الثلاثاء ١٧ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٧
بيت الشعر
بقلم محمد علّوش

«بيتٌ إذا لم تظلله القصيدة سيموت»!

كتب الشاعر العراقي سعدي يوسف في جريدة ”الأهرام العربي”مقالةً متميزة حول ما يعرف بـ”بيت الشعر”هنا وهناك في العالم العربي، حيث يقول شاعرنا الهادئ:

ليس من علاقة بين الشِّعر العربيّ، والنبَطيّ

وليس من علاقة بين أمسيةِ الشِعر، وتهريجة شاعر المليون

(بيت الشِعر) ليس شقّةً مفروشةً للإيجار.. الإيجار الرخيص!.

نعم بالتأكيد ما كتبه حول موضة افتتاح بيوت للشعر في بعض العواصم العربية احتفالاً بالشعر والشعراء لا صلة حقيقية لها لا بالشعر ولا بالشعراء، فأغلبها مؤسسات حكومية وتدار عبر موظفين، وربما تكون ممولة من أموال نفطية، أو من دولٍ مانحة بالتأكيد ليست حريصة على بناء وإرساء المشهد الثقافي في عالمنا العربي، لأنهم يعرفون أن الثقافة وفي القلب منها الشعر محركة وباعثة على الرفض وعلى المواجهة وعلى الاختلاف.

قبل عدة سنوات تبلور لدينا في فلسطين مشروعاً ثقافياً نهضوياً وتنويرياً كبيراً من خلال تأسيس”بيت الشعر الفلسطيني”بمبادرة من ثلةٍ من المثقفين والشعراء الذين احترمهم، وقد عمل الـ”البيت”لسنوات وهو يحفر عميقاً أجمل وأعظم القصائد والمساهمات والمقاربات النقدية، وقام بالعيد من الفعاليات النوعية عبر تنظيم الندوات والمؤتمرات والقراءات واستضافة كبار الكتّاب والشعراء على المستوى العالمي، واصدر البيت مجلته الرائعة

والكبيرة”الشعراء”وكذلك اهتم بالأصوات الجديدة فأصدر مجلة أخرى باسم”أقواس”.. ولكن!!
حالتنا ليست بعيدة عن الحالة العربية، ربما هناك بعض التمايز الايجابي لـ”بيت الشعر المغربي”وربما في تونس حالاتٌ ناضجة، ولكن إذا فتحنا نقاشاً مفتوحاً حول الوضع العام لبيوت”الشعر”العربية سنصاب بصدمة كبيرة وبإحباط لا شفاء منه!!

فلسطينياً كان لبيت الشعر دوراً ملموساً في تفعيل وتطوير وتعزيز دعائم ومرتكزات الثقافة الوطنية والأدب والشعر الفلسطيني وحتى العربي، حيث أصدر مجموعةً كبيرة من الكتب الثقافية المتنوعة وبخاصة المجوعات الشعرية التي صدرت تباعاً على مدار سنوات عطاء وتطور بيت الشعر وفي أصعب الظروف خلال انتفاضة”الأقصى”ولكن الآن الوضع يدعو للقلق ويدعو للتفكير عميقاً بأسباب هذا الغياب وهذا التهميش، ولماذا يستهدف بيت الشعر؟؟

هل هي الشللية؟؟

هل هناك دور للمؤسسة الرسمية؟؟

هل هناك تناقض وتنافر بين بيت الشعر كمؤسسة وأشخاص واتحاد الكتاب كمؤسسة وأشخاص؟

سجالات واسعة دارت وتدار، والحقيقة أن بيت الشعر ما زال على حاله حزيناً وينطبق عليه ما قاله الشاعر سعدي يوسف: (بيت الشِعر ليس شقّةً مفروشةً للإيجار.. الإيجار الرخيص)!!
إلى متى يستمر ذلك؟؟

وكون”بيت الشعر”قد الحق بالمؤسسة الرسمية”وزارة الثقافة”فلماذا لا يكون له شأن مختلف، يكون معنياً بقضايا الشعر والأدب، وتصدر الأعمال الأدبية من خلاله، وتكون هناك مجلة تنطق باسمه؟

“بيت الشعر”بيتٌ إذا لم تظلله القصيدة سيموت!!

نعم.. صدر العدد الأول من مجلة”القصيدة”عن بيت الشعر – وزارة الثقافة، هذا جميل ويحتاج لمزيد من الجماليات عبر توفير كل عوامل الحياة والديمومة ليبقى بيت الشعر متوهجاُ ويبقى منارة لكل شعراء وأدباء وشعب فلسطين العظيم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى