الأحد ٦ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم صيام المواجدة

تداعيات

(1)

الإرهابْ ...

عُنوانٌ ضخمٌ نسمعُهُ

تتبجَّحُ فيه وتحكيهِ

أصواتُ ذُبابْ

وسَرَتْ في الحيِّ تردِّدُهُ

نبْحاتُ كِلابْ

تَرْقُبْ أنفاسي

تحمِلُها

وبأُذْن البغْي تُقَرْقِرُها

ليطُولَ بها

عُمْرُ الأذْنابْ

خَتْمٌ للباغي توَّجَهُ

فوقَ الأعْتابْ

(2)

إنْ قُلْتُ بأنّي مُمْتَعِضٌ

من فِعْلِ بُغاةٍ قد حَضَروا

خلْفَ الأبوابْ

هَتَكوا أسْتارَ عُروبتنا

داسوا بفراش حميَّتنا

نزعوا الأثْوابْ

جاءتني اللَّكْمةُ من ذاتي

احْذَرْ يا هذا

لا تَدْخُلْ

شرَكَ الإرهابْ

(3)

في جوفي صاحتْ أمعائي

من شدَّة جوعي وبلائي

فتصيحُ الدُّودَةُ يا ويلي

هذا إرهابْ ...!

أزْعَجَني

أرَّقَ نومي صوتُ الأقْتابْ

هذا إرهابْ ...!

(4)

ريحٌ وشتاءْ

بردٌ وبلاءْ

يَزْحَفُ نَحْوي

يَسْلُبُني

حتى الأبْناءْ

يأخُذُ منّي صَفْوَ حياتي

يَذْبَحُ أحْلامي

كَيْ يَسْقي دَمَها الأعْداءْ

تتألَّمُ روحي

أتَوَجَّعْ

فَيُدَوَّي صَوْتٌ أعْرِفُهُ

هذا إرهابْ ...!

صَوْتُكَ يا هذا أزْعَجَنا

أذْهَبَ لذَّاتِ الأكْوابْ

(5)

أفْكارٌ في الرأسِ تَدُورْ

تبني أبْياتاً وقُصُورْ

تَعْمَلُ في صَمْتٍ

تَجْهَلُها الأُذْنُ

ولا تَرْجُو

أنْ تُبْصِرَ يَوْماً

مَرْأى النّورْ

فَيُنادِيها من داخِلِها

صَوْتٌ مَشْهُورْ

هذا إرهابْ ...!

(6)

قَلْبي حُجُراتٌ أرْبَعْ

في الأُولى ألمٌ يَقْبَعْ

آثارُ دَمَارٍ

آهاتُ نِسَاءٍ

وصَدَى طِفْلٍ

فَقَدَ المُرْضِعْ

في الأخْرى بُرْكانٌ كامِنْ

أصْواتٌ من غَضَبٍ

ليستْ تُسْمَعْ

ثالثةٌ فيها أخْلاطْ

حُبٌ ... كُرْهٌ ... شَوْقٌ يَفْجَعْ

أمَّا رابِعَةُ الأرْبَعْ

فيها آمالٌ

تَجْعَلُها

غَرَضاً لِسِهام الأغْرَابْ

دقُّوا خِنْجَرَهُمْ فيها

لا غَرْوَ فَقَدْ كَشَفُوا

بُؤرَةَ تَعْزيز الإرهابْ ...!

فانْساحَتْ

من تِلْكَ الحُجْرَةِ

قَطَراتٌ

ما لَبِثَتْ

أنْ صارَتْ أشْجاراً

تُزْهِرُ آمالاً

تُثْمِرُ آجالاً

تَقْطُفُها أيْدي الإرهابْ ...!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى