السبت ٣ شباط (فبراير) ٢٠١٨

تفاقم هواجس الإنسان بتداعيات العصر

عبدالعزيز عيادة الوكاع

حقيقة ان تلك الهواجس، والخواطر البشرية، ظاهرة فطرية، وقد ألفها الناس منذ أن ظهرت التجمعات البشرية. ومع الرسالات السماوية جاء انبياء الله، ورسله، بالمعجزات الربانية، لتهدئة تلك الهواجس، والخواطر البشرية. وتجدر الإشارة إلى أن تلك الهواجس كانت حاضرة أيضا عند الفلاسفة، وكانوا اكثر شكا، وتعرضا لها. ولذلك فهي لازمت المجتمعات البشرية على مر الزمن.

واليوم فإن تلك الهواجس ربما تفاقمت بفعل وسائل العولمة، وعوالم الانترنيت، وما رافقها من جفاف النفوس من الروحانيات. فنجد الناس اليوم اكثر عرضة للهواجس والشكوك، لأن تلك الوسائل اشد وطأة على النفوس الحائرة، وخاصة في عالمنا العربي الشرقي، المصدوم، والمنبهر بأدوات عولمة عصرنة اليوم الجديدة،بعدما ظل يعيش في سبات عميق، وهو لايزال كذلك.

فلا هو قد استوعب حاله الخاصة به، لاسيما وهو قد غزته العولمة في عقر داره، وليس بمقدوره استيعاب تقنياتها بالكامل، وهضمها، والتمييز بين ماهو صالح منها لحاله، و بين ما هو طالح يضر بحاله وثقافته، ويزيد من حدة هواجسه.

لذلك أصبحت بيئتنا بفعل الانفتاح المعاصر، والرقمي منه بشكل خاص، فريسة سهلة للكثير من الهواجس، ليقع الكثير من الناس في حيرة، وشك، وتساؤلات، لا يستطيعون ان يجيبوا عليها، بسبب ضيق الفكر، وسطحية الثقافة، وعدم وجود تلك الحصانة الفكرية، والثقافية الكافية للتحصين، ومنع الاختراق.

وهكذا تزايدت الهواجس بشكل متسارع مع التقدم التقني الهائل، ليقع الإنسان ضحية ضجيج عولمة العصر بسهولة، مترنحا بصداعها الاكتئابي، حيث لا يجد علاجا يريحه من تداعيات دوامة تلك الهواجس.

عبدالعزيز عيادة الوكاع

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى