الجمعة ٧ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٧
بقلم أنطوان أبرط

اللصوص

...إلى زكريا تامر

 1-

قرر اللصوص سرقة بيتي، ولكنهم لم يستطيعوا ذلك...
ففي الليلة الأولى ،أصيب ابني بالشلل ـ لعدم توفر اللقاح - فبقينا طوال الليل باكين،غاضبين.
و في الليلة الثانية،لم انم، فقد رحت أفكر في الديون المتراكمة علي ، والتي تزداد يوما بعد يوم.
و في الليلة الثالثة،تذكرت زوجتي غربتها، فجلست أواسيها و اخفف عنها.
و في الليلة الرابعة، لم نجد طعاما نأكله على العشاء،فبتنا ليلتها بأعين مفتوحة و بطون فارغة.
و في الليلة الخامسة،أحسست بقلق شديد فقد طردت من العمل، و رحت أفكر بالبحث عن عمل جديد.
و في الليلة السادسة، لم تستطع زوجتي النوم،طوال الليل بسبب اعتقالي و دخولي السجن.
و في الليلة السابعة، جاء اللصوص ولكن البيت كان قد اختفى فعادوا خائبين من حيث أتوا !؟

-2-

قرر اللصوص سرقة المصرف المركزي....لكنهم واجهوا صعوبات كثيرة.
ففي اليوم الأول، تم تشديد الحراسة على المصرف بشكل استثنائي وغير مألوف بإشراف موظفين كبار.
و في اليوم الثاني، وضعت أنظمة حماية ومراقبة بالكمبيوتر، حديثة الصنع و مستوردة.
وفي اليوم الثالث، قام مدير الرقابة والتفتيش بزيارة مفاجئة للمصرف يرافقه وفد كبير، ثم غادره سعيدا
وفي اليوم الرابع زار المصرف وزير الإعلام وأدلى بتصريح مثير للصحفيين عن أهمية المصارف ودورها
وفي اليوم الخامس قام وزير الاقتصاد يرافقه وفد من كبار المسؤولين ورجال الأعمال بوضع حجر الأساس للمبنى الجديد
لأموال الخزينة العامة ، وقد ابتسم ومرافقيه أمام الكاميرات وسط دوي المصفقين .

وفي اليوم السادس، أصيبت أنظمة الحماية والمراقبة بفيروس غريب، مما أدى إلى تعطلها .
وفي اليوم السابع ، علم اللصوص بذلك – وكان يوم عطلة – فاستغلوا الفرصة واقتحموا المصرف ، ولكن ما إن فتحوا الخزائن حتى علت الدهشة وجوههم، فعادوا خائبين من حيث أتوا!..

...إلى زكريا تامر

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى