الأحد ١٢ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٠
بقلم عبد القادر محمد الأحمر

الكتاب العجيب

كتب يقول: للبشرية كتاب عجيب.. يطالعه الملك والصعلوك.. الفيلسوف والجاهل..

في مئات صفحاته تاريخ الأجيال كلها، بشعور الأجيال وصلابتها، بوداعتها وخشونتها.. بمعارفها وجهلها.. بثوراتها وما يتفجر عن ثوراتها من العدالة والمظالم، والمطامع والفوضى.. بجمال كونها من أشعة النجوم.. وحرارة الشموس.. وأزهار الحقول.. وأنغام الطيور.. وبهجة الآمال.. وطراوة الأغصان.. وليونة الماء.. ورقة النسيم.. ولمعان الماس.. وجمال الخلد.. وشهوة العاطفة.. لذا كان كتاباً عجيباً..

أوراق ذلك الكتاب التي جمعت بين دفتيه.. بالدموع غُطِست.. ومن أعصاب القلوب نُسِخت.. وبالأفئدة جُلِّدت..

الحروف التي طبعته.. بالنار سُبِّكت..

نشر منذ مئات الألوف من السنوات، وعرف في كل اللغات، وأنشد في كل اللهجات.. وكُرر طبعه مئات من الألوف من المرات.. منقحاً ومهذباً.. ومغلوطاً وممسوخاً.. ومشروحاً بألوف المجلدات، وبألوف الترجمات..

المتعلم يقرأه.. فيحس بالشعور الروحي قراءة بعضه.. أو لمحات منه.. أما مجموعه.. أو معظمه.. فلا يدركه.. لذا كان الكتاب عجيباً.. وكان أبطاله عظماء يستعرضون العواطف والميول كل ساعة.. وفي كل ساعة يؤثرون.. ويؤثرون ويجذبون ويقذفون.. رغم ما في أيديهم وأجسامهم من آثار الصراع الدامية..

ورغم كل ما على رؤوسهم من بقايا العبودية الخشنة ورغم ما في آذانهم من سمات الاستعمار.. وعلى جباههم من جيولوجية الأدهار.. وفي معاصمهم من أساور القيودالمكبلة، وفي عيونهم من آلام البشرية الطالبة الجهاد.. والمنادية بالانتقام..

رغم تلك العلامات الفارقة العجيبة.. نعجب بأبطاله ونحبهم.. ونقرأ الكتاب ونتلذذ به ونعشقه..

وعندما يبلغ حبنا الحد الأقصى له.. نقف على مفترق طريقين.. فإما أن نُذَّهِب حروفه .. وإما أن نخرق أوراقه دون أن نبقي وسطاً بين الطرفين..

منذ التكوين ونحن هكذا ندرسه.. فنقدسه طوراً.. وطوراً نجحده.. وسنظل نطالعه بترجماته كلها إلى الأزل.. ونعيد الإيمان والكفران معجبين طربين.. أو نافرين منتقمين.. كنا.. وسنظل، لأن:

"المرأة" .. هي ذلك الكتاب..

ولأن الرجل هو القاريء الذي يطالعه ويستدرسه حتى إذا أدركه.. عاد لمطالعته ودراسته.. فعلم أنه وإن استمات في سبيله وحبه وعشقه، وإن ادعى مراراً إدراكه، وفهمه، ومعرفته.. فهو لا يزال يجهله!! )

من كتاب: (الجمال والحب والفن) للأستاذ لبيب الرياشي

ولكن،

هل حقيقة يحتاج الأمر إلى إدعاء الإدراك والفهم والمعرفة وهو في ذات الوقت أمر في الإمكان حدوثه؟؟!! يقيني أن كل هذا قد وقع، وبأن الكتاب قد تمت مطالعته وتمت مدارسته وبالتالي تم إدراكه وفهمه ومعرفته بعد إعادة مطالعته ودراسته مراراً وتكراراً عبر كل حقب البشرية الإنسانية.. والأمر في نهاية المطاف يحتاج إلى شرح عميقٍ غير مألوف يأخذ من الوقت بقدر عمرهذه الدنيا، هذا إذا تم إيجازه !!!!!! وإن لم يتم إيجازه فعليك بهذه (الشمس) حدِّق فيها، وانظر إلى نورها هل هو منها وفيها أم آت إليها تسليطاً من مكانٍ آخر؟؟!! وما هو في الأصل عنصرها الحقيقي؟؟!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى