الثلاثاء ٢٦ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٦
بقلم
ترنيمة وجد لعيون كركوك الحزينة
دعيني هكذا كالعاشق الصبتحرقني أشواقيوأكتوي بنار الحبوأهيم على وجهي من درب إلى دربعلني أجد نفسي متكئا من شدة التعبعلى جدار( جامع ملا خضر في سوق القورية)*أساهر الليل والدمع السخينأعاني الصبوة في وحدتيمع النغم الحزينمع الجرح النازف والأنينأسأل الليل أن يطولوعن موعد الوصوللا قطار نازلو لا شمعة تنير الطريق(وتظل روحي عالقة باستكانات مقهى عباس جايجي)*بعد هذه الأعوام الطوالأصبحت أخاف أن أعود إلى مدينتيأخشى أن لا تعرفني الأزقة والشوارع الجديدةوأن لا أجد أصدقائي كما كانواأخاف أن أعود لمدينتيوأحس فيها بالغربة من جديد(فالتأميم ليس كركوك )*في وحشة اللياليأقف تحت النوافذأفتعل بعض الأصواتومن بين الأمواتيخرج حارس ليلييأمرني بالابتعادفي وحشة الليالييأخذني خياليإلى مدن المستحيلحيث اكتناز الثمروالسلسبيلحيث الطيبة القصوىوالمن والسلوىومن بين الجراحيطلع نور الصباحوينام الساهرونويصحوا النائمونوأنا ألتفت إلى الوراءفلا أرى سوى قوارير الدواءوالشبق القرمزي يرمقني بيأسوذلك الظمأ الطويلإلى شربة ماء من( نهر الخاصة)*(كم تمنت أمي أن تدفن مع جاراتها في مقابر كركوك)يبدو أني ساموت في المنفىولن أرى وجهك الجميلبعد اليومفي الليل تنثني الأمواج نحو السواحلوتسير القوافل نحو المجاهلوتنام انت ملء العينتبحث عن حلم جميلتنتعش به لبعض الوقتآه من أحداث النهارومن هواجس الليل( وأظل ، وتظل الحسرات ،إلى الشوارع والمقاهي والسينمات ،وإلى المدارس وضجيج الباعة في الاسواق ،سأظل هنا إلى أن يقولوا ، أن فلانا مات ،هكذا وحيدا وأوصى، بأن تواصلوا أنتم مسيرة الحياة )