الاثنين ٣ كانون الثاني (يناير) ٢٠١١
بقلم إبراهيم أبو طالب

اللسان العربي الفصيح في جامعة صنعاء

نظم قسم اللغة العربية بكلية التربية، أرحب الندوة الأكاديمية الأولى ضمن أنشطته الثقافية لهذا العام تحت عنوان: " اللغة العربية: الهوية الحضارية والتحديات المعاصرة" برعاية رئيس الجامعة أ.د خالد عبد الله طميم، وإشراف عميد الكلية أ.د سعد العلوي الذي أشاد في إدارته للندوة بأهميتها والفائدة المرجوة من هذه الندوات المتخصصة في مجال اللغة العربية وغيرها من التخصصات العلمية؛ مؤكداً أن هذا النشاط يأتي ضمن سلسلة من الأنشطة العلمية والأكاديمية والطلابية التي تشرف عليها العمادة لهذا العام، وأثنى على الأوراق العلمية المشاركة في الندوة لكلٍّ من: الدكتور ثامر نجم عبد الله أستاذ النحو والصرف بالكلية الذي ركز في ورقته على الهوية الحضارية للغة العربية ودورها في تجسيد الذات الثقافية العربية بما احتوته من موروث فكري وثقافي وعلمي كبير كانت اللغة وعاءه المتميز واستطاعت أن تنتقل به إلى العالمية وتحقق حضورها بين الأمم.

كما تحدث الدكتور حسين الزراعي أستاذ علم اللغة، ورئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب عن الوجود المشرف والحضور الإنساني للغة العربية قديما وحديثا بين لغات العالم، وأهميتها كلغة إنسانية متميزة بظواهرها النحوية، والذهنية واستيعابها للجديد والتجديد متفائلا بمستقبلها الزاهر على عكس النظرة المتشائمة التي قد يعتقدها بعض المشتغلين بالشأن اللغوي، كما أشار في كلمته إلى المنظومة التي تعمل بها اللغات الأخرى في تعزيز وجودها ونشر المعرفة بها وتعلمها ومقدار ما تبذله دولها من دعم سخي لتحقيق حضورها وضمان بقائها وانتشارها، موضحا أن اللغة العربية تقع في المرتبة السادسة بين ثلاثة آلاف لغة في العالم وهذا ترتيب متقدم يكفل لها الخلود وتحتاج إلى تعزيز الجهود في تعلمها وتعليمها.

أما ورقة الدكتور إبراهيم أبو طالب أستاذ الأدب والنقد الحديث ورئيس قسم اللغة العربية بالكلية فقد وقفت على أبرز التحديات المعاصرة للغة العربية، ودور المؤسسات التعليمية والثقافية في العناية باللغة الأم التي تمثل الذاتية العربية والوعاء الثقافي لها، مبينا أهمية التركيز على الشباب والتعليم الجامعي لافتا إلى بعض نقاط الضعف في المناهج وطرق التدريس، كما أشاد في بداية حديثة بمكانة اللغة العربية وأهميتها وبعض خصائصها المتميزة؛ كالخصائص الصوتية، والاشتقاقية، والإيجاز، والدلالات البلاغية وغيرها، أما مداخلة الدكتور عبد الرحمن الصعفاني أستاذ الأدب القديم بكلية الآداب فقد بينت أهمية تجويد الأداء اللغوي كتابة ونطقاً، مبينا أن قوة اللغة هي دليل على قوة أصحابها، وعلامة حضارية ذات مؤشر واضح، مع عدم إنكار وجود اللهجات ولكن بحيث لا تسيطر على مجالات حياتنا وتكون سيدة الموقف في كل الأوقات. وفي الندوة التي حضرها نائبا العميد للشؤون الأكاديمية وشؤون الطلاب ورؤساء الأقسام وعدد كبير من أعضاء هيئة التدريس والطلاب والموظفين والمهتمين والإعلاميين ألقيت عدد من المداخلات من قبل الأستاذ الدكتور خالص الأشعب نائب العميد وأساتذة القسم ومعيديه وطلابه، كما تم وضع مقترح جديد - يحسب لكلية التربية - أرحب متمثلة بقسم اللغة العربية- يدعو فيه جامعة صنعاء، ووزارة التعليم العالي إلى تكريم الأستاذ الجامعي الذي يلتزم بالفصحى داخل قاعات الدرس، على أن يتم في كل عام تكريم شخصية أو أكثر بما يليق به من أسلوب تكريمي تحت مسمى (صاحب اللسان العربي الفصيح للعام الجامعي .....)، وهي فكرة جيدة، وتدعو بشكل عملي وعلمي إلى تأكيد الحديث بالفصحى في أهم منابر العلم وهي قاعات التدريس، حتى ينسحب الاهتمام في كل المرافق وتعمّ الفائدة، وقد تم تكريم الدكتور إبراهيم أبو طالب هذا العام بلقب (صاحب اللسان العربي الفصيح) لالتزامه بالفصحى في محاضراته، وقد كرمه عميد الكلية بدرع اللسان العربي الفصيح للعام 2010م، وشهادة تكريم؛ بعد قراءة سيرته الذاتية العلمية، كما صاحبَ هذا التكريم تكريمٌ للشاعر الشاب أنور داعر- أحد طلاب قسم اللغة العربية بالكلية- على إصداره الشعري الأول الذي صدر مع أحد عشر شاعرا من الشباب تحت مسمى (سماوات) وقدم له شاعر اليمن الكبير أ.د عبد العزيز المقالح، صاحبَ الندوة أيضاً عددٌ من الكلمات وقصيدة شعرية بعنوان (لغتي) للطالب محمد الدربي.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى