الأربعاء ١٢ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٧
بقلم حسين أبو سعود

المرأة تحكم العالم

قال احد العارفين والذي مات حزنا وكمدا بسبب مشاكله مع زوجته وقوله بالطبع رأي بين الاراء ولا يعبر بالضرورة عن رأي الفقير الى الله، قال بان جميع مشاكل العالم سببها المراة، لانها هي التي تحكم العالم، تحكمه مباشرة تارة وبصورة غير مباشرة تارة اخرى، لانها هي زوجة الرئيس وهي امه واخته وابنته وحماته واحيانا عشيقته، اذن فهي تتحمل المسئولية بشكل مباشر او غير مباشر، وهي في بقائها خلف الكواليس اقوى منها امام الاضواء، فالرئيسة المباشرة تكون مقيدة بجملة من الامور منها القانون والدستور والاعراف والتقاليد والذوق العام والتاريخ وغيرها، واما اذا كانت هي التي تسير امور الدولة من وراء الكواليس، فانها ليست مجبرة على التقيد بالامور التي ذكرناها.

ولعله من المفيد ان لا نتطرق الى حكم المراة في جميع مناطق العالم لان ذلك سيدخلنا في تفاصيل لا يتسع لها مقال عادي، والا فالكل يعلم بان بريطانيا وهي الدولة الاعظم في العالم يحكمها امرأة، والى جانبها حكمت رئيسة وزراء قوية مثل مارغريت تاتشر، كما ان هناك ملكات يحكمن في عدة دول اوربية اخرى، وحتى عدوتنا اللدود الودود اسرائيل حكمتهاامراة من وزن غولدا مائير هزمت بجمالها (...) معظم رجالنا، كما يقال بان هيلاري كلنتون قادمة ايضا لتكون رئيسة اكبر دولة في العالم. كما ان المراة تحكم في الدول العربية ايضا وهي ان لم تكن رئيسة للوزراء فهي وزيرة وعضوة برلمان، وكأن توزير النساء موضة او اوامر من جهات غير مرئية، كما حدث في العراق الجديد حيث تم فرض نسبة كذا بالمئة من النساء على البرلمان، وكأن وجودهن في البرلمان ضروري الى درجة ان الامن لا ولن يستتب الا بوجودهن، مع ان المراة هي ممثلة اصلا في البرلمان من خلال الاخ والابن والزوج والنسيب، لكنها الموضة الجديدة وهي مقدمة على كل اعتبار، اقول من المفيد ان لا نتطرق الى حكم المراة في جميع انحاء العالم ونكتفي بالقارة الهندية التي تحوي على مزيج غير متجانس من الالسن والاديان والمذاهب والمشارب والالوان والاجناس والاطياف، وفيها اربع دول كبيرة هي الهند وباكستان وبنغلاديش وسريلانكا اضافة الى دول صغيرة اخرى مثل نيبال وبوتان وغيرها مما لا نعرف حالها واحوالها جيدا.

ففي الهند حكمت السيدة انديرا غاندي ولعلها تعد من اشهر نساء العالم لانها ارتقت بدولة فقيرة معدمة الى درجات من التطور حتى جعلتها دولة نووية، وفي باكستان كانت السيدة نصرت بوتو زعيمة حزب الشعب وتنازلت لصالح ابنتها بينظير بوتو والتي حكمت البلاد مرتين وتتهيأ الان لتحكم للمرة الثالثة بعد الصفقة الجديدة مع الجنرال برويز مشرف، وقد قتل اخوها مير مرتضى بوتو في عهد حكمها وكان ينافسها ويرى نفسه احق برئاسة الحزب منها، وخلفته بعد موته السيدة غنوة بوتو وهي سورية الاصل فتزعمت الجناح المنشق بكل كفاءة وما زالت تترأس ذلك الجناح بقدرة فائقة، وقد سبقتها في التشابه السيدة سونيا غاندي الايطالية زوجة راجيف غاندي التي تراست الحزب بعد وفاة زوجها، وما زالت تسعى الى استلام الحكم.

وفي سريلانكا كانت السيدة بندرانايكا رئيسة الوزراء وامها (لااذكر اسمها) رئيسة للجمهورية في ان واحد فصار الرجل السيلاني بذلك يحتسي الشاي السيلاني بين امرأتين حديديتين.

وفي بنغلاديش فالامر لا يختلف كثيرا عن سريلانكا حيث ان زعيمة الحكومة امراة وزعيمة المعارضة امرأة ايضا، يعني بين حانة ومانة ضاعت لحانا، علما بان زعامة المعارضة اصعب بكثير من زعامة الحكومة، اعني بهن خالدة ضياء زوجة الرئيس السابق ضياء الرحمن وحسينة واجد ابنة الزعيم البنغالي المعروف شيخ مجيب الرحمن، والجدير بالذكر بان جميع نساء شبه القارة الهندية يحكمن ازواجهن في المنازل باعتبار ان المراة هي التي تاتي بما يسمى (جهاز) البيت من الابرة والقدح حتى الثلاجة والتلفزيون من بيت ابيها.

فهل يكون ذلك العارف بعد كل هذا مجانبا للحقيقة لو قال بان المراة تحكم العالم؟.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى