بَغْدَادُ
رُبَاعِيَّاتٌ (مِنْ الْبَحْرِ الْبَسِيْط).
وَزْنُهَا الْأَسَاسُ فِيْ الْفَصْلِ الْأَوَّل: مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَعِلُنْ
وَوَزْنُهَا الْأَسَاسُ فِيْ الْفَصْلِ الثَّانِيْ: مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَعْلُنْ
يَدْخُلُ عَلَى ” مُسْتَفْعِلُنْ“ اَلْخَبْنُ فَتُقْلَبُ إلَى ”مَفَاعِلُنْ“، وَالطَّيُّ فَتُقْلَبُ إلَى ”مُفْتَعِلُنْ“، وَالْخَبْلُ فَتُقْلَبُ إلَى ”فَعِلَتُنْ“. وَيَدْخُلُ الْخَبْنُ أَيْضاً عَلَى ”فَاعِلُنْ“ فَتُقْلَبُ إلَى ”فَعِلُنْ“.
لِلتَّسْهِيْلِ عَلَى الْقَارِئِ أَظْهَرْتُ كُلَّ عَلَامَاتِ التَّشْكِيْلِ الضَّرُوْرِيَّةِ، وَوَضَعْتُ ”مد“ فَوْقَ الْحَرَكَاتِ الْمُشَبَّعَةِ.
بَاسْتِثْناءِ الرُّباعِيَّةِ الْأَخِيْرَة، نِظامُ الْقافِيَةِ فِيْ كُلِّ رُباعِيَّةٍ هُوَ ”أ ب أ ب“. اَلرُّباعِيَّةُ الْأَخِيْرَةُ لَها قافِيَةٌ واحِدَة.
عَدَدُ أَشْطُرِ الْقَصِيْدَة: ٤٨؛ عَدَدُ كَلِمَاتِ الْقَصِيْدَة: ٢٣٦؛ عَدَدُ رُبَاعِيَّاتِ الْقَصِيْدَة: ١٢
نَظْم: عَلَاءُ الدِّيْن مَحْمُوْد يَعْقُوْب
أُكْمِلَتْ: 28 March 2020
(١) كَانَتْ بَغْدَادُ
(١:١)
بَغْدَادُ كُنْتِ عَرُوْسَ الْأَرْضِ وَالْعَرَبِمد
زِيْنَتُكِ الْعِلْمُ وَالْأَدَبُ وَالْحِكَمُمد
نَاشِرَةً لِلثَّرَا وَالدَّرِّ وَالشُّهُبِمد
سَطَرَ أَمْجَادَكِ الشَّوَامِخُ االشُّمَمُمد
(١:٢)
أَنْجُمُكِ الْبَارِقَاتُ حِلْيَةٌ وَدُرَرْ
وَدِجْلَةُ الْخَيْرُ كَأْسٌ لَكِ مِنْ ذَهَبِمد
بُدُوْرُكِ الْبِيْضُ إكْلِيْلٌ وَتَاجُ زَهَرْ
سَماءُكِ الرَّحْبُ مَجْرَى الرِّيْحِ والسُّحُبِمد
(١:٣)
بُرُوْجُكِ الْبَاسِقَاتُ أَشْرَقَتْ عَجَبَا
أَحْيَاءُكِ الْمُتْحِفَاتُ فَيْئُهَا قُزَحُمد
سَادَتُكِ الْكُرَمَاءُ أَشْرَفُوْا حَسَبَا
أَهْلُكِ مِنْ غَدَقٍ وَطِيْبَةٍ نَفَحُوْا
(١:٤)
بَغْدَادُ لِلشُّعَرَاءِ كُنْتِ قِبْلَتَهُمْ
وَمَنْجَمَ الْفَخْرِ وَالْقِصَصِ وَالْغَزَلِمد
يَا شَهْرَزَادَ اللَّيَالِيْ وَحِكَايَتَهُمْ
يَا لَيْلَةٌ بَعْدَ أَلْفِ لَيْلَةٍ طُوَلِمد
(١:٥)
قَدْ كُنْتِ فَاتِنَةَ الشَّرْقِ وَزُخْرُفَهُمد
وَبَيْتَ حِكْمَتِهِمد وَمَنْبَعَ الْحُجَجِمد
وَرَوْضَةً تُثْمِرُ الْجَنَى وَأَشْرَفَهُمد
وَأَبْحُراً مَدُّهَا خَيْرٌ بِلَا عِوَجِمد
(١:٦)
بَغْدَادُ كُنْتِ فَرِيْدَةً بِلَا شَبَهِمد
أَكْرَمْتِ كُلَّ مُنَاظِرٍ وَمُجْتَهِدِمد
سَعَتْ إلَيْكِ حُشُوْدُ الْخَلْقِ مِنْ رَفَهِمد
وَأَنْتِ فِيْ عَرْشِكِ الْعَالِيْ وَمُسْتَنَدِمد
(٢) أَصْبَحَتْ بَغْدَادُ
(٢:١)
تَسَلَّلَتْ مِنْ وَرَاءِ الْبِيْدِ ذُؤْبَانُمد
جَحَافِلٌ كَسَوَادِ اللَّيْلِ إذْ أَدْجَى
نَاءَتْ بِهَا هِضَبٌ صَلْدٌ وَكُثْبَانُ
أَنْيَابُهَا لِدَمٍ جَائِعَةٌ عَطْشَى
(٢:٢)
حَاطَتْ بِدَارِ الْعَرُوْسِ وَعَثَتْ فِيْهَا
جَاسَتْ خِلَالَ السُّرَادِقَاتِ وَالرَّوْضِمد
وَدَاهَمَتْ حَارِسِيْهَا وَحَوَاشِيْهَا
فَسَكَبَتْ دَمَهُمْ فِيْ الرُّوْقِ وَالْحَوْضِمد
(٢:٣)
وَهَاجَمَتْ مَضْجَعَ الصّهْبَاءِ مِنْ غَرْبِمد
فَأَوْغَلَتْ فِيْهِ بَحْثًا عَنْ ثُرَيَّاهَا
ما كَانَ لِلْحُرَّةِ الْغَرَّاءِ مِنْ غَيْبِمد
وَمَا اسْتَطَاعَتْ فِرَارًا فِيْ سَرَايَاهَا
(٢:٤)
تَمَزَّقَتْ سُتُرُ الْأَمِيْرَةِ الْبِيْضُمد
وَأَصْبَحَتْ مِنْ دَمٍ مُثْقَلَةً حَمْرَا
قَدْ أَثْخَنَتْهَا جِرَاحٌ، حَمْلُهَا غَيْضُمد
تَئِنُّ خَفْتًا، غَدَتْ مَفْجُوْعَةً ثَكْلَى
(٢:٥)
أَغْرِبَةٌ كَالْغَمَامِ الْغَمْرِ قَدْ حَامَتْ
فَوْقَ الْمَدَائِنِ تَنْتَهِشُ أَشْلَاءَا
فَاقْتَحَمَتْ حُجُرَاتِ الْقَصْرِ وَاجْتَاحَتْ
أَهْلِيْنَهَا فَارْتَمُوْا أَجْذَاعَ جَربَاءَا
(٢:٦)
مِنْ بَعْدِ عِزٍّ يُضَاهِيْ مَنْزِلَ النَّجْمِمد
تَوَارَثَتْكِ وُحُوْشُ الْبَرِّ وَالْيَمِّمد
وَاهًا عَلَى مَا مَضَى يَا بَلْدَةَ السِّلْمِمد
كَيْفَ تَدَاعَتْ عَليكِ أَضْبُعُ الْقَوْمِمد