الاثنين ١٨ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٧
ما هو سرّ سرطان مرض السُّكري
بقلم حسين سرمك حسن

المستشري في العراق والعالم؟

مرض السُّكّر سرطان خبيث؛ نصف مليار مُصاب في العالم

مرض التبوّل السكري أو مرض السُكّري Diabetus Mellitus أو (السُكّر) أو (السِّكّري) كما يُصطلح عليه في التداول الشعبي في العراق، لا يمكن وصف انتشاره المخيف في العراق والوطن العربي والعالم إلّا بأنه "سرطان خبيث" بكل معاني الكلمة. فهناك ما يقارب النصف مليار مُصاب تقريبا بهذا المرض في العالم حيث زاد عدد البالغين المصابين بمرض السكري بأربعة أمثال على مستوى العالم في أقل من 40 عاما. وفي عام 2012 وحده كان داء السكري سبباً مباشراً في وفاة 5 مليون شخص (حالة وفاة كل 6 ثوان تقريباً)، في حين تسبّب ارتفاع سكر الكلوكوز في الدم (وهو النوع المتعارف عليه من السكّر في الدم) في وفاة 2.2 مليون شخص آخرين. وقبل أيام اطّلعتُ على إحصائية خطيرة تشير إلى أن 18% من سكّان البحرين مصابون بالسكري. أمّا في وطننا العراق ففي كل يوم أسمع من صديق أنه هو أو زوجته أو أحد أطفاله مُصاب بالسُّكر. ويكفينا القول إن العراق لم يشهد في تاريخه تخصيص عيادة لمرض السكري في كل محافظة عبر تاريخه على الإطلاق إلّا في العقود الأخيرة.
أكثر من 3,5 مليون مُصاب بالسُّكّر في العراق ويحتل المرتبة 30 عالمياً

في وطننا العراق تشير الإحصائيات الرسمية التي أصدرتها وزارة الصحة العراقية بموجب تقريرها السنوي لعام 2013 الى أن 2.9% من الوفيات للعام المذكور كانت بسبب مرض السكّري، وإن هناك أكثر من 33 ألف حالة ترقد في المستشفيات بسببه. وهناك أكثر من 900 ألف مراجعة للعيادات الاستشارية والخارجية في كافة محافظات القطر مع وجود ما يزيد على الـ 520 ألف حالة مراجعة للمراكز الصحية لإصابات متنوعة بسبب مرض السّكر، وبموجب تلك الأرقام فمن المتوقع أن تكون لدينا، في ذلك العام على وجه التحديد، أكثر من 1.5 مليون إصابة بالمرض، من جانب آخر فالإحصائيات العالمية تشير الى أن العراق يحتل المرتبة التاسعة عربياً والـ 30 عالمياً بنسبة إصابات تصل الى 10.2% من سكّانه. هذه الـ 10.2% تعني أن هناك أكثر من 3.5 مليون مصاب بالمرض في العراق.

مرض يكتسح الأعمار المُنتجة ويسبّب العمى وبتر الأطراف والفشل الكلوي خطورة هذا المرض السرطاني الأخرى تتمثل في أنه صار يكتسح الأطفال الصغار والمراهقين. والأخطر هو اكتساحه الأعمار المنتجة بين 18 – 45 سنة التي هي الثروة المُنتجة والعملية لأيّ بلاد.

ويوصل هذا المرض السرطاني إلى تعطيل طاقات الفرد وموته عبر إصابته بالعمى من خلال انحطاط الشبكية وبتر الأطراف السفلى بعد حصول موات (غنغرينا) إبهام القدم الذي لا حلّ يفيد معه سوى البتر من فوق الركبة، وحصول النوبات القلبية والجلطات (السكتات) الدماغية والعجز الكلوي وتصلّب الشرايين وارتفاع ضغط الدم وغيرها من المضاعفات الخطيرة المخيفة.
وتتوقع منظمة الصحة العالمية أنّ داء السّكري سيصبح سابع عامل مُسبّب للوفاة في العالم عام 2030.

ما هي أهمّية السُّكّر والإنسولين للجسم وما هي العلاقة بينهما يعتبر السُّكّر المصدر الرئيسي للطاقة في جسم الإنسان حيث تقوم الخلايا بحرق هذا السُّكر لإنتاج الطاقة. ونحن نحتاج الطاقة من السُّكر حتى في وقت الراحة وفي النوم لضربات القلب والتنفس وللتفكير وحتى للأحلام مثلاً.

أما الإنسولين فهو هرمون تفرزه غدة البنكرياس (من خلايا بيتا الموجودة في مليون من جزر لانغرهانس في البنكرياس) ويُفرز إلى الدم مباشرة. وهو يسمح للسُّكر بالدخول للخلية والاحتراق وإنتاج الطاقة.
يجري السُّكر داخل الجسم بواسطة الدم ويتوزع في كافة أنحاء الجسم عبر الشعيرات الدموية ومنها يرشح إلى الخلايا، لكنه لا يستطيع دخول الخلية إلا بوجود مفتاح خاص يفتح له باب الخلية، وهذا المفتاح هو الأنسولين. لذلك يؤدي غياب الأنسولين أو نقصه إلى عدم قدرة السُّكّر على الدخول إلى داخل الخلية، وبالتالي يرتفع مستواه في الدم ويحدث مرض السّكّري.

كيف ينظّم الجسم عملية إفراز الأنسولين؟

يحافظ الجسم السليم على نسبة سُكّر الدم ضمن مجال طبيعي ثابت (70-110 ملغ/دل)، ويرتفع السّكر إلى حدّه الأعلى بعد الوجبات وينقص إلى حده الأدنى عند الصيام، ويتم الوصول إلى هذا المجال الطبيعي عبر توازن رائع يدلّ على عظمة الخالق بين هرمون الأنسولين (الخافض لسكر الدم) وهرمون الغلوكاكون (الرافع لسكر الدم) وهرمونات أخرى عديدة.

إن تناول الإنسان للطعام يؤدي إلى دخول كمية كبيرة من السّكّر إلى الدم وهذا يحرّض على إفراز الأنسولين من البنكرياس، ويتم هذا الإفراز بمقادير تناسب كميات السكر الموجودة في الدم.

يقوم الأنسولين بتشجيع الكبد والعضلات على تخزين الفائض من السّكّر على شكل غليكوجين glycogen، وإذا بقي فائض من السّكر فإنه يتم تخزينه في الخلايا الدهنية بعد تحويله إلى مواد دسمة وشحوم. تسبّب زيادة في الوزن فالكبد يعمل كمستودع للطاقة وهو يقوم بإرسال الغلوكوز إلى الجسم عند الحاجة لتزويده بالطاقة خاصة في الفترات بين الوجبات وأثناء الصيام. إن قدرة الجسم على تخزين الغليكوجين محدودة لذلك يكفي الغليكوجين في الجسم لمدة 24 ساعة فقط عند البالغين و12 ساعة عند الأطفال.

ما هو مرض السُّكّري وما هي أنواعه؟

دعونا الآن نتعرّف على مرض السُّكّري وأنواعه.

مرض السُّكّري هو مرض مُزمن (لكنه غير مُعدٍ أي لا ينتقل من شخص لآخر كما يخاف البعض) يمتاز بارتفاع مستوى السّكّر في الدم وينتج إما عن نقص في إفراز الإنسولين أو نقص في فاعليته (الكمّية كافية لكنه لا يعمل بصورة صحيحة) أو خلل في الإثنين معا. وإذا كان الخلل في فاعلية الإنسولين وليس في كمّيته تُسمّى الحالة "مقاومة الإنسولين".

(1). السُّكّري من النوع الأول (لا يوجد أنسولين في الجسم)

هو مرض ذاتي المناعة أي:

(Autoimmune disease)

ويحصل لأن جهاز المناعة في جسم الإنسان يقوم لأسباب غير معروفة بمهاجمة خلايا "بيتا" المسؤولة عن إنتاج هرمون الإنسولين في غدّة البنكرياس، ويقوم بتدميرها.

نتيجة لذلك، ينتج البنكرياس كمية قليلة جدا من الإنسولين، أو قد لا يقوم بذلك إطلاقاً. لذلك، يكون من الواجب على الشخص المُصاب بالنوع الاول من مرض السكري أن يتلقّى مادّة الإنسولين يوميا، طوال حياته.

وهذا النوع يصيب الأطفال والشباب بدرجة أكبر ولكنه قد يحصل في أي مرحلة عمرية. وتظهر أعراضه بشكل سريع. وتتضمن هذه الأعراض: العطش الشديد، كثرة التبول، الجوع المتواصل، فقدان الوزن، تشوّش الرؤية والتعب الشديد.

(2). السكري من النوع الثاني (إنسولين كافٍ ولكنه لا يشتغل بصورة صحيحة أي "مقاومة الأنسولين")

يُعتبر هذا النوع أكثر أنواع مرض السُّكري انتشارا بين الناس، وهو يحتل نسبة تتراوح بين 90 و 95 بالمائة من إجمالي المرضى المصابين بمرض السُّكري.

يرتبط هذا النوع من السُّكري، عادة، بالتقدم بالسن، السمنة الزائدة، الوراثة وتاريخ العائلة الطبي مع المرض، السجل الطبي الشخصي (حالات من الإصابة بسُكّري الحمل مثلا)، والخمول البدني (حياة راكدة).. وغيرها.

يعاني نحو 80 بالمائة من مرضى السكري من النوع الثاني من زيادة الوزن (السُّمنة/البدانة).
بعد عدة سنوات، ينخفض إنتاج الإنسولين، فيصبح وضع المريض شبيها بوضع مرضى السكري من النوع الأول، إذ يتراكم السُّكّر (الكلوكوز) في الدم ولا يستطيع الجسم استخدام مصدر الطاقة الذاتي الخاص به (الكلوكوز) بشكل فعّال.

تبدأ الأعراض في هذا النوع بصورة تدريجية ولا تظهر فجأة، مثل النوع الأول. وتشمل هذه الأعراض: التعب أو الغثيان، كثرة التبول،، العطش بشكل غير طبيعي، انخفاض الوزن، تشوّش الرؤية، الالتهابات المتكررة، تباطؤ الشفاء من الإصابات والجروح.

وهناك سُكّري الحمل الذي يصيب قسماً من النساء الحوامل ثم يختفي بعد الولادة ولكنه قد يُمهّد للإصابة بالسّكّري من النوع الثاني خلال 5-10 سنوات.

دور القلق والتوتر النفسي

وفق خبرتي، فإنّ هناك عاملين خطيرين ينبغي التركيز عليهما بالإضافة إلى العوامل الأخرى المتمثلة بالاستعداد الوراثي والسُّمنة (البدانة) والحياة الراكدة وأمراض البنكرياس وغيرها. الأول هو العامل النفسي وما أقصده ليس الصدمات النفسية الكبيرة المباشرة (وفاة شخص عزيز (الشهداء والقتلى في العراق)، الكوارث (الشدائد الفاجعة عموما من موت وحرائق واغتصاب وخطف وأسر وبطالة وطلاق وغيرها وكلها موجودة في العراق منذ عقود)، بل أقصد الضغط النفسي المستمر لشهور وسنوات حتى لو كان خفيفا أو متوسط الشدة في الظاهر حيث يحفز هذا الضغط الغدة الأدرينالينية (الكظرية التي فوق الكلية) على إفراز هرموناتها بصورة مستمرة لتهيئة الفرد للدفاع المستمر ليلا (حتى في أثناء النوم) ونهارا لتنهك غُدده وخصوصا البنكرياس إلى حدّ الإعياء ونضوب الإنسولين (عبر آليات معقّدة ليس هنا مجال شرحها). والقلق والضغط النفسي المستمر هو ما يواجهه الإنسان بدرجات متفاوتة ليس في العراق فحسب بل في الوطن العربي والعالم فعصرنا يُسمّى عادة بـ "عصر القلق".

دور المشروبات الغازية والمُحلّاة (العصائر الصناعية) وهو موضوعنا الأساسي أمّا العامل الثاني الذي أريد التركيز عليه وأعتقد أنه السبب الرئيسي في تصاعد الإصابة بهذا المرض الخبيث فهو المشروبات الغازية (الكوكا كولا والبيبسي كولا وميرندا وسفن أب وغيرها) وكذلك العصائر الصناعية المُحلّأة. فقد اطلعتُ وبدقة على عشرات الدراسات العلمية في الولايات المتحدة الأمريكية التي تشير إلى أن الكولا (وباقي المشروبات الغازية حتى الصودا والدايت ومشروبات الطاقة) هي السبب الرئيسي لإصابة المواطنين بالسُّكري في الولايات المتحدة. وتشير هذه الدراسات إلى أن من يشرب علبة كولا مرتين اسبوعيا يكون احتمال إصابته بمرض السكري هو 20% أما من يشرب أربعة أسبوعيا فتكون نسبة احتمال إصابته 40% ومن يشرب علبة يوميا تكون نسبة إصابته 60%.

لماذا يعتقد الأطباء أن المشروبات الغازية هي واحد من أهم العوامل التي تسبّب الإصابة بمرض السُكّري؟ سنرى بعد قليل ما الذي يحصل في جسمك عندما تشرب علبة (قوطية) كوكا أو بيبسي واحدة؟

لماذا تسمن الناس برغم الريجيم؟!

الشيء الغريب الذي لاحظه الأطباء والصيادلة واختصاصيو التغذية هو: أن وزن الأشخاص يستمر في الزيادة على الرغم من أنهم يتبعون نظاما غذائيا منخفض الدهون وصارِماً حسبما يوصي به الطبيب.

هذا جعل الباحثين يتساءلون هل إن "الدهون" هي التي تسبّب لنا زيادة الوزن غير الصحية.
بعد متابعة الكثير من الناس الذين يعانون من السمنة والأمراض ذات الصلة بها مثل أمراض القلب والسُّكري والآثار الجانبية للأدوية التي كانوا يأخذونها، صار الباحثون متحمّسين وبقوة للبحث لمعرفة ما الذي يدفع الناس إلى أن يصبحوا يعانون من السمنة المفرطة، فمن الواضح أن السبب لا يكمن فقط في الدهون التي كانوا يأكلونها ولا بُدّ من وجود عامل آخر !

السبب هو الفركتوز الذي يُضاف إلى الحلويات والمشروبات بكل انواعها لقد اكتشف الباحثون أن هناك عاملا آخر هو السبب في الكثير من الأمراض المنتشرة في الغرب مثل السمنة وأمراض القلب والسُّكري، وأن الإصابة بهذه الأمراض يمكن أن يكون مرتبطاً ارتباطا وثيقا باستهلاك مادّة معينة موجودة في العديد من الأطعمة المُصنّعة والمشروبات وهي مادة (الفركتوز) في شكل شراب الذرة عالي الفركتوز. والفركتوز هو نوع ثانٍ من السكّر مثل الكلوكوز لكن الجسم لا يحبّذه وسنرى السبب.

الفركتوز هو شكل شراب الذرة عالية الفركتوز والموجود الآن في كل شيء تقريبا من الأطعمة المُصنّعة مثل الوجبات الجاهزة والأطعمة السريعة والحلويات (النساتل واللبان (العلكة) والعصائر (الشرابت) بكل أنواعها والمشروبات الغازية بكل أنواعها. ومعظم الناس لا يدركون تماما خطر هذه المادة.

وهذه المادة موجودة أيضا في كثير من الأغذية البديلة "منخفضة الدهون" المفترض أنها صحّية وحتى في العديد من المنتجات الشعبية المُخصّصة لفقدان الوزن وذلك لأن الأطعمة التي تحتوي على الدهون يكون طعمها مقزّزاً بدون هذه المادة السكّرية. فيتم إضافة شراب الذرة عالي الفركتوز في تركيبة تلك الأطعمة مع العديد من الإضافات الأخرى لتعزيز نكهة هذه الأطعمة وجعلها مقبولة للتناول من قبل المستهلكين. والعامل الأهم طبعاً بالنسبة إلى الشركات هو رخص ثمنها

ما هو فرق الكلوكوز عن الفركتوز؟ الفركتوز مثل الكحول في البيرة!!

الكلوكوز Glucose هو نوع السُكّر الذي يحبّه جسمنا حسب خلق الله سبحانه. ويتم تمثيله في الجسم بسهولة من قبل كل خلية من خلايا جسمنا، ومن السهل جدا حرقه، ولا يُنتج سوى عدد قليل جدا من المنتجات الثانوية السامّة. كما أنّه هو الذي يخبر الدماغ بضرورة التوقف عن تناول الطعام عندما نشبع ولا نستمر في الأكل حتى التُخمة. بمعنى عندما نبدأ بتناول وجبة الغداء مثلاً وترتفع نسبة الكلوكوز يذهب عن طريق الدم إلى مركز في الدماغ هو "مركز الشبع" الذي يوجّه أوامره بالتوقف عن تناول المزيد من الطعام.

أمّا الفركتوز Fructose فهو نوع آخر من السُكّر ويوجد في السكروز Sucrose الذي يتكسّر في الجسم إلى الجلوكوز والفركتوز.

الفركتوز لا يتم تمثيله سوى في الكبد وهو مشابه جدا للإيثانول (الكحول في المشروبات الكحولية كالعرق والبيرة والويسكي!!).

عندما تتناول الفركتوز، فان تأثيره فعلا يكون مثل الإيثانول. ولكن من دون النشوة المُصاحبة للكحول طبعاً. إنّه يُربك عمل الكبد وينتهي إلى تكوين الكثير من الدهون السيئة في هذه العملية التي تُخزن في الجسم فتسبّب السمنة. كما أنه لا يرسل إشارات إلى دماغك للتوقف عن تناول الطعام عندما تشبع فتستمر بالأكل وتزيد احتمالات السمنة.

هذا هو السبب في أن الناس يمكن أن تشرب أكواب ضخمة من المشروبات الغازية التي تحتوي كميات عالية من الفركتوز ومع ذلك تستمر في أكل وجبات ضخمة تحتوي على الأطعمة المصُنّعة التي هي أيضا مليئة بالفركتوز.

العديد من الفواكه تحتوي أيضا على الفركتوز، ولكن الطبيعة قدمت لنا الترياق المُضاد، فهذه الفواكه معبّأة بالألياف التي تمنع جسمك من امتصاص الكثير من ذلك الفركتوز الضار. وتجعل جسمك يبذل جهدا في فصل السُّكّر عن الألياف وهذا يتطلب وقتاً بعكس الفركتوز الذي يمتصه الجسم بسرعة و "يهجم" على الكبد.

عندما توقف المرضى عن تناول المشروبات الغازية تناقص وزنهم!!

عندما نصح الباحثون الأشخاص بالحدّ من استهلاكهم من الأطعمة والمشروبات الغازية والعصائر التي تحتوي على شراب الذرة عالي الفركتوز عن طريق التقليل من تناول المشروبات الغازية، وتناول أطعمة منخفضة الكربوهيدرات وعالية البروتين، وخالية من الأطعمة المُصنّعة، حتى لو كان مكتوبا عليها بأنها "أطعمة صحّية"، فإنهم بدأوا بفقدان الوزن ويشعرون بأنهم في حالة أفضل بكثير نتيجة لذلك.

في كثير من الحالات طلب الباحثون من الناس فقط التوقف عن استهلاكهم للمشروبات الغازية مثل كوكا كولا والبيبسي، واستبدالها بالماء العادي، أو إضافة بعض الليمون (النومي حامض) الطازج للماء من أجل النكهة، فبدأ وزنهم بالتناقص.

الشاي الأخضر بديل رائع

الشاي الأخضر هو أيضا بديل رائع، وواحد من أفضل البدائل لأنه يحتوي على موجة ألفا alpha wave التي تحفّز إنتاج مادة الثيانين theanine الذي يعمل أيضا وبشكل مضاعف بمثابة ترياق ضد الآثار الضارّة للكافيين الموجود في المشروبات الغازية (كل علبة تحتوي على 35 ملغم منه)، كما يفيد أيضا في تحسين الوظائف الفكرية، والتخفيف من الإجهاد النفسي، والحفاظ على النوم الطبيعي، والحدّ من عدم الارتياح المرتبط بالحيض لدى النساء.

أولئك الذين يحبون شرب الشاي والقهوة المُحلاة بالكثير من السُكّر، نصحهم الباحثون باستيدالها بالمُحلّيات الطبيعية مثل " ستيفيا ". وكان لهذا وحده بعض النتائج الملحوظة.

يوميّاً تبيع شركات الكولا 1.6 مليار علبة كولا ولهذا ستكره هؤلاء الباحثين!!

هناك 1.6 مليار علبة كولا تُباع كل يوم في جميع أنحاء العالم!! لذلك يمكنك أن تتخيّل كيف ستصبح شعبية مثل هؤلاء الباحثين لدى شركات الكولا والبيبسي وأصحاب الأسواق (المولات) والمطاعم وهم ينصحون الناس بقوة بالتوقف عن تناول المشروبات الغازية مثل الكولا بأنواعها!
ما الذي يحصل في جسمك عندما تشرب علبة (قوطية) كوكا أو بيبسي واحدة؟

ظهرت مؤخرا مقالة عظيمة للخبير الغذائي "ويد ميريديث" تفسّر ما يحدث في جسمك عندما تشرب فقط علبة واحدة من الكوكا كولا وهذا ينطبق إلى حد كبير على معظم المشروبات الغازية التي تحتوي على الكافيين، وليس فقط على الكوكا والبيبسي فقط!

عندما يشرب شخص ما علبة من الكوكا أو البيبسي (سعة 330 مل) أو أي مشروب كافيني مُحلّى بالسكّر يحدث ما يلي:

(1). في أول 10 دقائق

كل علبة (قوطية) كولا تحتوي على 10 ملاعق صغيرة (ملعقة شاي) من سكّر الفركتوز. أي أن 10 ملاعق صغيرة من السكر سوف تدخل جسمك مع كل علبة بيبسي وتضرب النظام الخاص بجسمك. (هذه الكمية تساوي 100٪ من السكر المسموح لك بتناوله يوميا). (هناك عشرين ملعقة سكر في كل علبة من مشروبات الرياضيين!!).

ولو شربتَ قدح ماء فيه 10 ملاعق سُكّر لتقيّأتَ من الحلاوة، لماذا لا تتقيّأ على الفور من الحلاوة الساحقة في علبة البيبسي والكوكا؟.

والجواب هو لأن الشركات تضيف حامض الفوسفوريك إلى الكولا الموجودة في العلبة ليمنع التقيّؤ.

ملاحظة: حين تقول منظمة الصحة العالمية بأن المسموح لك بتناوله يوميا هو 10 ملاعق سُكّر صغيرة فهي تقصد كل ما تتناوله في اليوم من فاكهة وكربوهيدرات وحلوى وليس المشروبات الغازية فقط. وضع في ذهنك أنّ الأغذية المُصنّعة تحتوي كلها على السّكّر الأبيض وأنت لا تدري بذلك. فهل تصدّق أن كل قنينة (كڇب) صغيرة تحتوي على كمّية من السُّكّر أكثر من الآيس كريم!!

(2). بعد 20 دقيقة

يرتفع السكر في الدم بصورة فورية إلى درجة عالية، مما يتسبب في تفجّر الأنسولين وتدفّقه. الكبد يستجيب لهذا الارتفاع عن طريق تحويل أي كمية من السُكّر تصل إليه إلى دهون.

(وهناك كمّية كبيرة من السُكّر في الدم في هذه اللحظة بالذات وكلها تتحوّل إلى دهون).

وقد أظهرت التجارب على الحيوانات، مثل الفئران المختبرية، أنه إذا كان الفركتوز يضرب الكبد بكمية كبيرة وبسرعة كافية، فإن الكبد سيقوم بتحويل الكثير من ذلك السُكّر إلى دهون. وهذا يؤدي إلى حالة تُعرف باسم "مقاومة الأنسولين "، التي تُعتبر الآن المشكلة الأساسية في الإصابة بالسمنة، وأمراض القلب والنوع 2 من مرض السُّكري، الذي ينتشر عادة بين الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة وزيادة الوزن. وقد تكون هذه المقاومة أيضا السبب في العديد من أنواع السرطان. (معناها أنّ مريض السُكّري يبدأ بزيادة كمية الإنسولين التي يزرقها في جسمه.. أي يزيد عدد وحدات الإنسولين الخابط والصافي التي يتناولها المريض بين وقت وآخر لأنّ الإنسولين يتناقص تأثيره في خفض نسبة السُكّر في الدم).

(3). بعد 40 دقيقة:

امتصاص الكافيين يحصل بصورة كاملة. يتسع بؤبؤ العين، ويرتفع ضغط الدم، وكردّ فعلٍ يُطلق الكبد المزيد من السُّكر في مجرى الدم. يتم غلق مستقبلات الأدينوسين في الدماغ الآن فتمنع النعاس. الأدينوسين في الدماغ هو المسؤول عن تهيئة جسم الإنسان للنوم. أي تحصل لدى الشخص الاستثارة والنشاط وحتى العصبية أحياناً.

و "الكثير منا يشكون من النشاط المفرط والعصبية الزائدة لدى أطفال اليوم مقارنه مع أطفال الأمس. والسبب الحقيقي لهذه المشكلة هو إن أطفال اليوم يتناولون أضعاف أضعاف ماكان يتناوله أطفال الأمس من السُّكر خصوصا من خلال المشروبات الغازية والعصائر. ولقد أثبتت التجارب العلمية صحّة هذا الاستنتاج. ففي الولايات المتحدة أُجريت تجربة في أحد السجون وذلك بحذف وجبة الفواكه المُعلّبه والتي تُحفظ عادة بسائل السُّكّر المُركّز من قائمه الطعام وكانت النتيجه ان خفّ كثير من المشاجرات بين السجناء أنفسهم وبين السجناء وحرس السجن , وفي تجربه مماثله أُجريت في إحدى المدارس الابتدائيه اظهرت نتائج مماثلة".

(4). بعد 45 دقيقة:

جسمك يرفع إنتاج مادة الدوبامين التي تقوم بتحفيز مراكز المتعة والسعادة في الدماغ. وبالمناسبة فإن هذا التأثير يعمل بنفس الطريقة التي يعمل بها مُخدّر الهيروين مما يجعل الشخص يطلب علبة أخرى من الكولا وقد يصل إلى حالة من الإدمان عليها.
كان للكافيين تأثير مُزيل القلق و مُنشّط نفسي قوي من خلال تفعيل مستقبلات الأفيون في الدماغ.

(5). بعد 60 دقيقة:

يرتبط حامض الفسفوريك الموجود في علبة الكوكا والبيبسي بالكالسيوم والمغنيسيوم والزنك في الجزء الأسفل من أمعائك مسببا دفعة إضافية لعملية الأيض. ويتضاعف هذا بالجرع العالية للسكّر والمحلّيات الاصطناعية أيضا مما يزيد من إفراز الكالسيوم في البول ويؤدي إلى هشاشة العظام خصوصاً لدى كبار السن.

(6). بعد 60 دقيقة:

تظهر خصائص الكافيين كمدر للبول (يجعل لديك رغبة في التبول). ومن المؤكد الآن أن عليك تفريغ الكالسيوم والمغنيسيوم والزنك المُتجه اصلا للعظام وكذلك الصوديوم والأملاح المعدنية والماء.

يرتفع إجمالي كمية الماء والكالسيوم والمغنيسيوم والصوديوم والكلوريد والبوتاسيوم والكرياتينين في البول خلال ساعتين بعد تناول الكافيين بالمقارنة مع مشروبات المقارنة.

(7). بعد 60 دقيقة:

مع تخافت الفوضى في داخلك على جسمك أن يبدأ في تحطيم السكر. قد تصبح عصبياً و / أو بطيئا. والآن تكون قد طرحتَ أيضا جميع الماء الذي شربته في علبة الكوكا. ولكن ليس قبل أن تدعم جسمك بالمواد الغذائية القيّمة التي يمكن أن تُستخدم لأشياء مثل القدرة على تمييه جسمك وبناء عظام وأسنان قوية.

والكوكا ليست عالية فقط بشراب الذرة عالية الفركتوز فقط ولكنها معبأة أيضا بالأملاح المُكرّرة والكافيين.

الاستهلاك المنتظم من هذه المكونات بالكميات العالية الموجودة في الكولا وغيرها من الأطعمة والمشروبات المُصنّعة، يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب ومرض السُّكّري والبدانة.

وأظهرت دراسة أجرتها جامعة هارفارد أن شرب علبة واحدة فقط من المشروبات يوميا يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 20٪.

كما يُعتقد أن المشروبات السُكّرِية تشجّع على حصول الالتهاب، وهو استجابة مناعية للجسم تحصل في كل من أمراض القلب ومقاومة الأنسولين، وهو عامل خطر رئيسي في مرض السُّكّري من النوع 2.

بحث العلماء العلاقة بين المشروبات الغازية وأمراض القلب من خلال تحليل بيانات 43000 رجل، مأخوذة من دراسة متابعة المهنيين الصحيين. ولكن مجموعة صغيرة تُصاب بضرر كبير بين وقت وآخر.

المفتاح هو الاعتدال!

حتى رئيس كوكا كولا في أمريكا الشمالية، اعترف بأنه حدّد نفسه بشرب أقل من علبة واحدة من الكوكا يوميا لأسباب صحية.

يجب علينا جميعا أن نعرف الآن المخاطر الصحية المرتبطة بالصودا بسبب السُّكّر الذي يكوّن الأحماض العالية وكمية المياه المُكربنة (المعروفة أيضاً باسم ماء الصودا والمياه الغازية والماء الفوّار والتي تتم إذابة غاز CO2 في الماء بالضغط) والمواد المضافة مثل الملح والفوسفور.

لكن استطلاعاً أجرته مؤسسة غالوب مؤخرا كشف أن 48٪ من الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع - نصفهم تقريبا ما يزال يشرب الصودا على أساس يومي. ما هو أكثر من ذلك، من بين أولئك الذين شربوا الصودا، كان متوسط الاستهلاك اليومي 2.6 أقداح يوميا.

بعد ساعة من شرب علبة الكولا، سيبدأ تحطّم السكّر، مسبّباً التهيّج والدوخة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الماء الذي في علبة الكولا يكون قد تم طرحه مع البول مصحوبا بمواد غذائية مهمة لصحتنا.

وحسب الباحث نايك فإن هذا المخطط لا ينطبق على الكوكا كولا فقط بل على جميع المشروبات المُحلّاة والمحتوية على الكافايين. ويقول:

"الكوكا لا تحتوي على كمية كبيرة من عصير الذرة عالي الفركتوز فحسب بل هي مشحونة بالكافايين والأملاح المُصنّعة. والاستهلاك المنتظم لهذه المكوّنات وبالكميات الكبيرة التي تجدها في الكولا والمشروبات والأطعمة المُصنّعة الأخرى، يمكن أن يؤدي إلى إصابتك بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب ومرض السُكّري والسمنة". "ومع ذلك، فإن كمية صغيرة من هذه المشروبات بين وقت وآخر لن تسبّب ضررا كبيرا. المفتاح هو الاعتدال".

في تصريح صحفي قال ناطق باسم شركة كوكا كولا إن هذا المشروب "آمن وسليم جدا للشرب ويمكن أن تتمتع به كجزء من الغذاء امتوازن ونمط الحياة المتوازن".

لكن هناك مقالة مهمة عنوانها: كم هي كمية السكّر في طعامك؟ بحثت كمية السكّر في أكثر الأغذية والمشروبات تداولا بين الناس.

ثم ظهر مخطط آخر انتشر بسرعة هائلة يكشف: كيف تؤثر مشروبات الطاقة على الجسم خلال 24 ساعة من شربنا لها؟

وعليه، ليس غريبا أن استهلاك المشروبات الغازية المُحلاة يرتبط بحالات مرضية كثيرة. وحسب كلية هارفارد للصحة العامة فإن الأشخاص الذين يشربون 1-2 علبة من المشروبات المحلاة يوميا تكون نسبة إصابتهم بمرض السُكّري من النوع 2 هي 26%. وفي لشهر الماضي، نشر موقع أخبار الطب اليوم Medical News Today تقريرا عن دراسة تثبت حصول 184000 حالة وفاة سنويا في العالم بسبب استهلاك المشروبات السُكّرية.

* مصادر:

*في يوم الصحة العالمي: مرض السكر وتهديده المتزايد في العراق - زاهر الزبيدي - 2016-04-07 - شبكة النبأ للمعلومات

*داء السكري - صحيفة وقائع - تشرين الثاني/ نوفمبر 2016

*مرض السكري.. إحصاءات وأرقام في دول الخليج والعالم ـ أمامة عبد الكريم - الأربعاء 04-11-2015- مجلة سيدتي

*سلسلة محاضرات خالد التركي.

*مقالات عن المرض من موقع ويب طب

*مقالات عن المرض من موقع ويكيبيديا


مشاركة منتدى

  • مشكور للمقالة المنتقاة بعناية ..ولكن العنوان الداء السكري..وثلثي المحتوى هجوم على المشروبات الغازية!
     الداء السكري قديم جداً..(المصريون القدماء) في (بردية ايبرس) ذكروه 1550ق.م...وبعدها اليونان أطلقوا عليه اسم (ديابيتس)ومعناها يفيض بالماء اي
    يشرب كثيرا ويبول كثيرا..ابن سينا 1020 م في كتابه القانون سماه (ديانيطس)وليس (ديابيتس)..هناك شكوك حول من ذاق طعم البول للتشخيص .هل هو عبد اللطيف اليغدادي ام الغزالي؟؟؟؟
    اكتشف الانسولين1921و قبلها كان العلاج الحمية
     استفحل السكري واستشرى كما تفضلت حاليا بسبب ارتفاع معدل الاعمار .وزواج الاقارب وحميات الطعام غير المدروسة ..ومهما هاجمنا المشروبات الغازية تبقى بلادنا العربية اكثرها استهلاكا في العالم ..مشكور ثانية

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى