الجمعة ٢١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٢
بقلم حسن العاصي

تراتيل حزينة

إنٌني ممتلئ بالعزلة
مساحات من السواد
والأكمام مُبتلة بطعم الفراغ
أنسدل من نافذة الحمم
لاملامح لدربي
أتلوٌى كي أتضرٌج بالخطى الساقطة
لاشيء سوى هذا الصدى المثقل بالعراء
 
يتهالك رماد الهيكل
لا أديم لهذه العتمة
غير أن صنوبر الراحلين رمق السٌهد
لو أنٌ البرق ينكفئ
لو أنٌ النبت العاري أطياف عقم
يحاصر الأرق
لو يمضي هذا الوشم الأخير كطيف
ويتوارى تحت ركام الخواء
 
ياوطناً بلا ضفائر
كيف نعشق ظلٌك في السواعد
وهذا الإمتداد المشروخ يلتهمنا
أيٌها الوطن الكفيف
أرسم لك من عيناي
شقائق النعمان
فكيف أراك والأجفان تمضغ الملح
وأجنحتك تقاطيع عمياء
 
المدائن تسأل عن أسماؤها
تفتش عن موت يشبهها
صغار يأكل الذباب عيونهم
والنساء بأثداء هزيلة
تجول في الأزقٌة تتعثر بالشقاء
نعوش ممتلئة بالجمر
وجه الجنازة يرتعش
والغربان تنوح على سنديان الغرباء
 
يمدٌ الموت أكفٌه نحو المنعطفات
يفرٌ الرمل من شقوق الريح
وينتظر الشجر القيامة
وحيدون هم كنجمة الصباح
يحضنون الأخضر فوق القبور
فمن يذكر أغصان المدينة
وألوان دهشتها
والدروب انتعلت الوحل والدماء
 
للتراتيل الحزينة جدران
وأبواب مذعورة
تحرسها الغيلان
لانوافذ فيها
وعروق الأرض تبكي
وتتشقٌق السماء خمائل من احتضار
لكنٌنا نوغل في الريح
نقطف رعش الضوء
نفرش المطر وحهاً للصلاة
نقرأ أسرار الفصول
فوق رماد العشب كالعنقاء

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى