السبت ٢٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢
بقلم ميساء السويسي

جبروت هواك

منسكبٌ أنت في شراييني

الى حد الجنون

تذوب طقوسك في

تفاصيل حياتي

وتطفو ملامحك على

وجه قصائدي

وترسمني راحتاك

بماءٍ مفتون

يغمر حدسكَ يقيني

باللاشعور

فأظنني أنتَ

أو بعضاً منكَ

وأظنها سوفسطائية

الحياةُ اذ تنثرنا

في بحرِ المجون

وتهدينا اعصاراً تارة

وتارةً أخرى لؤلؤا مكنون

ونتوه في غياهب البحور

أياما وسنون

متناسين أن للأقدار

في تصاريفها فنون

وأننا لا نملك فيها حتى

حركات الشفاه والعيون

يا أنا بعضٌ منك

منسكبٌ أنت في شراييني

الى حد الجنون

تمرُ كل يومٍ بأزقتي

وتمطر بعبقك ساحاتي

زارعاً إياه

فوق الوجنات والشفاه

وتحت الأهداب والجفون

منسكبٌ أنت في شراييني

تأتيني من دجى الليل

تطرز بفلسفتك أفكاري

وتنمنم بحبك أشعاري

تلونني بزقزقة العصافير

تبعثرني بين السهول

والبراري

فتلتقطني غجريات البوادي

وتفشي إحداهن أسراري

وتحكي للطير والبدر

أخباري

بأنك رجلي الوحيد

وأنك خبزي وملحي

وأنك ملهمي

وفارس أقداري

منسكبٌ أنت في شراييني

ورداً لا يذبل

وحلما لا يهرمُ ولا يموت

منسكبٌ

كالأحداق في العيون

كالمطر في جوف الأرض

كالدفء في البيوت

منسكبٌ ولا تفتأ

تفيض على الضفاف

والمرافىء

وتُغرق السواحل

والمراكبَ واليخوت

منسكبٌ كاللؤلؤ في المحار

كالذهب في عقدٍ

على جيدي

كاللازوردي كالياقوت

منسكبٌ أنت في

ثواني العمر

بكل أريحية

منسكبٌ في الروح

هواءً وماءً وقوتاً

لعمري

لو حرَموك على شراييني

وفتحوها ليفرغوها منك

لكانوا كمن حاول

سبر أسرار الملكوت

وما علموا أنك معبودها

وأنها تذعن برغبتها

لحكم الطاغوت

منسكبٌ أنت في شراييني

منسكبٌ من الوريد الى الوريد

فهلا سكبتني

في عينيك

سماءً ونورا

وحبا مجيداً

هلا أطفأت أحزاني

وقمعتَ بردي

ودثرتني بحضنك كالوليد

يا رجلا من عهد

هارون الرشيد ..

يا فارسا أتيت من زمنٍ بعيد

أنا امرأة بكل المقاييس

لا تقل رومانسية عن

الملكة فكتوريا

ولا جمالا عن كيلوباترا

ولا أمومة عن ماري تريزا

بل تزيد

أنا امرأة لكل العصور

من كوكب الشمس أتيتُ

شهرزادٌ ولكن بشكلٍ جديد

تأسر برقتها قلوب الدنا

وتضربُ اذا ما قُهرت

بيدٍ من حديد

فهل أنت بحنان هذه

المرأة وشراستها جدير..

وهل بقدر ما تكون

هي عذبة

تكون أنت شديد ؟

هل يستحيل غضبك

لأجلها نيساناً

وصمتك هديراً

وهل تذيب في ثغرها

بدل المر عناقيد ؟

يا أنت .. أنتَ في الروح

منسكبٌ بلا هوادة

فتخلَّ عن غموضك لدقيقة

وقل لي ماذا تريد ؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى