الاثنين ٢ نيسان (أبريل) ٢٠١٢
بقلم حسن العاصي

حجارة النرد

بعد أن هبط آدم
من الجنٌة
وبعد احتفال الملائكة
وسجودهم
كان سيٌدنا
ظمآن وعلى أكتافه
وهن ندامة
الجبين متعب
والثوب رث
والروح تنشد الغفور
‎...‎
اليوم قالوا
أن قابيل قتل هابيل
دفاعاً عن النفس
تهبط أجنحة الموت
كل ليلة
تلمع في عتم اللٌيل
كندف الثلج
تتكور الخطايا
على ثياب قابيل
وقلبه من الحزن
مكسور
 
في فوهة المدفع
طفل بثياب النوم
يروي أحلامه
على كفوفه النديٌة
في صالة الموتى
تعذٌبني أفعالي يا أبي
فهل يسمع سراج العمر
قصائد الحسرات
يا أبي
إنٌي أنحت من أضلاعي
ناي
وبصدري تتسع القبور
 
هل رأى أحد منكم
طفلاً يصدٌ جيشاً
بأصابعه الطرية
هل شهد أحد منكم
فصول الملح
تنثرالسٌواد
حكايات تنوح
هل سافر أحدكم
إلى أرض قارون
يضمٌد الناس هناك
جراحهم بالجمر
وبحرها يعوي ويمور
 
مضى قابيل يصرخ
يا ويلي
يوم تشهد أعين وشفاه
يمرٌ عشاق اللٌيل
على سيقان النعناع البريٌ
كأنهم ليس سوى
احتضار
شنقوهم يا أبي
وسط قلوبنا
متأرجحين
بين دفتي
اللٌيل والفجر المنظور
 
كانت دموع المحاجر
تؤنسهم
في المعابر التي تضيق
كأن صراخ الصغار
على أكتافهم
كحل يبعد
زعانف الموت
يئد في خشيتهم
ذاك الغول
ويجعله كالعصفور
 
يا أبي
من أين لعيونهم
ذاك البريق
ولقامتهم ذاك السندس
وللأكفان رياحين الجنة
من أين تطفو
ابتسامة الموت
تقول الصبايا يا أبي
الشهيد في السماء
تتنازعه الحور
ويقلن
هو أجر الله للمأجور

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى