الثلاثاء ٢٩ حزيران (يونيو) ٢٠٢١
بقلم علي بدوان

جامعة دمشق .. النسيان الذي لايليق بذاكرتي

لجامعة دمشق، وخاصة مبانيها القديمة، رونقاً متميزاً، ليس من حيث الهندسة المعمارية ووجود الحدائق في ساحاتها فقط، بل من حيث كانت موئلاً للنشاطات الطلابية الوطنية الفلسطينية، والتي كانت اعداد طلبة فلسطين في مختلف كلياتها ترنو لحدودٍ عالية. وهم من أبناء الداخل الفلسطيني، ولاجئي فلسطين في سوريا ... وقد تخرجت من كلياتها مئات الكوادر الفلسطينية، بما فيها الكوادر القيادية التي أصبحت في مواقع القرار الفلسطيني.

كانت المباني القديمة، ومقصف الشهيد يوسف الأزروني، مكاناً للتجمع واللقاء بين أبناء فلسطين وعموم الطلبة. وفي المقصف إياه، كانت تجري النقاشات، بل و "الطوشات" السياسية بين مختلف القوى والفصائل، بشأن القضايا المطروحة، خاصة خلال سنوات الخلاف المتعلق بوجود (جبهة الرفض) و (جبهة القبول بالمفاوضات). وكم من مرة وقعت تلك "الطوشات"، واسفرت عن "حرد" سياسي لدى البعض في اللجنة التنفيذية للمنظمة، ومنها واقعة حرق صناديق الإقتراع لانتخاب فرع سوريا في الاتحاد العام لطلبة فلسطين. فتم حرق الصناديق بعد ساعاتٍ طويلة من الإقتراع، نتيجة الإتهامات المتعلقة بين مختلف القوى بشأن وقوع حالات من الغش والتزوير، وما كنّا نسميه "تبديل الملابس".

سنوات كانت زاخمة، بفعل المناخ القومي الإيجابي في المنطقة في حينها، والإندفاع الوطني للحالة الفلسطينية، ووجود وضع فلسطيني متماسك نسبياً بالرغم من الخلافات بين جبهتي الرفض والقبول...

الصورة المرفقة، التقطت عام 1979، في الحديقة المقابلة للمبني القديم في كلية الحقوق، والمقابلة من جهة ثانية لمقصف الزروني. وفيها من اليمين الى اليسار: إسماعيل دياب، علي عبد الهادي، علي بدوان، محمد يونس، محمد جورية، أحمد صالح، عدنان أبو ناصر.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى