الثلاثاء ١ آذار (مارس) ٢٠١١
بقلم أحمد الحارون

خيانة مع وقف التنفيذ

عقدٌ ونصفٌ من الزمان ولى، وطُويتْ أيامُهُ
مازالتْ الصورةُ التى أهديتنى إياهاــــ تذكرنى بكلِّ الذى مضى
حين يشتدُّ بى الحنينُ....من مضجعها تخرجُ....أناجيها
تحملنى أقدامى عنوة....تحتضنُ طريقاً فيه تعارفنا
وتبصقنى الذكريات
فــــ
أسمعُ
صدى فيروز تشدو
رجع أيلول وانتَ بعيد....بغيم حزين قمرها وحيد
تزلزلُ الفؤادَ
أو حين تغنى
يا جارة الوادى طربتُ وعادنى
ما يشبه الأحلام من ذكراكِ
تزيدُ الآلامَ ألماً.
أتذكرُ...لا لا....كيف أتذكرُ؟
وأنا لم أنس
ولن أنسى ما حييتُ،
باكورة الحبِّ فى شبابٍ ولى
لكنْ حينَ يشيبُ الشَّعرُ فلنْ يهرمَ القلبُ
أتأملك ...رغم البعدِ
أناجيكم رغم البين
أهمسُ إليكم رغم كبريائى المصطنع
و
عندما يأتى المساءُ...ونجومُ الليل تظهر
أسألُ الليلَ عن نجمى....متى نجمىَّ فى الأفق يظهر
على أنغام القمر تارة...وعلى أنين محاقه أخرى
نفس المكان.. نفس النجوم... نفس أدوات الاستفهام
ربما نفس حبات الرمال تقبضها يدى كما كان قلبى يحتويكم
وربماهربتْ من بين أناملى كما هربتِ أنتِ بظروفكم القاسية
تمرُّ السنون والسنون
وفى القلبِ
متكأةٌ أنتِ
وصورتك تحتلُّ نفس الكتاب.... نفس الصفحة
ومنقوشٌ فى هامشها
(إلى حبيبى)
كان هذا الكتابُ هديتكم الوحيدة فى سنوات تعارفنا
..لكنه فاق كلَّ الهدايا بما حوى
أنظر إليها قائلا:
يا بعيد الدار عن عينى ومن قلبى قريبا
كم أناديـــــــــــــــــــــــــــــ
كم أناديك ولا ألقى مجيبا
أرنو إلى الصورة...صورة فتاة كـأحسن النساء وجهاً وقلباًوجيداً
يكاد القمرُ من بين عينيها يبزغ,
ويكادُ الصدرُفى الصورة يتنهد ويتأوه.
والثغرُ وما أدراك ما الثغرُ....؟
يبتسمُ كأنه يعدُّ بقُبلةٍ
حين أحركُ الصورة فى يدى تبدو وكأنها تهمس وترقص وتتدلل
ساعتها أتذكرُ حين تغمضين العينَ
وتنام كل دنيايَّ فى أحداقك
و
تزيد فتنتها فتنة...تعذبُ القلبَ وتضنيه
وكأن شعاعُ النور قد قبضتْ عليه أجفانُك
ساعتها تعجز جلُّ حدائق الأرض يا فتاتى أن تخرجَ وردةً تشبه ثغرك
أتأملُ العنق وقلادةً حوله وصدراً تحته
أتأملُ
و
أتأملُ المسافة الناصعة البياض من أعلى الجبين إلى أسفل الصدر
تلك منطقة الأمانى والأمنيات فى قاموس كل متيمٍ,
أتأملُ الصدر وما يحويه وما يبرز فيه
إنه أجمل معرض يمكن للإنسان أن يتأمله.
و
أهٍ من وعد الفم بقبلة
وأهٍ من القبلة حين يتمناها المرءُ
إنها حقّاً خيانة للضمير
فلا فرق بين قُبلةٍ تتمناها وقُبلةٍ فى الواقع ـــــ
إلا التنفيذ.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى