الجمعة ٣١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢١

المغص اللغوي

ناريمان الشريف

في عصرنا الحالي يعاني الإنسان بشكل عام، والإنسان العربي بشكل خاص والفلسطيني على وجه الخصوص من مشاكل دنيوية على كل صعيد، عذاب واختناق واكتئاب وآلام وأحزان وأمراض وفقر وبطالة وغيرها
فالقلب مضغوط والصدر مقفل والعيون دامعة من غير دمع، أوجاعنا بلا حدّ، وجاءت الكورونا العمياء بكل الموديلات من أرقى دور الأمراض العالمية الصينية والهندية، تمدّ لسانها تلقف من تريد وتأخذه في رحلة موت ٍأبدية هذا من جهة ، والحكومات الفاسدة من جهة أخرى تلوّح بسوطها إلى كل من يفتح فمه ويخرج عن صوتها!!

وآه ثم آه

يُضاف إلى كل ذلك ما أستطيع أن أسميه بـِ (المغص اللّغوي)

فكل المنتديات ووسائل التواصل الاجتماعي وكل وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة تعاني من هذا المغص، الأخطاء تعجّ في كل مكان ، الشاعر والأديب والكاتب والمذيع كُلّهم جُلّهم يجرحون اللغة في صميمها ويسيئون استخدام بعض ألفاظها فيضعونها في غير محلها،

إلّا القليل القليل ممن رحم ربي فما أحوجنا في ظل هذا الوضع اللغوي المتأزم والمتردّي إلى طبيب للغتنا الجميلة، في كل مؤسسة، يجول ويصول يحمل بين يديه كل أدوات الطب اللغوي، بمجس يكشف السرقات، وبمشرطه الرقيق يستأصل الورم من الزيادات بلا معنى في أي نص ويخلّصنا من الزوائد الدودية فيه، وبشاش المحبة وقطن المودة يشير إلى الخطأ من غير حرج، ويصححه برفق ، من غير أن يحتاج إلى (تخدير الكاتب)
حتى لا يسمع الأديبُ الأريبُ من طبيبه أو يقرأ على لسانه:

أنه (منقود بن منقود)
وأن نصه (لا يستحق النشر)
وأنه (من المؤسف أن نهدر الوقت في قراءته)
وأن قلمه (يحتاج إلى بري) ليكون أدق في اختيار الكلمات
ولا بد من الإشارة أن الأديب الأريب الذي لا يحبّ الطبيبَ المصحِّح ولا الناقد المنقِّح ولا القارئ الفاهم، فقط ما يحبه، الكلام الناعم واللايك الداعم
فأين نحن من هذا الطبيب في كل مؤسساتنا؟!
......

أخيراً أقول:
اللهم اشف كلَّ من يكتبُ بالعربية من هذا الداء العضال،
وأرسل له يا الله
طبيباً أريباً
فهيماً سليماً،
لطيفاً شريفاً،
عليماً رحيماً
دقيقاً رقيقاً
يذكره بأنه عربي

ويعطيه فوراً وبلا تردد (حقنة) عاجلة في فهم لقواعد لغتنا العربية

يا رب..

قولوا: آمين

ناريمان الشريف

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى