الجمعة ٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
بقلم بسام الطعان

حوار مع الشاعر السوري عبد السلام العبوسي

شاعر سوري ذو قلم جميل ومعبّر، وشعره ليس من النوع الذي يخرج من الذاكرة سريعا، وهو من مواليد 1970 مدينة القحطانية (محافظة الحسكة)، يحمل شهادة أهلية التعليم الإعدادي قسم اللغة العربية، يعمل مدرسا لمادة اللغة العربية في مدارس القحطانية، له مجموعتان شعريتان، وينشر نتاجه في الصحف والمجلات.

  شاعرنا عبد السلام العبوسي، كيف تقدم نفسك للقارئ الذي لم يعرفك بعد، ومتى قلت في نفسك أنا شاعر؟
 أستطيع أن أُعَرِّفَ القارئ بي عندما يكون الإعلام بكافة أشكاله متعاونا معي ولو بالحد الأدنى فكثير من المبدعين يعرضون نتاجاتهم الإبداعية بشكل شخصي وبمساعدة بعض الأصدقاء وهذا ما أفعله أما صفة شاعر فأنا أحب أن أسمعها من القرَّاء المتذوقين والمتخصصين في مجال الأدب.

  لماذا جئت إلى الساحة الثقافية، الشعر تحديدا، وماذا تريد من الشعر؟
 أحببتُ الشعر وتذوقته منذ الصبا ولي محاولات مبكرة في الكتابة وعندما كبرتُ كبر لدي حب الشعر ووجدت نفسي قادراً على صناعته فأصبح جزءاً من ذاتي ومتنفَّساً حقيقياً لمشاعري وأتمنى أن يكون النافذة التي يراني العالم من خلالها.

  ماذا يعني لك الشعر، هل هو حالة إبداعية تسيطر عليك أم هو شكل من أشكال التواصل مع المتلقي؟
 بالتأكيد هو حالة إبداعية وساعة شعورية إذا حضرت فلا يمكنني أن أتجاهلها بل أحاول اقتناصها لأن لحظة الإلهام ليست دائما في متناول اليد والنص الجيد غالبا ما يكون وليد حالة شعورية طبيعية وليست مصطنعة وبالتالي سيكون هذا النص هو الرابط القوي الذي يجمعني بالقارئ.

أنت منصرف على الدوام للكتابة والإبداع الشعري،تشتغل على نصك بشكل مميز،هاجسك تطوير أدواتك، ولكن ما حكايتك مع النشر، لماذا لا تنشر كثيرا؟
 في رأيي يحتاج النشر على الأغلب إلى معرفة شخصية بأصحاب العلاقة القائمين على إدارة وتحرير الصحف والمجلات وأنا أفتقر إلى هذه المعرفة أما فيما يتعلق بالصحافة الإلكترونية فأنا متواصل معها ولي قصائد كثيرة منشورة فبها.

  كيف حال الشعر والشعراء في سوريا؟
 تعتبر سورية من البلاد المتخمة بالشعراء ومتذوقي الشعر ولكنَّ الشعر الجيد فيها قليل ولعل سبب ذلك يعود إلى ضعف الثقافة وعدم امتلاك كثير من الشعراء القدرة على تفجير مناجم اللغة لخلق صور شعرية جديدة وغير مطروقة من قبل

  نصك معبّر، ولغتك جميلة، ما مصادر صور أشعارك ولغتك، ولمن قرأت؟
 استفدتُ من القرآن والتراث الأدبي القديم وأحدثت شيئاً من المزاوجة بين القديم والحديث وأنا أقرأ النص الجيد بصرف النظر عن اسم كاتبه.

  كيف تولد القصيدة لديك، ومتى تحس أن القصيدة التي أنجزتها قد أصبحت مكتملة؟
 ولادة القصيدة تحتاج إلى شروط وأبرز هذه الشروط هو حضور المحرِّض الخارجي المتمثِّل بمواقف الذات من ظروف الحياة والقضايا القومية والإنسانية كما ترتبط الولادة أيضاً بضرورة وجود محرض داخلي متعلق بمدى استعداد النفس واستجابتها لحدث الولادة على أن يصاحب هذين الشرطين خلوُّ النفس من العوارض المقلِقَة التي لا علاقة لها بموضوع النص المنتظَر ولا أعتقد أنَّ هناك قصيدة مكتملة ولكن توجد قصيدة جيدة.

  هل تعتبر الصور الشعرية الكثيرة في النص الواحد، قوة أم ضعف؟
 بالتأكيد الصور الشعرية الكثيرة تمنح القصيدة حيوية وقوة وعمراً أطول بشرط أن تكون هذه الصور منسجمة ومتماسكة وخادمة لغرض القصيدة.

  قصيدة النثر كيف تراها وهل أخذت مكان الشعر العمودي؟
 ما يسمى بـ: " قصيدة النثر" ليس شعراً ولكن يمكن أن نسميها نثراً أدبياً أو سمها ما شئت لأنها تفتقر لأهم مقومات الشعر وهو الموسيقى الخليلية وهي لم تأخذ مكانها بعد حتى تأخذ مكان غيرها وكل ما فعلته هذه المسماة " قصيدة النثر" هو أنها فتحت الباب لكل المتطفلين على الشعر.

  كيف يمكن للشاعر أن يصل إلى القمة ويستحوذ على عدد كبير من القراء؟
 ذلك يحتاج إلى أمرين أولهما وجود الموهبة الشعرية الحقيقية وثانيهما مواكبة الإعلام له وخاصة التلفزيون لأنه الوسيلة الإعلامية الأكثر جماهيرية.

  ما فائدة القصيدة، ما جدواها إذا سمعها أو قرأها المتلقي ثم كان مصيرها النسيان بعد لحظات؟
 إذا كانت القصيدة جيدة فنسيانها لا يعني عدم الاعتراف بجودتها وليس ضروريا أن يحفظ القارئ كل ما يقرأ بل المهم أن يعترف بما يقرأ.

  تجارب الجيل الجديد من الشعراء هل تحمل الكثير من التفاؤل عبر النماذج المؤداة حتى الآن؟ وماذا أضاف الجيل الجديد لخارطة الشعر العربي المعاصر؟
 قليل من شعراء الجيل الجديد أثبتوا حضورهم ورغم هذه القلة فهناك مثابرة في العمل وتصميم على إنجاز الأحسن وأستطيع أن أقول لك إن هناك أسماء لامعة في ديوان الشعر المعاصر.

  ما دور القصيدة في الحياة، أو هل لها دور كما كانت في الماضي؟
 لم تعد القصيدة تؤدي ذلك الدور المهم والكبير في الحياة كما كانت في الماضي بفعل منافسة وسائل إعلامية وترفيهية أخرى لها كالتلفزيون والحاسوب والموبايل مؤخراً ولكن لازالت حاجة الإنسان للشعر ثابتة وملحَّة.

  هل تعتبر الحداثة الشعرية ضرورية، وماذا قدمت للشعر العربي؟
 الحداثة ضرورية في الشعر مثلما هي ضرورية في كثير من شؤون الحياة بشرط ألا يكون هذا التحديث مساساً بالجوهر وإلغاءً لهوية الشعر وعلاماته الفارقة المتمثلة بالموسيقى والصورة المتماسكة البعيدة عن الغموض والضبابية وأعتقد أن الحداثة ساهمت في إغناء الشعر العربي المعاصر لكنها من جانب آخر منحت الفرصة لكثير من دعاة الشاعرية الذين خلطوا بين الشعر واللاشعر.

  الشعر في تراجع أو في أزمة، والرواية هي الوحيدة في الساحة الأدبية حاليا، ما تعليقك؟
 أؤكد لك أن هذه ادِّعاءات غير دقيقة فأنا بحكم علاقتي المباشرة بالقرَّاء وطلاب العلم لم ألاحظ توجها كبيرا نحو الرواية على حساب الشعر وأنت تعلم أن الرواية تحتاج إلى صبر عند قراءتها أما الشعر فلا والقارئ بطبيعته كثير الملل لذا فهو يفضِّل الاستمتاع بقراءة بضعة أبيات من الشعر على قراءة رواية طويلة.

  ما النوع الشعري المفضل لديك،القصيدة العمودية،أم التفعيلة،أم النثر، ولماذا؟
 أجد نفسي مرتاحاً أكثر في القصيدة العمودية وهذه الراحة نابعة من احترامي لتراث الأجداد الأصيل وقد استطاع كثير من شعراء هذا الشكل الشعري في الآونة الأخيرة أن يثبتوا أنَّ القصيدة العمودية قادرة على استيعاب الحداثة الشعرية بجدارة وتفوُّق.

  حدثنا عن طموحات وآمال ورغبات الشاعر الذي في داخلك؟
 أتمنى أن يصل نتاجي الشعري إلى أكبر عدد ممكن من القراء وأن يلقى استحسانهم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى