الثلاثاء ٢ تموز (يوليو) ٢٠١٩
بقلم جورج سلوم

تعالي نلعب معاً

تعالي نلعب معاً يا سيدتي

تعالي نلعب كما كنا نلعب في طفولتنا البريئة

فتركضين في باحة المدرسة بمريولكِ السماوي وألحقكِ.. وتتطاير جديلتاك العسليتان خلفك كأذناب الخيل.. وتسبقينني.. وقصداً أتركك تسبقينني.. لأنني على طفالتي البريئة كنت أستمتع بالركض خلفك.. وأخاف عليك من جنونك العفوي أن تتعثري فتسقطين على بلاط المدرسة القاسي.. وتتدمّى ركبتاك وتتسحّجان

وأخاف عليك من بكائك المؤلم الذي يبكيني معك وعليك.. وتأتي الناظرة لتسأل من الذي أوقعها؟

فأصيح بملء صوتي.. أنا الذي أوقعتها.. وتأتيني الصفعة الحادة على وجهي.. وتنظرين إلى وجهيَ المصفوع تبلله الدموع، وتسكتين وتزول آلامك وكأنك ثأرتِ مني.. فأتمنى أن تضربني الناظرة أكثر لأرضيكِ وأشفي غليلك مني..فأحملق بالناظرة ساخراً بوقاحة وتمسكني من أذني وتجرّني خلفها إلى المدير كالنعجة تساق إلى الذبح.. وأسمع ضحكاتِ الرضى منك..فتزول كلّ آلامي.

وتتحسسين وجهيَ الملطوم في الصباح التالي وترسمين خطوطاً وخرائط على كدمات وجهي.. وتتفحّصين ملامحي عن قرب فتلتقي عيوني بعيونك ولم نكن لنعرف شيئاً عن تلاقح التقاء العيون.. وتبتسمين لجفني الأزرق المتورّم..وكأنك تريدين أن تعتذري مني.. ولم تكوني لتعرفين الإعتذار أيا الطفلة.. بالرغم من أنك تشعرين بالذنب ولكن لا يعرف الطفل طريقة الإعتذار.. وأستمتع أنا بأصابعك تمرّ على وجهي ولم أكن لأعرف ساعتها كيف يقبّلون الأصابع وظهر الكف وباطنه إن لامسَتْ أصابع المحبوبة وجهك وخديك وشفتيك.. لكنني كنت أستمتع بها ولا أعرف لماذا.

تعالي نلعب معاً يا سيدتي..ثانية وثالثة ورابعة

وإلى ماشاء الله..ولو كبرنا

دعيني أركض خلفك مثلما كنت أركض وأسبقك وأتعثر فتسقطين فوقي.. أتلقفك فلا تمسّ الأرض القاسية جسدك.. أحتضنك بطراوة الطفل وبراءته.. وتركبين فوقي وتمسكين خناقي وتثبّتين كتفيّ أرضاً.. وأحاول أن أتنطط تحتك كحصان وتزيدين الإطباق عليّ.. وأمسك فخذيك فلا تقعين.. ولا يعني لنا ذلك شيئاً.. وما كان إمساكي لفخذيك له معنى.. ولم تكوني لتخجلين من حلّ حزام سروالي لتضربينني به كحمار..ولا تحسبين حساباً لما تحت الحزام مني.

تعالي نلعب معاً كما كنا صغاراً

ولو كبرنا..تعالي نعود كالأطفال..

ومن الذي علّمك الخوف مني؟.. ومن الذي فصل بيننا كذكر وأنثى؟.. ومن الذي قال أنّ ألعابنا معاً صارت ممنوعة لا بل وخطرة عليك؟.. وكأنني سأوذيك بآلتي الجارحة.. ويدي التي تطلق الكهرباء الصاعقة وشفتاي اللتان تمتصان الرحيق منك.. وأسناني التي تعض وتقضم ولا تؤلم.. وعيوني التي تتلصص على العورات ولساني الذي يفضح بالسوء.. من علّمك كل هذا؟
تعالي نبقى أطفالاً.. ونترك الكبار ومعتقداتهم المريضة وأعرافهم وتقاليدهم وكل كبائرهم..دعينا نحن الصغار نلهو فوق صغائرهم أيضاً.. نطفو فوق ثمالاتها وقيعانها ورواسبها.. ولا تخافين مني ولا أخاف أنا حتى ولو صفعتني تلك الناظرة وسحبتني من أذني كالشاة تساق إلى المذبح!

تعالي نلعب معاً ولو صرنا كباراً

أسمعيني ضحكاتكِ المجنونة بعيونك المغمَضة الآمنة من تحرّشاتي.. ولو حللتُ ضفائرك وتلاعبتُ بخصلات شعرك.. لا..ل ا تكثري من عطور الكبار الكاذبة قبل لقائك بي.. ولا تبتسمي ابتساماتٍ مصطنعة كالكبار.. ولا تكثري من مساحيق الزينة فوق وجهك..ولا تضعي معطراتٍ للفم ولا دهوناً تحت إبطيك.. فأنا أعرف رائحتك الحقيقية واختلط عرقي بعرقك في ملاعب الطفولة.

دعيني أركض خلفك في شقة الليل ولا تسارعي إلى الفراش فاتحة أذرعك لي.. فأنا أريد أن ألعب معك فقط وأركض خلفك فقط.. أريد أن ألعب معك ولا ألعب فيك.. وإن شئت أن يكون الفراش ملعبنا فليكن كأرجوحة فقط.. نتنطط عليه كالشياطين البريئة وقد نقع أرضاً ولا نقع في أحضان بعضنا.

نهداك ما كانا ناتئين في ألعابنا القديمة لذا لا أريدهما الآن.. لا تظهريهما لي رويداً رويداً.. فلا يعنيان لي شيئاً.. وقد أمسك بهما ككتلتين من اللحم الطري إن لعبنا لعبة الحصان.. لماذا تصرّين أن تكوني حصاني عندما كبرتِ.. وتصرّين أن أمتطيكِ أنا.. وتنسَين أنك كنت تمتطينني في طفولتنا.

لماذا ترفضين الآن عنفي الطفولي عندما ألتقطكِ..وتقولين لي داعبني مداعبة..
وتطلبين مني أن أقبّلك في شفتيك.. وما كنا لنفعل ذلك.. أنا سأقبلك من خدك سريعاً كما يقبّلون الطفلة البريئة وأحب أن تصطبغي بعدها بحمرة الخجل.. لا أن تتركي لي شفاهك أقبلهما ساعاتٍ وساعات لتتورّمان.. لا أحب من شفتيك إلا ابتسامتكِ فقط
وفخذاك اللذان صارا عظيمين.. لا يعنيان لي شيئاً.. وإن باعدتُهما فلا يعني بأنّ اللعبة قاربت على الإنتهاء.. وإن رفعتهما فلا يعني أنني سأطعنك بحربتي التي تتحسّسينها بين الفينة والأخرى.. لماذا؟.. وما كنت لتفعلين ذلك عندما كنا صغاراً.. وما ذلك العضو الذي كان صغيراً إلا مخلوقاً لأبول به في مراحيض المدرسة الإبتدائية المختلطة..وعندما كبرنا فصلوا مراحيض الذكور عن الإناث خشية ذلك العضو الذي قد يتسلل كالأفعى من ثقبة صغيرة.

لا.. لا تحسبي حساباً لهذا العضو الدخيل على ألعابنا..فلن ألاعبك به ولو طلبت أن تتلاعبي به..هو جديدٌ على ألعابنا القديمة كنهديك تماماً..ولا أريد ألعاباً جديدة..

ثمّ..ماهذا السائل الذي يسيل من بين فخذيك كلما لعبنا.. وما كان ليسيل منك شيء مهما تلاحقنا وتشابكنا وتعاركنا.. لا..لا أريد سوائل تنساب منك.. ولا أريد أن أحقنك بسوائلي.. رشقات ودفقات.. وما كنا لنتراشق بها.

أريد أن ألعب معك في وضح النهار كالأطفال تماماً.. ولا تؤجلين ألعابنا حتى يجنّ الليل..وليل الخميس لا يعنيني.. أحب أن أنام فيه مبكراً، فأنا أخاف الليل كالطفل تماماً.. لاتغلقي الستائر علينا ودعي النوافذ مفتوحة ليسمع الجيران ضحكاتنا فنحن نلعب فقط..ولو رضيتِ لأشركتهم بألعابنا كما كنا نفعل.. ونقذف لهم كرتنا الصغيرة وصواريخنا الورقية فيعيدونها.. لماذا تصرّين على عزلتنا وخلوتنا عندما صرنا كباراً؟

لا أريد أن ألعب معك لعبة الكبار.. ولو طلبتِ مني ذلك

العبيها مع غيري من الرجال ممن يعشقون التلاعب بها والتلاعب معك والتلاعب بك والتلاعب فيك..أنت لست لعبتي.. وما أنت إلا شريكتي في اللعب..أنا فقط أريد أن ألعب معك كطفل وأنت كوني معي كطفلة فقط.

أما زلتِ موافقة أن نلعب معاً؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى