الجمعة ١٩ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٢
بقلم أمينة شرادي

اليوم الوطني للمرأة المغربية

خصص يوم الأربعاء 10/10 /2012 في برنامج مباشرة معكم للمرأة ووضعها الحالي في ظل الربيع العربي الذي عرفته الساحة العربية.و المغرب الذي هو جزء من هذا التغيير في ظل الحكومة الجديدة. طيلة البرنامج، لم تقل السيدة الوزيرة أي شيء ملموس بالنسبة لتغيير واقع المرأة المغربية. هناك فقط قوانين قيد الانجاز و برامج وتشريعات...

ما لا ينقصنا نحن في هذا البلد هم القوانين و التشريعات لكن التطبيق، أين هو؟لا داعي أن نختبئ وراء الوقت الزمني و المقارنة دائما مع السابق، كما قال الأستاذ نورالدين الزاهي، نحن لا نريد أن نقارن عمل الحكومة الحالي بالسابق لأن الماضي لا يشرف تطلعات المواطنين. لماذا جاءت كل هذه الثورات؟ للقطع مع الماضي و بدء صفحة جديدة مبنية على الديمقراطية بشكل صحيح. السيدة الوزيرة طيلة المدة الزمنية، لم تقل بالملموس ماذا فعلت من أجل المرأة المغربية أو ماذا ستفعل بالملموس أيضا لهذه المرأة المعنفة في بيتها. لهذه المرأة المتحرش بها في الشارع و في العمل و..لهذه المرأة التي تطرد من بيت الزوجية و تتيه في ردهات المحاكم مع أطفال لا يحملون من الأب شيئا سوى الاسم. لهذه المرأة التي تغتصب و تصير أما و يتنكر لها المجتمع و يحمي الفاعل. و من هنا أحيي بشكل قوي السيدة عائشة الشنا .السيدة المناضلة والتي تدافع عن كرامة الإنسان المغربي.لأنه في حماية المرأة المعنفة والمغتصبة و حماية الطفولة ، حماية للإنسان ككل.لأن المجتمع يعتبر وحدة متكاملة. و المغرب بدون نساء مواطنات بالأساس ويمارسن إنسانيتهن، لا يمكن له أن يتقدم. و ماذا فعلت أيضا لهذه المرأة التي تغتصب و يفرض عليها الزواج من قاتلها حتى يفلت من العقاب. للطفلة الخادمة ..هناك الكثير والكثير من المآسي التي تعيشها المرأة المغربية. نحن لانطالب بعصا سحرية تغير عقليات و أعراف وتقاليد، نطالب فقط بشيء ملموس على أرض الواقع يقول لنا فعلا أن هذه الحكومة تترجم كلامها إلى أفعال.لأن التغيير يبدأ خطوة، خطوة و نتمكن من إدراكه، ولا فقط حبرا على ورق. الخوف من الحكومة الحالية موجود. لأنه هناك إشارات تدل على تراجع كبير بالنسبة لحقوق المرأة. خاصة بعدما أصبحت تنعث بمخلوق لا يصلح إلا للزواج أو العراك بالأيدي، كما نعثت من طرف مسئولين في الحكومة. المتخيل عند الحكومة الذكورية لا يتجاوز الجسد كما هو مسطر في المقررات التعليمية التي لا ترقى إلى مستوى إنسانية المرأة. كما قال ذ. إدريس خروز. المقررات التعليمية لا تنصف المرأة. تحصر دور المرأة في البيت و بأنها تابعة للرجل. هناك تمييز حتى على مستوى اللباس، الذكور يحضرون إلى المؤسسة بدون زي موحد. و الاناث ملزمات بلباس موحد؟؟. أين نحن من مدونة الأسرة التي تقول أن الأسرة يسيرها اثنان: المرأة والرجل؟ هذا قانون مدون على الورق لكن لسان الواقع ينطق بالعكس. ولاية المرأة على أطفالها؟ غريب هذا القانون الذي يعطي الولاية للرجل و لا يمنحها للمرأة؟ هذه المرأة التي حملت و أنجبت وربت وسهرت..لا يحق لها أن تكون ولية على أطفالها. لماذا؟ مع أن أساس الأسرة في مجتمعنا المغربي هو المرأة و أسطر على كلمة المرأة ألف مرة. ما هذا النفاق الاجتماعي الذي استساغته عقولنا و تحول إلى شيء عادي و طبيعي؟ ما هذه اللعبة التي نلعبها من "المهد إلى اللحد"؟ كما قالها د.سليم دولة.

المسئول السياسي يجب أن يكون واضحا في أطروحاته و لا يخجل من قول أن هناك فساد و هناك فقر وهناك رشوة .و هناك أطفال شوارع يجب حمايتهم...و يجب أن لا يرعبه النقد.بل يجب أن ينصت إلى صوت الشارع مليا و لا يقمعه كما قالت عضوة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات بشرى بلحاج حميدة.ناريخ المغرب مليء بأسماء نسائية مناضلة و محاربة وعالمة..ساهمت بشكل تلقائي في الدفاع عن بلدها و الدفع به إلى الأمام. لان الوطنية ليست حكرا على أحد. ما سبب هذا التراجع الخطير و الملفت للانتباه بالنسبة لتواجد المرأة على الساحة العربية؟لماذا يخاف الرجل العربي من المرأة؟ هل هو سلوك نابع من التربية ؟هل غياب الثقافة بشكل عام في سلوكياتنا يؤدي إلى نمطية في العيش وفي التفكير؟ ما سر هذا الانحطاط الفكري في ظل تطور وسائل التعلم و التثقيف؟ غريب أمر هذا الرجل العربي الذي ما زال لا يرى في المرأة رفيقة الدرب في كل المجالات سوى" وليمة على الفراش".

ملاحظات لكاتبة النص: اكتبي حرف الواو دائما ملاصقا للكلمة التي تليه ولا تتركي فراغا بينهما


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى