الأحد ٢٨ شباط (فبراير) ٢٠٢١

«امرأة في الحب» للعُمانية جهاد جبر

تُقدّم العمانية جهاد جبر في نصوصها الصادرة مؤخرًا "امرأة في الحب" مجموعة منالأفكارالتي تمر بها امرأة في مكان ما من هذا الوجود المليء بالتناقضات والكثير من عدم الفهم، محاولةً الكشف عن تداعيات هذا الحب أكان في الوجع، أم في الوحدة، أم في الغضب، أم في الحزن، والكشف عن تداعياته بالحديث عنه كصوت داخلي لا يبلغ مداه أبدا.

وجاء الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 88 صفحة من القطع المتوسطتحوي 44 نصًّا، واختارت الكاتبة لغلافه لوحة من أعمال الفنانة التشكيلية العُمانية مريم سالم الوهيبي. وأهدت الكاتبة قراءها بعبارة: "كلما ضيّع أحدنا الآخر وجد نفسه".

تنوعت الأربع وأربعون نصًّا بين القوة والضعف في الحب، وبين الإصرار والاستسلام في الألم. وتلك الحافة التي تسبق الهاوية في الحزن، خاطبت فيها الكاتبة أصواتا أخرى كثيرة تتعالى غالبا لتشتت فكرة الحب العظيمة.

تقول الكاتبة في نصها الأول من الكتاب بعنوان "أحبك":

"أحبُّك
أحبُّ فيك أنت.. كما أنت!
ملامح وجهك كلها المنحوتة في أصابعي كنقش..
أحب مشيتك وكيف تنقل أقدامك عابرًا بي من مكان لآخر..
أحب عاداتك التي تسحرني وتراها أنت عادية..
أحب جنونك المفاجئ كأنْ تقطع بي الشارع في كورنيش مطرح ممسكًا بيدي.
أحبُّ حديثك وصوتك وأشتهي أن آكله..
وأحبُّ عينيك، أحبهما جدًّا".

لكنها تصف الألم بالغضب شاهرة كبرياءها سيفًا حتى لا تتهاوى أمام من تحبُّ، فتقول:

"هل أبدو لك غاضبة؟؟

مع أني غاضبة لأنك رحلتَ.. لكنْأنا بخير بدونك،

غاضبة من سوء الفهم بيننا.. لكنّ ذلك جعلني أعرف كيف يفكر غيري،

تزعجني قلّة التقدير منك لبعض التضحيات.. مع أن ذلك يكشف عن تباين القيم بيننا.

أنا غاضبة من تكرار الأخطاء التي تجعلني أتأخّر، ولكن،أعترف بأن هذه الأخطاء التافهة هيّأتني لمراحل أصعب وأكثر تحدّيًا، غاضبة من كونك تكذب عليَّ في كثير من الأحيان، معأننيتفهمتُلاحقًالماذايكذبالناس".

وفي نصها الذي جاء بعنوان "لسنا واحدًا" بعثت برسالتها التي تؤكد استقلالها في ما يشبه ثورة عليه وعلى سطوته:

"لا أعلم إنْ كان عليَّ الاعتذارُ عن ذلك..

ولكنْإنْ كان ذلك ما يرضيك فأنا فعلًا آسفةٌ لأنّي لا أشبهُك..

لا أقفُ المواقف التي تقفُها أنتَ، ولا أجدُأنَّها تستحقُ غيرَ التجاهل.

لكنَّني أعتزُّ بمواقفي التي لا تعجبك،

ويقيني بأهميتها عالٍ جدًّا.

ألا يكفي أنني مقتنعة بها تماما وأنها تمثّلني حقًّا؟

ربما هي ليست كما تتوقع أنت وتتمنّى، لكنْ لا يعني ذلك أنّها مواقف مخزيةٌأو تافهة!

لا أرغب في أن أخذلك ولكنني لست نسخةً منك".

وترى الكاتبة أن البكاء باب من أبواب التعافي ونعمة مقدسة لا يليق إفشاؤها أمام الآخر:

"أنا كم أخبرتك يا صديقي أن بكائي هو ضمن أشيائي الخاصة التي لا أمنح حقَّ رؤيتها لغيري..

يجدر بي أن أقدّم شكري لنعمة البكاء لأنها تساعدني على التخلص منهم، التخلص من الولاء والانتماء لهم. إنها تجمع شتاتهم كله وتدفع به بعيدًا".

وتختم جهاد جبر نصوصها بعبارة تلخّص ذلك الغموض الذي يكتنف مشاعر الانسان وتلك الشعرة متناهية الرقة التي تفصل بين الإقدام والتراجع، وبين المغفرة والقصاص، فتقول:

أريد الاختباء من الطبيعة في الطبيعة كحرباء
أريد أن أفقد الذاكرة وأن أحتفظ بفقدانها..

ومن الجدير ذكره أن جهاد جبر حاصلة على درجة الدكتوراه في الإدارة البيئية والاقتصاد البيئي من جامعة يورك البريطانية، وعلى درجة الماجستير والبكالوريوس في الكيمياء. وسبق أن حازت على جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي مع فريق "نجاة".


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى