحيا أو جريئا كإحسان عبد القدوس، لا أحد يتهمه بشيء.، لكن عندما يأتي هذا الكلام من كاتبة، يتساءلون عن سر كتابتها بهذه الطريقة، كأن المفروض أن للرجل كل الحرية في كسر "التابوهات"، ولا يعيبون إلا على الكاتبات. لكن في النهاية، عندما اكتب لا أضع في ذهني أي فارق بين الكاتب والكاتبة، إما أن أكتب أو لا أكتب. لو ظللت أفكر في المواضيع التي يمكن أن تسبب المشاكل.، فمن الأفضل أن لا أكتب. هذا دوري.. أنا أكتب لأتعرض لكل القضايا.
 فلسطين: بعض الكاتبات المصريات كتبن بطريقة تسيء لقضيتهن، وربما يكون هذا هو سبب تذمر البعض من كتاباتهن.
 منى: هناك كاتبات كسرن -على سبيل المثال- التابو الجنسي بشكل مبتذل. أنا لا أسمى هذا فنا. الكتابة الجديدة أو الحرة ليس معناها أن أكسر التابوهات بأي شكل من الأشكال. . يجب أن أراعي جماليات الكتابة، وإذا كان كسر التابو يخدم النص فأهلا وسهلا، لكن إذا لم يخدم النص فلا داعي له. أن أكتب عن الجنس ليقال أنني امرأة أو كاتبة متحررة وجريئة، فهذا غير جيد. الذين يبالغون في هذه القضايا لديهم مشاكل أصلا فيها. الذين لا يستطيعون ممارسة مباهج الحياة، ويعانون من مشاكل، يحاولون إسقاط تلك المشاكل في الكتابة، ويتخيلون أنهم يفعلون كل شئ، فتجد كتاباتهم مفتوحة بشكل غريب، لكنها ليست كتابة حقيقية، هذه كتابة مصطنعة. والقارئ ذكي جدا، ويستطيع أن يميز الجيد من الرديء، والصدق من الزيف.

 فلسطين: ما رأيك في مصطلح الكتابة النسائية؟
 منى: أنا ضد مسمى الأدب النسائي، هناك أدب أو لا أدب. هناك أدب بغض النظر عن جنس الكاتب. المهم هو الكتابة نفسها. أن تكون مستوفية لشروط الكتابة. أنا لا أعتقد أن هناك ما يسمى بالكتابة النسائية، وكوني أعبر عن هموم المرأة لا يميزني. حتى على مستوى اللغة، لا يوجد فارق بين كاتب وكاتبة، وفي بعض نصوصي لا يمكنك أن تعرف من خلال النص إن كان الكاتب رجلا أم امرأة.
.
 فلسطين: مع طغيان مسمى الكتابة النسائية، ربما يتم تصنيفك قسرا في خانة الأدب النسائي.
 منى: أنا ضد التصنيف. صحيح أنني مع الحركة السنوية في مطالبتها بحقوق المرأة المسلوبة، والمطالبة بعدم التفرقة بين الرجل والمرأة، ليس على مستوى القانون فحسب، ولكن على مستوى التربية من الأساس، وأنا لست متطرفة في مطالبي كما تفعل الحركة النسوية. أنا أومن أن المرأة لا يمكن أن تنال حريتها في مجتمع مكبل. التحرير تحرير للمجتمع، وليس لفئة معينة. في مجتمعنا العربي نحتاج لتحرير الرجل، والمرأة، والطفل، وكبار السن، وكل الفئات. المجتمع كله بحاجة للتحرر. لا يمكن تحرير فئة دون الأخرى. المجتمع كله مقهور.

 فلسطين: هل أعطاك وضعك ككاتبة ميزة خاصة؟
 منى: عدد الكاتبات في مجتمعنا قليل، وبالتالي هناك ميزة الاحتفاء بالكاتبات، واصبح هناك نوع من الغيرة بين كتاب وكاتبات الجيل الواحد، لإحساس الكتاب أننا نأخذ اهتماما اكثر وشهرة أكثر. . هذا ليس سيئا. الكتابة ميزة وكوني بنت وأكتب فهذا شئ جميل.
 فلسطين: بعض الكاتبات ينلن الشهرة لمجرد كونهن كاتبات رغم تدني مستوى كتاباتهن.
 منى: هذا حاصل، البعض كتاباتهن ضعيفة جدا، وأخذن نوعا من الشهرة. .
 فلسطين: زي مين؟
 منى: لا . . لن أقول أسماءهن. لكن في النهاية يحدث فرز طبيعي. الجيد يستمر، والرديء يتساقط في الطريق. القارئ هو الحكم، وهو يستطيع التمييز، وعلى كل حال فإن "هوجة الاحتفال" بالكاتبات ستنتهي، ولن يبقى سوى الكتابة الجيدة بغض النظر عن الكاتب.

 فلسطين: لديك انشغالات كثيرة بالتدريس، والكتابة والتمثيل، كيف تجدين الوقت للكتابة، وهل لديك طقوس خاصة؟
 منى: الكتابة تفرض نفسها. أكتب عندما تلح عليّ الفكرة، وعندما أكون متمكنة من فكرتي.
 فلسطين: منذ أيام الجامعة، كانت الطالبة منى برنس في انتظار بلوغها سن الواحد والعشرين حتى تعلن استقلالها،.. والآن بعد ثمان سنوات وأربع شهور. . هل أنجزت منى أحلامها؟
 منى: منذ سن الرابعة عشرة وأنا أحلم بمغادرة منزل العائلة. . وحتى الآن لم يحدث ذلك. أحاول تحقيق ما أريده من خلال المجتمع. . لا يزال عندي حلم الاستقلال، بمعنى أن يكون لدى المكان الخاص بي، ليس مجرد تمرد، الفكرة هي أنني أريد مساحتي الخاصة، وحريتي داخل المكان.

 فلسطين: وأحلامك الأخرى، هل تحقق منها شئ؟
 منى: نعم، لقد حققت الكثير، حققت نوعا من الاستقلالية في الرأي، في التفكير، في اختيار مجال الكتابة، أحيانا أشارك في بعض العروض المسرحية كممثلة وراقصة. كما أنني حصلت على الماجستير، وأدرس حاليا للحصول على الدكتوراه. بالنسبة لزميلاتي أعتقد أنني متقدمة عنهن.
 فلسطين: لماذا اتجهت للتمثيل المسرحي؟
 منى: أنا أحب الحركة، والمسرح يمنحني حرية التحرك، كما أنه يزيل حواجز العلاقة مع المتلقي. التمثيل أفادني أيضا في التدريس، وطور علاقتي بالطلبة.
 فلسطين: رسالتك للماجستير كانت عن الكاتب النيجيري شينوا أتشيبى. ما الذي جذبك للأدب الأفريقي؟

 منى: يعجبني في الأدب الأفريقي ارتباطه بالأرض، وبالطبيعة، فلسفتهم ودياناتهم وعقائدهم وموروثاتهم الشعبية كلها مرتبطة بالأرض، وبالطبيعة، وهذا جانب نفتقده في العالم الحديث. هذا الأدب يمسني أكثر مما يمسني أدب الحضارة الأوروبية والعالم الصناعي.
 فلسطين: وكان تناولك للأدب الأفريقي من خلال مراحل ما قبل وبعد الاستعمار.
منى: نعم، التغيرات التي حصلت للأدب الأفريقي بعد الاستعمار البريطاني.

 فلسطين: ماذا فعل الاستعمار بالشخصية الأفريقية؟
 منى: لقد دمر العناصر الأساسية، دمر الذات الأفريقية، وجعلهم يشعرون بدونيتهم تجاه العالم، ولم يتخلص الأفارقة من هذا الشعور رغم رحيل الاستعمار. لقد نهب الاستعمار بلادهم، ولم يعطهم سوى أسوأ الأشياء.
 فلسطين: لكن شكل الاستعمار تغير.
 منى: نعم، لكن الجوهر واحد. رأس المال العالمي يمر ليأخذ منا، ثم يتركنا دون أن تستفيد شعوبنا. ما زال هناك عالم أول، وعالم ثالث، شمال وجنوب، رغم كل ما يقولونه عن العولمة.
 فلسطين: نعود لهموم المرأة في مجتمعنا المصري.
 منى: لا أعتقد أن لدى المرأة المصرية هموما. منذ الحضارة المصرية القديمة كانت المرأة ملكة وحاكمة. وحاليا المرأة المصرية في الريف هي سيدة المنزل، وتساعد زوجها في الحقل، وهي التي تدير شئون المنزل، ولا يستطيع زوجها أن يبيع بقرته دون إذنها. هذه المرأة لا تعاني من القهر والقمع الذي تتحدث عنه الحركة النسوية.
 فلسطين: إذا هل هي قضية مصطنعة؟
 منى: لا. ولكنها هموم الطبقة المتوسطة، وهذا ينطبق على المرأة والرجل. أنا أعرف أولادا لا يمكنهم التأخر خارج المنزل، ليس البنت فقط. هذا يحدث في الطبقة المتوسطة، والوضع ليس مشابها في الطبقات الشعبية، ولا في الطبقات العليا. المرأة المصرية العادية لا تعاني من القمع، بل ربما تجد العكس ويكون الرجل هو الطرف الأضعف.

 فلسطين: لماذا تصففين شعرك على الطريقة الفرعونية؟
 منى: أنا أعتز بحضارتي المصرية القديمة، الفرعونية، اعتز بهويتي المصرية. لقد مرت على بلادنا حضارات عديدة، ونحن في هذه المرحلة من التاريخ عرب مسلمون. ما يزعجني هو أن يقف البعض بتاريخنا عند لحظة الفتح الإسلامي، ويلغون حضارة مصر العظيمة، نحن لسنا عربا ومسلمون فقط. ومن البشاعة – بمكان- أن ينسى بعض الذين هاجروا للعمل بدول الخليج حضارتهم، الجزيرة العربية لم يكن لديها حضارة. كانت لديهم ثقافات محلية، ثقافة صحراء، ثقافة واد البنات. وثقافة وأد البنات هذه لم تنته حتى يومنا هذا، تغطية المرأة بالسواد من رأسها إلى قدميها هو وأد للمرأة ولكن بشكل مختلف. ثقافتنا المصرية كانت تحترم المرأة وتعلى من شأنها. أنظر إلى الرسومات على جدران المعابد لتعرف الفرق بين حضارتنا وما يحدث الآن. نحن نتعرض لهجمة الثقافة الجاهلية، فلماذا نتبنى هذه الثقافة كبديل عن ثقافتنا، وننسى تاريخنا وحضارتنا.

 فلسطين: لهذا السبب تناهضين فكرة الحجاب؟
 منى: نعم. أنا مع أن أكون مصرية ولو بالشكل المصري القديم. يمكنك أن تسميها أصولية مصرية في مواجهة الأصولية غير المصرية القادمة من الخليج. حتى المرأة المصرية العادية تغطي رأسها، ولكن ليس بذلك الشكل المتطرف. الخمار والسواد شئ كئيب.
 فلسطين: أليست مسألة الحجاب مسألة حرية شخصية؟
 منى: نعم وأنا لست ضد الحريات الشخصية، أنا ضد استيراد الثقافة وفرضها علينا باعتبارها هي الشكل الصحيح، ويلغون هويتنا وحضارتنا قسرا.
 فلسطين: في قصتك "نزهة في القناة" ترفض الفتاة المصرية أن تحب شابا يهوديا. هل هذا هو موقفك السياسي؟
 منى: طبعا. هذا موقفي، لا يمكن أن نقيم علاقات طبيعية مع إسرائيل لأنها دولة محتلة. إسرائيل دولة غير شرعية ووجود علاقات دبلوماسية مهما لا يعني أن الشعب المصري يحبها.
 فلسطين: لماذا جاء الرفض من جانب الفتاة؟
 منى: أولا، لأن مشاعر البنت تتحكم فيها أكثر، وعندما يأتي الرفض من جانب الفتاة يكون أقوى. البنت تتذكر مآسي شعبها وحروب مصر ضد إسرائيل، وتبني موقفها على هذا الأساس. التاريخ لن ينسى جرائم إسرائيل في حقنا حتى لو نسى الناس، وحتى لو تم تزييف التاريخ، ستظل هناك حقائق. الإسرائيليون أيضا لديهم مواقف عدائية تجاهنا. يقولون إن الشباب الإسرائيلي محب للسلام، وهذا غير حقيقي، الشباب الإسرائيلي هو الذي يحارب وينضم لصفوف جيش الدفاع لكي يتعلم كيف يقتل العرب. لماذا يطالبوننا نحن فقط بالتسامح وهم أكثر تعصبا وعدوانية، وتصرفاتهم عكس أفعالهم. لا يمكنني التغاضي عن كل ذلك وأقبل بهذا الوضع، لا يمكنني أن أكون إنسانة طوال الوقت مع تصرفاتهم اللاإنسانية. هذا مستحيل.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى