الأحد ٢٩ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٩
بقلم حسين أبو سعود

حكايات الفصول، فصول الجدب

أغنية ممزوجة بالخوف لطيور الحبارى المهاجرة نحو الموت في فصل الشتاء تحترق كي نرى الطريق ونكمل المسير نحو العدم.

جاء الشتاء وطائر الحبارى الوديع سيخرج صوب الصحراء مرة أخرى ليضع بيضه بين الرمال دون ان يدري بان أعداءه المدججون بالصقور المدربة وكلاب الصيد والبنادق قد تجهزوا للمسير نحو مواطنه، سيخرج طائر الحبارى في الشتاء ليجوب الصحراء القاحلة باحثا بعينيه الفضيتين عن الديدان ليقتات عليها، سيقدم نفسه قربانا من اجل الفقراء الذين يسكنون مواطنه، وسيجد نفسه مرميا على التراب مذبوحا من الصدر كي ينعم الفقراء بوجبات ساخنة في جوع الشتاء البارد فقوافل الصيادين محملة بطعام وفير.

يا طائر الحبارى لا تنقرض كي نعيش .

(1)

عندما يفقد الربيع عينه أجثو على دربك كالنسّاك لأتعلم منك الحزن

طراوة لزجة تتدحرج من صوت حزين

ينتظرها مسافر أسفل التل، أخذ السيل كل أمتعته

لم يبق معه سوى آهات تركها العابرون على جنبات الوادي

والطريق لم يبق منها سوى حجارات مسلوبة الضوء اعتلاها عشب ايبسته الريح

الوهم حفر له في باطن الأرض أخاديد

امتلأت برماد الأشواق

وتلك آثار العابرين

لا ادري هل وصلوا؟

أم مازالوا يدورون حول قرص الشمس بجنونهم القديم

يرقصون بلا ألحان

ليكونوا موادا أولية لقصص يستهلكها المترفون في ليالي الشتاء

(2)

حكاياتنا التي جفّت نامت واقفة بلا مطر

يا لهذا السفر الذي لا ينتهي

عمر تعثرت خطواته على أبواب المحطات

والمسافر ما زال ينتظر أسفل التل

تتجاذبه الهواجس نحو المتاهات

وتقاسمت فصول الجدب حروف اسمه

أصابته بعمى الألوان

ثم تساوى عنده النور والظلام


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى