الاثنين ١ آذار (مارس) ٢٠١٠
بقلم عبد القادر محمد الأحمر

ترتيل الأمر، وأبواب الدخــول (2)

تمهيد:

إن المتأمل لهذه الكائنات التي يعج بها كوكبنا هذا يجد أن أول ما يميز هذا الإنسان عنها جميعاً هي قدرته على التعبير عمّا يجيش في نفسه من انفعالات- أي القدرة على النطق والإظهار- إذ يقول- سبحانه وتعالى-: (الرَّحْمَنُ1 عَلَّمَ الْقُرْآنَ2 خَلَقَ الإنسَانَ3 عَلَّمَهُ الْبَيَانَ4)

كذلك قدرته على التأمل الفلسفي البنّاء، واستخدام خياله في كشف الحقيقة دون تجاوز للواقع، وكذلك حركاته الاختيارية القائمة على: الفكر والقول والفعل.

فالتي للفكر- كما نعلم - يدخلها حقٌ وباطل..

والتي للقول يدخلها صدقٌ وكذب..

والتي للفعل يدخلها خيرٌ وشر..

كما علينا أن نأخذ الاسم: «الإنسان» على أنه- كما يقول اللسان العربي - قد جاء على وزن:«فعلان» ووزن فعلان يُفهم في اللسان العربي على أنه وزن ثنائية المتناقِضَيْنِ والزوجين والضدين، باعتبار أن: «النون» ليست من أصل الكلمة، وعلى هذا تُقاس بقية الأسماء المطابقة!! أي تلك التي تنتهي بـ «النون» المسبوقة بـ «ألف» الإثنين، ولعله من المدهش حقا أن يجيء الاسم «الرحمن» -حين تقييده كتابة - دون هذه «الألف»، لأنها- كما يقول أهل القراءات - من الحروف النارية!! في حين أنه لا بد من كتابته في أسماء كـ: الإنسان، القرآن، البيان، الشيطان، وهو ما يمكن ملاحظته بوضوح في مجمل أسماء سورة: «الرحمن»!! وكل ذلك هو مجموع صفات التناقض والتباين التي يتحلى بأيٍ منهما مَنْ بـ: «يمين» الإنسان، ومَنْ بـ: «يساره»!! ولكي يختار هذا الإنسان لا بد له من دافع باطني يدفعه إلى هذا الإختيار، أياً كان!! لأنه الكائن الوحيد الذي وُضِعَ له- لتميزه وتفرده السابق - الثواب والعقاب – أي«الجنة» و«النار»جزاءً لأعماله، وله في هذا الإختيار مطلق المساحة والحرية.. وما يزن هذه الأعمال هو« ميزان» هذه الذات الإنسانية الغامضة، وهو ما أشار إليه الخالق – سبحانه -بقوله: «والسماء رفعها ووضع« الميزان» * ألا تطغوا في الميزان * وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان » « الرحمن7/8/9» وفي الحديث القدسي: «أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض، فإنه لم يغض ما في يده، وكان عرشه على الماء، وبيده (الميزان)»

وهذه المدينة الذاتية رأينا أن لها «مشكاةً» بها أبوابها الأمامية الظاهرة فقط، وأنها بمثابة «جهاز)»لاستقبال المستمد لمادته الفعّالة من «نور» شمس الباطن، لا من نور شمسنا هذه الظاهرة لأعيننا!! هذا النور الذي ما وُجِد إلا لعينٍ باطنة، لا يمكن لها أن ترى إلا على نوره، ولأشياء خارجة عن مسرح هذه العين الظاهرة، التي لا يمكن لها هي- أيضاً - أن ترى إلا على نورهذه الشمس الظاهر المحسوس الممتزج بحرارتها الرهيبة، وليضرب الله لنا " (المَثَلَ) لذلك جعلنا نجزم بحركة الظل، وبحركة نمو الكائنات الحية وتمددها، بما في ذلك (نحن) - أي

أجسادنا هذه- ولكننا لا نرى هذه الحركة أبداً برؤية العين الظاهرة، إنما برؤية هذه العين الباطنة المفتقرة إلى النور الكافي لرؤية هذه الحركة فعلياً، والله يقول:

«أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً45 ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً46» (الفرقان).

ويقول- جلّ جلاله-:

«قُلْ سِيرُوا فِي الأرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ20».. (العنكبوت)

ويقول- سبحانه وتعالى -:

«أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ46).. (الحج»

ويقول– عزّ من قائل -:

«بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ14 وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ15».. (القيامة)

وفي كل ذلك دلالة على أن في مقدور هذا الإنسان أن يرى المعقول الذي لا يخالف المنقول فيعقله، وأن يعلم كذلك أن لعقله هذا ثلاث مستويات تُمَكِّنه من العمل عبرها، هي مستويات: الماضي، والحاضر، والمستقبل، وعواملهم المساعدة، وليس العامل الواحد كبقية الحواس، فهو لكي يعمل من خلال الماضي فلا بد– كما ذكروا - من التاريخ، بآثاره ومخطوطاته ومراجعه، ولكي يعمل من خلال الحاضر فلا بد من الملاحظة والتجربة والإستنتاج، ولكي يعمل من خلال المستقبل وأمورالغيب، فلا بد من أصول العلم إلى جانب وحي السماء، فيما تجاوز مجال هذه العلوم، وهذا الأخير هو منشودنا ومنشود العالم بأسره، بل لهذا العقل إن تحقق بالنور فعلاً قوة النفاذ والاختراق لأي قوة مادية مهما عظُمت، بل يستطيع أن يمثل بين يدي خالقه في أقل من لمح البصر، وما سرعة الضوء إلا «المثَل» لذلك، فدعونا نحدق جيداً في قوله- تعالى -:

«قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ..».. (النمل)

ويقيننا أن هذا العلم المنشود لا يأتي إلا من بعد معرفة هذا العقل لكل أو بعض ظواهر هذا الكون، ولكائناته، حتى يتسنى له من بعد ذلك العروج إلى أعلى لبلوغ الحظ المقدر من المعرفة الأخرى الأسمى، المتجاوزة للحدود، طلباً للعلم الخالص، ذلك العلم «اللدّني» – المشار إليه في الآية السابقة- والعلم في الكتاب، ولأن هذا العلم هو جواز سفره المكتمل إلى دار الخلود، وزينته فيها، لأن زينة المال والبنين والجاه والشهرة متعلقة بهذه الدار الفانية.. وكما أن العين – كما يقول الإمام الغزالي-: «.. مشغولة برؤية المنظورات، والسمع مواظب على استماع الأصوات، واللسان مستعد لتركيب الأقوال، و(الروح) الحيواني، مريد للّذات الغضبية، ومحب للذّائذ الأكل والشرب والنكاح، كذلك «الروح» المطمئنـ «روح يمين الإنسان» ـ لا يريد إلا العلم، ولا يرضى إلا به»..

وما كل الحقائق مردها إلى حكم الفرد، بل يوجد هنالك العلم الثابت بالحقائق، والمعرفة– كما يقول فلاسفة الإغريق- (عبارة عن إدراكات عقلية كلية تتكون في مجموعها من المعرفة الصحيحة بكنه النواميس وماهيات الأنواع، يستخلصها هذا العقل من الجزئيات لا الحواس، فطالما أن هذا العقل أمر مشترك لزم أن تكون الحقيقة عند شخص معين هي نفسها الحقيقة عند شخص آخر، وأن هذه المفاهيم الكلية ذات وجود فطري في العقل أصلاً، وبهذه المفاهيم يهتدي العقل لاستخراج الحقائق من الظواهر الطبيعية، وهي الفكرة الجامعة للخصائص المشتركة بين أفراد النوع الواحد من الموجودات، كـ «النباتية»، و «الحيوانية» و «الإنسانية» ـ (ونحن نضيف: و«الملائكية»- وكل هذه الإدراكات الكلية التي يصل إليها العقل هي (أسماء) لها مسميات في الواقع تطابقها تمام المطابقة وإلا كانت وهماً باطلاً من صنع الخيال، وما دامت هذه الإدراكات العقلية هي وحدها العلم الصحيح، إذن فكل ما نحصله بواسطة هذه الحواس هو أمر باطل، أو شبه باطل، فنحن ندرك عدداً عظيماً من الجياد بواسطة الحواس، ولكن العقل يقدم لنا صورة واحدة للحصان هي الإدراك الكلي للنوع بصفة عامة، فإذا كانت هذه الصورة الواحدة التي يُكوِّنها العقل هي وحدها الحق، كانت كل الجياد التي رأيناها في الحياة العملية ظلاً للحقيقة لا الحقيقة نفسها، وليس الأمر قاصراً على الأشياء المجسدة، بل يتناول كل ضروب المعرفة، خذ الجمال مثلاً: فإن سألتك عن الجمال، ما هو؟! فقد تشير إلى وردة قائلاً: إنّ في هذه لجمالاً، كما تقول ذلك في حسناء، وكما تقول في الليلة المقمرة، هذا فضلاً عن أن التشابه بين الأشياء لا يُعلم إلا بالمقارنة، والمقارنة لا تكون بالحواس، إذن لا بد أن يكون في ذهنك فكرة عن الجمال تقيس بها الأشياء الخارجية فتعلم مقدار ما لها من الجمال، وبهذه الفكرة استطعت أن ترى وجه الشبه بين الوردة والمرأة والليلة المقمرة، لأن كلاً منها فيه شبه بالصورة التي لديك.. وهذه الفكرة عن الجمال هي فكرة عن شيء واحد، فإمّا أن يكون لها وجود في الخارج تطابقه أو لا يكون، فإن لم يكن فهي إذن من انتحال الخيال وتلفيق الذهن وبناء على ذلك تكون أحكامك كلها عن جمال الأشياء مقيسة بمقياس شخصي محض، ونكون قد عدنا إلى الوراء حيث فلسفة السوفسطائييين: بأن الإنسان هو مقياس كل شيء، فما يراه جميلاً فهو جميل، وما يراه قبيحاً فهو قبيح، فلم يبق إلا أن نسلم أن فكرة الجمال الموجودة في العقل إنما تطابق شيئاً واحداً في الخارج تمام المطابقة هو الجمال، ومعنى ذلك أن ثمت في العالم الخارجي جمالاً في ذاته مستقلاً عن عقل الإنسان) ..

بينما نجد مفكراً إسلامياً آخر قد خطا خطوة أخرى أبعد وأنضج من هذه وهو يتحدث عن عجز الحواس عن اقتناص العلم الصحيح القائم على الإدراكات الكلية بقوله: «.. من أين لنا الثقة بالمحسوسات وأقواها حاسة البصر، فهي تنظر إلى الظل فتراه واقفاً غير متحرك، ثم بالتجربة والمشاهدة تعرف أنه متحرك، وأنه لم يتحرك دفعةً بغتةً، بل على التدريج ذرةً ذرة، حتى لم تكن له حالة وقوف، هذا وأمثاله من المحسوسات يحكم فيها حاكم الحس بأحكامه ويكذبه حاكم العقل، وقد بطلت عنده الثقة بالمحسوسات ، فلعله لا ثقة إلا بالعقليات التي هي من الأوليات، فقالت له المحسوسات: بمّ تأمن أن تكون ثقتك بالعقليات كثقتك بالمحسوسات وقد كنت واثقاً بي فجاء حاكم العقل فكذبني، ولولا حاكم العقل لكنت تستمر على تصديقي؟! فلعل وراء إدراك العقل حاكماً آخر، إذا تجلى كذب العقل في حكمه، كما تجلى حاكم العقل فكذب الحس في حكمه، وعدم تجلي ذلك الإدراك لا يدل على استحالته.. فقال: فتوقفت النفس في جواب ذلك قليلا وأيدت إشكالها بالمنام، وقالت: أما تراك تعتقد في النوم أموراً، وتتخيل أحوالاً، وتعتقد لها ثباتاً واستقراراً ولا تشك في تلك الحالة فيها، فبم تأمن أن يكون جميع ما تعتقده في يقظتك بحسٍ أو عقلٍ هو حق بالإضافة إلى حالتك التي أنت فيها؟! لكن يمكن أن تطرأ عليك حالة تكون نسبتها إلى يقظتك، كنسبة يقظتك إلى منامك، وتكون يقظتك نوماً بالإضافة إليها!! فإذا وردت تلك الحالة تيقنت أن جميع ما توهمت بعقلك خيالات لا حاصل لها!! ولقد نجا هذا الإنسان من هذه السفسطة- كما قال - : بـ (نور) قذفه الله في الصدرغدا به العلم الموروث علماً يقينياً، وأن هذا النور هو مفتاح أكثر المعارف»

بهذا يتضح لنا أن المعرفة المرجوّة لا تتعلق بالأشياء أو الظواهر في حد ذاتها، إنما تتعلق بتلك العلاقات المتداخلة والمنسقة بينها، أي هي: «دراسة تتعلق بجسد مترابط من الحقائق الثابتة والمنظِّمة والتي تحكمها قوانين عامة تأتي نتاجاً لطرق ومناهج موثوق بها لاكتشاف الحقائق الجديدة في نطاقها» مع ملاحظة أن كل هذه الصوَّر الفكرية الخالدة المفطورة -أصلاً - داخل هذه النفس الإنسانية، لا بد لها- لكي تظهر- من نورٍ يظهرها، كما هي الحال مع جميع الصوَّر المادية المحسوسة في هذا الظاهر، وظهورها هذا هو سر خلودها الدائم عبر التاريخ، مثلما هي الحال مع الرؤى الجميلة وغيرها، فهي بلا نور يظهرها لا يمكن لنا أن نراها، سارة كانت أم مفزعة، وإلا فإنها- بالرغم من وجودها - مختبئة في ظلام دامس حالك، لا يمكن أبداً أن تُرى فيه، والأولى- أي السارة - غالباً ما تأتي من جهة ذلك «الروح» المطمئن، والأخرى من صنع ذلك «الروح» الحيواني، - أي من جهتيْ «المَلَك» و «الشيطان»!!

ولنا في الأعمى عبرة- خاصة إن كان قد وُلِد أعمى- فإنه لا يرى الصوَّر التي أمامه، لأن هنالك حجاباً أعاق حاسة البصر عن نظرها المحسوس، مع القطع منّا بأن هذه الصوّر موجودة في الخارج، وكذلك النور الذي به تُرى، فطالما أن هنالك صوّراً في الظاهر ونوراً به تُرى، وأن هنالك- أيضاً - في الباطن صوّرا ونوراً به تُرى، فإننا نقطع- أيضاّ - بأن هذه الصوّر الباطنة الخالدة موجودة، وكذلك هذا النور الدائم الذي به تُرى، وأن نفس هذا العائق الذي حال بين الأعمى وبين أن يرى هذه المرئيات في الظاهر، كذلك هو موجود في الباطن، وهو عبارة عن حجاب، هو ذلك العدو الخفي الذي لا حياة له إلا في الظلمة!!

فإن كان ذلك الأعمى لا يرى هذه الصوّر المنتشرة أمامه، ولا يدري عن ألوانها شيئاً، فما يدرينا نحن عن إبصاره لتلك الصوّر الخالدة الباطنة المنتشرة في أعماقه- سواءً كانت بألوان أم بدونها - وقد رُفِعَ الحجاب عنه؟!! فربما يكون أسعد حالاً، وأمتع حالاً ولذةً منا بألوان صوّره، وأن حرمانه من رؤية هذه الأشياء الحسية ربما كان رحمةً به! والله يقول: (عَبَسَ وَتَوَلَّى1 أَن جَاءهُ الْأَعْمَى2 وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى3 أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى4) (عبس) ..

وذلك لتمكينه من ربط باطنه بكلمات الله المعرِّفة والمبيِّنة، حتى لا تختلط عليه وقائع باطنه فيضل، وتختلط عليه الرؤى فلا يقدرعلى التمييز بين النجدين!!

ومعلوم أنه متى ما أفضى الإنسان إلى صراط بارئه- وبتوجيه منه- سبحانه وتعالى - صار له هذا الصراط هو نور عين قلبه، فيرى به ما شاء الله له أن يرى- من غير اتجاهات - من صوّرٍ لا يحيط بوصفها لسان!!

والله يقول: (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى11 أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى12 وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى13 عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى14 عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى15 إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى16 مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى17 لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى18) <النجم> ..

ويقول- سبحانه وتعالى - :

«.. قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ50» <الأنعام> ..

وإلى الحلقة التالية


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى