الخميس ٩ حزيران (يونيو) ٢٠٢٢

«المحبّة تبني» جديد المطران بطرس مراياتي

ناجي نعمان

"المحبّة تبني" نتاج جديد صدر حديثًا عن دار نعمان للثقافة (جونية، لبنان) لمؤلِّفه المطران بطرس مراياتي، رئيس أساقفة حلب وتوابعها على الأرمن الكاثوليك. ويأتي هذا الكتاب تكميلاً لتآليف وترجمات عديدة نشرها المؤلِّف، ومتابعةً لأسلوب فريد تميّز به في كتابين سابقين له نشرتهما دار نعمان: "أبحِرْ إلى العُمق!" (2003)، و"إلى مَن نذهب؟" (2018).

"المحبّة تبني".. "كلمتان صغيرتان في أحرفهما، كبيرتان في معانيهما" اختارهما المطران مراياتي شعارًا لأسقفيّته منذ العام 1990، وعنوانًا لكتابه الجديد. فهما "تختصران إنجيل السيّد المسيح، وتعاليم الرُّسُل، ورسـالة الكنيسة" (الافتتاح، ص13).

في عمق أناشيد المحبّة وآياتها الكتابيّة الواردة في المتن، والتي تُبرز في ما تُبرز "لُبّ المسيحيّة وجوهرها" (ص15)، تأكيد لا لُبس فيه: "الله والمحبّة لا حدّ لهما.. المحبّة في متناول كلّ منّا.. فلنطلبها بقلب طاهر وبنيّة صافية.. المحبّة تبني بلا حدود.. الإنسان والعقل والقلب والروح.. المحبّة وُجدت للبنيان.. ونحن شركاء معًا.. فهنيئًا لمَن يلبّي النداء ويعقد الرجاء" (ص17).

وبهذا الشعار: المحبّة تبني، واجه المؤلِّف وشعبه المؤتمَن عليه نوائب الدهر وأوبئته، وويلات الحرب، وما نتج عنها من خراب ودمار، ومن هجرة ونزوح، ومن بطالة وعوز... وبالمحبّة عينها كان التحمّل والصبر ورفع الأدعية كيما يحلّ السلام، على إيمان راسخ ورجاء بمستقبَل مختلف، لما فيه خير الكنيسة والمجتمع والوطن (ص19). الإيمان والرجاء والمحبّة، هذه هي الأمور الثلاثة الباقية، وأعظمها المحبّة، تتمحور حولها مفاهيم المسيحيّة وتتجلّى واضحة في منابعها (راجِع 1قورنتس 13/13)،

في طيّ الكتاب توصيف للحرب السوريّة وأزماتها وتداعياتها المستمرّة، وتأوين بحت لمواقف إنجيليّة مختارة بعناية، ودعوة خالصة إلى مزيد من إيمان حيّ وتجاوز للمحن التي وقعت على فُجاءة، وتشبّث بالجذور... وهي كلّها سمات قُدِّر لأهل الشرق أن يُطبَعوا بها على مرّ العصور ما دامت هذه هي سيرورة الأمور!

أمّا مناسبة الصدور، فهي احتفال يوبيليّ ذهبيّ في ذكرى مرور 50 عامًا على رسامة المؤلِّف الكهنوتيّة (4 تمّوز 1971) الذي ينتهزها فرصةً ليشكر فيها جموع مَن تتلمذ عليهم أو التقاهم أو رافقهم أو خدمهم أو صادفهم أو نال منهم قدرًا من مؤازرة... ويجدّد فخاره بما اختاره في حياته من طريق لخدمة النفوس على نحو لا مَحيد عنه، وبما اتّخذه من شعارات له، وسعيه إلى الحفاظ على ما أؤتمن عليه خلال مسيرته الراعويّة. ولا يخفى على القارئ ما يحمله هذا الكتاب من مقولات تبعث الحياة من الرماد، تضمّنتها عظات المطران التوجيهيّة وخواطره الروحيّة وعبره التقويّة. وقد لخّص رؤاه ناسجًا على قول جبران: "في قلب كلّ شتاءٍ ربيعٌ يختلج،ووراء نقاب كلّ ليلٍ فجرٌ يبتسم" (ص24).

يقع الكتاب في 368 صفحة من القطع تحت الوسط. وهو مجلّد تجليدًا فنّيًّا مذهّبًا يليق بالمناسبة اعتنت به مطابع شمالي وشمالي (بيروت، لبنان). وجاءت صورة الغلاف لمزهريّة منقوشة في الخشب على جدار غرفة حلبيّة قديمة في الكاتدرائيّة الأرمنيّة الكاثوليكيّة "السيّدة أُمّ المعونات" بحلب، التي تُعدّ آبدة تراثيّة من أجمل أوابد الشهباء. وتعود النقوش، وسواها من الزخارف والرسوم والأشعار، إلى القرن السابع عشر حين شًُيّدت أروع الدور العربيّة بأيادٍ ماهرة يشهد لها التاريخ (ص28). ولقد عُثر على هذا النقش في أثناء ترميم الكاتدرائيّة وإعادة تأهيلها في العام 2019، بعد أن طالها ما طالها من دمار من جرّاء الحرب بين العامين 2013 و2016. رسم المزهريّة "يرمز إلى المحبّة"، يرى المؤلِّف، وأزاهيرها "ترمز إلى ثمار الروح، من مثل الفرح والسلام والصبر وكرم الأخلاق... وكلّها، على مختلف أشكالها وألوانها، فضائل تبني الإنسان". ولقد صدق "فحين تتعطّل لغة الكلام.. الزهور عالم ينطق بجميل الشعور"، وألوانها النابضة المضيئة "تعكس التفاؤل العميق، والفرح بالحياة، والأمل بمستقبَل مُشرِق" (من وحي صورة الغلاف، ص31).

أمّا الإهداء فإلى ابن بلد وزميل دراسة ورفيق درب وصنو خدمة كهنوتيّة.. حمل صليب مرضه مبكّرًا وهو بعد في عنفوان الشباب. على أنّه جعل من كرسيّه المتحرّك طوال 33 سنة منبرًا يعلن منه بشرى الملكوت. انطفأ سراجه العام الفائت ورحل عن هذه الفانية على عجل حاملاً في جسده ختم فاديه المسيح.

من "ما هي الوصيّة الكبرى؟" (ص35) إلى "وكلاء أسرار الله" (ص336) يطلّ القارئ على 21 عنوانًا معاصرًا. ويشعر مع حميميّة العرض والسرد وبلاغة التعابير بأنّ هناك حبلاً سرّيًّا يربط بينه وبين النصّ. حكايات جميلة للغاية. لكلّ مشهد مؤثّر صورة. وفي كلّ موقع محبّب وقفة.. إشارات يجب أن تُلحَظ، ورسائل تفتح لك باب التفكير على أوسع الأمداء. انفعالات راقية لذاكرة حيّة باقية، ويبقى عليك أنت أن تستمتع بما تخطّه لك من آفاق بديعات.

في كتاباته يظهر المطران مراياتي إنسانًا من لحم ودم، حرّ الأنفاس، مرهف الإحساس، يحمل، في كلّ كلمة يدبّجها، إنسانيّة عالية تلج محاريب الجمال والخير، وتنفر من صنوف القبح والشرّ. وهو يصوغ عباراته بخبرة الراعي العارف بما آلت إليه العيل ودالت عليه الدول، على أسف وحزن شديدين! كما لا ينفكّ يقرأ مزامير الرجاء المحلّى بالصبر والثقة بواحد أحد، خالق العباد. وينفخ في أصوار الصمود والثبات مستلهمًا قول السيّد المسيح: "تشجّعوا، أنا هو، لا تخافوا!" (متّى 14/27). واللافت أن يتزامن صدور الكتاب مع انعقاد الجمعيّة العامّة الثانية عشرة لمجلس كنائس الشرق الأوسط في وادي النطرون بمصر، التي اتّخذت الشعار نفسه، بل نوّه المجتمعون - وكان المطران واحدًا منهم - مرارًا وتكرارًا، بالصبر رديفًا للشجاعة وعدم الخوف في الآية المعتمدة: "تشجّعوا، اصبروا.. لا تخافوا". وهذا ما كان يردّده المؤلِّف في صفحات كتابه: "مَن يصبر (يثبت) إلى النهاية يخلص" (ص56: الرجاء في زمن الوباء! و82: لن أدعكم يتامى، نموذجًا). ولا يعرف الأدواء إلاّ طبيبها.
"إذا كان الله محبّة، بحسب تعريف المحبّة، فإنّه يكون أكثر من مجرّد لطف. وقد برهن على حبّه بطريقة لا تُنسى" من الميلاد حتّى القيامة. من هذا المنطلق يتكشّف فهم المؤلِّف للنفس البشريّة، وإسداؤه النصائح التي تنبثق، هي الأُخرى، من صميم المعاناة. فالراعي والرعيّة كلاهما، على حدّ سواء، في أتون واحد! نذكر من بين موضوعاته التي تناولتها عظاته واستشرافاته: الطمع البشريّ اللامحدود، اللامسؤوليّة عن الخليقة، الحروب والنزاعات والصدامات، النزوح واللجوء والتهجير، الكيان الوالديّ والعائلة، هويّة الأجيال الضائعة، الفقر والأمراض، الجائحة الفتّاكة "كورونا"، العنف الدوليّ والتناحر الاجتماعيّ، الرحمة والتعاضد، العدالة والحقّ، الكنيسة: غارسة الخدمة ومكان تبادل المحبّة وأرض العمل المثمر والساعية دومًا إلى الحياة الأفضل على غرار مؤسّسها رئيس السلام ونبع المحبّة. ولا غرابة في أن يتبدّى المطران، هنا، يوحنّاويًّا صِرفًا: هو كالمعمدان يُعِدّ بصوت صارخ في البرّيّة، وهو كالذهبيّ الفم يثبّت بصوت صارخ في الرعيّة. على أنّه لم يحلّق بعيدًا وفق فكر كونيّ لا مكان له، بل رسخ قدميه في مجتمعه الحلبيّ لينطلق مثمّنًا أهمّيّة هذا المجتمع ونظرائه.. إنّه يُمَسْحِن التحدّيات محوّلاً إيّاها إلى صلبان تُحمَل على الأكتاف شهادةً للراعي الأوّل، البداية والنهاية (خشبة الحياة، ص138، حمل الصليب، ص225، وقفة عند أقدام المصلوب، ص273).

يتطرّق أيضًا ومجدّدًا إلى موضوع الوحدة المسيحيّة (الطائر الجريح، ص103)، والانفتاح على الآخَر (مار يوسف رَجل الله، ص250)، والقضيّة الأرمنيّة (صوت الشهداء يصرخ إلى السماء!، ص175)، والدور المسيحيّ المستقبليّ في المشرق، الذي لا يتركّز على منطلق العدديّة بل على عمق التأثير منذ فجر المسيحيّة (الحياة عندي هي المسيح، ص323). وهذا يقوده لازمًا إلى حتميّة البقاء المسيحيّ: تأتي الرياح العاتية فتنزع بعض السنابل من أُمّاتها. على أنّ ثمّة سنابل أُخرى تبقى متمسّكة شامخة تأمل في أن تكمل مسيرة العطاء-البناء بمحبّة. ومتى كان هذا الشرق غير معذَّب؟ ومتى كانت الكنيسة غير متألّمة عبر التاريخ؟! أمّا السنابل الراحلات وقد ضربتها الأنواء وذرتها العواصف.. فإذا ما حطّت على تربة جديدة وموطن جديد فالأمل أن تنمو، بدورها، فتعطي قمحًا لذيذًا فائضًا يغذو مجتمعات المعمورة.

الكلمة عند المطران مراياتي ليست حرفة أو مهنة أو أداة تسلية أو ترفيه أو مجرّد تنظير، بل هي محض رسالة تواكب المؤمن في معارج الفهم ومسالك التفهّم. فالكلمة الحقّ يجب أن تكون نقشًا في الأرواح.. نقشًا لا يندثر، حاله حال الروح. والاستشهادات في النصوص متنوّعة، نثرًا وشعرًا، من مصادرها: الآباء الأرمن (غريغوريوس الناريكي، ونرسيس شنورهالي)، الآباء الأوّلون، القدّيسون رجالاً ونساءً، الطوباويّون شبابًا وشيبًا، مكرَّسين أو علمانيّين، الليتُرجيّا الأرمنيّة، الترانيم التقويّة الشعبيّة، جبران، شوقي، جلال الدين الرومي، وغيرهم من أسماء غير عربيّة... هذا إلى فيض من الشروحات والآراء الروحيّة في لوحات وتماثيل دينيّة شتّى رسمها أو أبدعها فنّانون عالميّون. ودون أن نغفل طبعًا الأدعية الحارّة التي ترتفع كسحابات بخور فتردّدها الشفاه، وشهادات الحياة الصريحة من المؤلِّف، ومئات الآيات الإنجيليّة وآيات العهد القديم التي جاءت في سياقها، حتّى ليضحي الكتاب نفسه مرجعًا بيبليًّا لا غنى لك عنه. هنا تنجلي عدسة المطران الرحّالة الجوّابة التي تطرق مصاريع الأمكنة فترصد تفصيلاتها على مهارة. فيخيّل للقارئ أنّه هو الآخَر جزء من المشهد، يعاين مع الكاتب عن كثب فحواه! كنائس ومزارات ومعابد ومتاحف ومعارض ومواقع تراثيّة.. وأرض وبحر وسماء.. نفحات تُسرّي الغمّ عن فؤادك وتشدّك بعيدًا عن أيّ لحظة تعيش. وبحسّ خبير بفنون الرسم والنحت وسواهما يكشف ما وراء كلّ غمسة ريشة أو شطحة لون أو بذرة فكرة أو نشأة حكاية تخفى على الناظر أو السامع. والغاية روحيّة إنسانيّة تغني الفكر وتضرم القلب وتسمو بالروح.

واللافت أنّ "المحبّة تبني" لم يأتِ لحنًا جنائزيًّا يُعزَف في تشييع حاضر فظيع أو في رثاء ماضٍ ولّى إلى غير رجعة، بل أراد صاحبه لهذه الموسيقا المهيبة نفسها أن تتحوّل إلى سِمفونيّة رجاء، بل فرح.. فينسى قارئه همومه والموت والألم وكُوَم الأحزان.. لأنّ الحياة تغلب الموت وهي المشيئة الإلهيّة. يذكّرنا هذا بصورة الموت على الصليب ومعنى الحُبّ والحياة على طريق الخلاص في شعر إلياس أبي شبكة:

مَن ليس يرقى ذروة الجلجله
ولم يسمّر في الهوى أنمله
ويُرفَع العلقم والخلّ له...
لن يعرف العمر شعاع الإله
ولن يرى آماله في رؤاه
بل عالـمًا يخبط في مهزله

وممّا لا شكّ فيه أنّ المؤلِّف قابض على ناصية اللغة التي يتداولها. فجمله وعباراته تتواشج فيها أواصر البيان، وتشرق في ثنياتها ديباجة نضرة متميّزة. كأنّما دأب على إبداعها حتّى اشتُهر بها بين حملة الأقلام ومصافّ الرعاة. إنّها صبوة الروح للتماسّ مع الحقيقة. ومن أدواتها: قلم رشيق حصيف، ونظرة في اللحظة دقيقة، واستطراد عبقريّ، والتزام جماليّ، وتصدير وختم على أصول، وسجايا غيرها تجعل المقال، في مجمله، متفرّدًا. ثنائيّات كثيرة تترى في موضوعات هي بنت ساعتها: الحاجة/الوفر، المادّة/الروح، البخل/السخاء، الانتماء/التخلّي، الهدم/البناء، اللامبالاة/المسؤوليّة، التقوقع/الانفتاح، التحجّر/المعاصرة، الأنانيّة/المشاركة، التسرّع/الفطنة، الرفض/القبول، النفور/اللقاء، الخوف/الشجاعة، الشكّ/الثقة، الموت/الحياة، التمزّق/الوحدة، الفتور/النهوض... إلى غير ذلك من رحاب! ثنائيّات متضادّة سيقت كي تدلّ على صراع النفس البشريّة اليوميّ بل اللحظيّ، تنوشها سهام عجيبة غريبة! وهذه والحقّ، مدرسة يتعشّق أفياءَها القرّاء.. وخاصّةً إذا ما كان المطران مراياتي يرودها بأسلوبه الذي أصبح جواز سفر مؤلَّفاته ونداءاته الخيّرة المتفائلة، التي تقودك في رحلة كتاباته فتفرّج عنك ما تشعر به من دموع حبيسات ومن ضيقات تعصف بكيانك عصفًا لم تكن لتتوقّعه!
في نهاية الكتاب مسرد بالعناوين بحسب مناسبتها ومكانها وزمانها، تليه المحتويات، فسيرة المؤلِّف في سطور. أمّا صفحة الغلاف الأخيرة فللناشر ناجي نعمان أرّخها في يوم الذكرى الأرمنيّة العزيزة، الرابع والعشرين من نيسان. وقد نثر فيها ونظم:

"المطران بطرس مراياتي، ذا البنّاء بشرًا وحجرًا... لمناسبة يوبيل كهنوته الذهبيّ يتحفنا مجدّدًا بعطر حِبر من بصيرة شحذ، وبشعاع نُور من بصر أفاض، داعيًا موصيًا: "المحبّة تبني"، وإذ بكلمات خطّها بيد مباركة تصلنا ذهبًا كما من "فم الذهب":

ذهبُ الخصال زُها الرضيّ بفكرهِ
شرف الحياة بأن تعيش مفارقًا
لكنّكَ الغيريُّ قد أثرى هوًى،
فافخرْ، فُديتَ، بنعمة الأخلاقِ
رِجْس الفَعال وشهوة المُرّاقِ
تهب الفؤادَ فدًى مع الأرماقِ"

في مقاله الختاميّ (وكلاء أسرار الله، ص336) الذي كتبه وهو في خلوة روحيّة في دير سيّدة بزمّار بلبنان يستشهد المؤلِّف بكلام لوقا الإنجيليّ (11/52) عن الوكيل الصالح "الذي في يده المفتاح أو قل مفاتيح المعرفة، فهو مَن يفتح الباب لشعب الله.. ولكن، الويل له إن احتفظ بهذا المفتاح. فلا هو دخل، والذين أرادوا الدخول منعهم!". ووفق هذا الإطار ظهر المطران مراياتي وكيلاً أمينًا حمل مفتاح معرفته ولم يستأثر به، بل أطلق وابلاً من الدعوات الشجاعة المدوّية التي تهزّ الوجدان وتفتح عيون شعب الله، وشرع الأبواب لكلّ مَن يسعى إلى صفاء الملكوت.

يقول سي. إس. لويس C. S. Lewis في كتابه "الله-الإنسان-الألم": "عندما يكون من اللازم احتمال الألم، فإنّ قليلاً من الشجاعة تفيد أكثر من المعرفة الكثيرة. وقليلاً من التعاطف الإنسانيّ يفيد أكثر من الشجاعة الكثيرة. وأقلّ لمحة من محبّة الله تفيد أكثر من الكلّ".

كتاب "المحبّة تبني" إكسير روحيّ فيه مزيج من معرفة وشجاعة وتعاطف ومحبّة، التي هي أساس كلّ أساس. ولقد تعدّى أن يكون احتفالاً بيوبيل شخصيّ إلى أن يصبح صراط محبّة دافقة مزهرة لا نُدحة لنا عنه في هذه الأيّام.

 المطران بطرس مراياتي من مواليد مدينة حلب 1948. وهو مُجاز في الفلسفة واللاهوت من الجامعة الحَبريّة الغريغوريّة في روما. ويحمل دبلومًا في العلوم الأرمنيّة من المعهد الحَبريّ الأرمنيّ بروما. وإجازة في الأدب العربيّ من جامعة حلب. رُسم كاهنًا في حلب (1971). ونال الدرجة الأسقفيّة فيها (1990). وإضافةً إلى اضطلاعه بمهمّات رئاسيّة كنسيّة وروحيّة كثيرة، محلّيّة وعالميّة، له دراسات ومقالات ومحاضرات وترجمات بمختلف اللغات في حقول الكتاب المقدّس، والمسكونيّات، والرعائيّات، والليتُرجيّا، وتاريخ الكنيسة، والأدب الأرمنيّ. وقد صدرت له كتب بالعربيّة بعنوان: "أنشودة الحياة الخالدة" (ترجمة، طبعتان 1994، 1995)، و"هل أنتَ معي؟" (1997)، و"أبحِرْ إلى العُمق!" (طبعتان، 2003)، و"ثورة الحلبيّين على الوالي خورشيد باشا العثمانيّ، 1819-1820" (2008)، و"إلى مَن نَذْهَـب؟" (2018).

ناجي نعمان

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى