السبت ٧ نيسان (أبريل) ٢٠٠٧
بقلم حسين أبو سعود

خواطر ملونة على منديل الوطن

(1)
 
كنت أتفتح كزهر الليمون على الأغصان
واستأنس بضوء الشمس
وهبوب النسيم وزرقة السماء
كنت مزهوا
انتشي بقفزات الفراشات
وزقزقات العصافير
وعندما أعادوني الى جذوري
متَ
 
(2)
 
آه يا امي لو لم تكوني متِّ
لكنتِ شاهدتِ
كيف يهرب العمر مني
وكيف تعرض الصبايا عني
وكيف أصبحت ابكي للوطن النائي
آه يا أمي
كم اشتهي ان اريك قاتلي
وقاتل الفرح الجميل في عيون الأطفال
لو كنتِ موجودة
لأريتكِ الفرق بين هواء المنفى
وهواء الوطن
 
(3)
 
يدخل الضوء من نافذة السجن الذي يحتويني لوحدي
فأرى على الجدران
أشواقا لمساءات المدينة
وبعضا من الرسوم والكتابات والتواريخ
وقمرا اسمه الحزن
يجلس عند وسادتي
ويذكرني بأشواق أمي
وكيف كانت تهتم لهمَي
وتغتم لغمي
يذكرني بأبي الذي ضاع مثل فقاعة
في غيابات الغربة
ويشوقني الى المباهج
وشقاوات الطفولة
 
(4)
 
بعد سنوات القفر
جئتك يا أيتها المدينة الدافئة
ابحث فيكِ عن آثاري
ابحث عن من الفتهم
وقاسمتهم لهب الانتظار
جئت لأقول
للسهول والحقول وللشوارع
وأدخنة المصانع
لقد تعبت من الترحال
وعذاب الأسفار
فهل أجد على رمالك
وسادة أريح عليها رأسي
وأريح أفكاري
ما لهذه الوجوه تغيرت
ولم اكتست هذه المرابع بالغبار
أين المساءات التي كانت تأوينا
بعد تعب النهار
أنا لا أهذي
فانا أتمزق
كلما تمزقت أوراق الوقت
وانزف دما ساخنا بلا صوت
ودمعا مشوبا باللون الأحمر
وبرهبة الموت
أنا لا ابكي على الأطلال
ولكني
الملم بقايا النجم المكسور
من الحقول
وأتشبث بالنهر
كي لا يغير مجراه مبكرا
 
(5)
 
تبا لهذا الوطن
يهرب ممن لمن؟
يمارس العهر مع أبناءه الميتين
في غفلة مع الزمن

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى