الثلاثاء ١ آذار (مارس) ٢٠١١
بقلم
خيانة مع وقف التنفيذ
عقدٌ ونصفٌ من الزمان ولى، وطُويتْ أيامُهُمازالتْ الصورةُ التى أهديتنى إياهاــــ تذكرنى بكلِّ الذى مضىحين يشتدُّ بى الحنينُ....من مضجعها تخرجُ....أناجيهاتحملنى أقدامى عنوة....تحتضنُ طريقاً فيه تعارفناوتبصقنى الذكرياتفــــأسمعُصدى فيروز تشدورجع أيلول وانتَ بعيد....بغيم حزين قمرها وحيدتزلزلُ الفؤادَأو حين تغنىيا جارة الوادى طربتُ وعادنىما يشبه الأحلام من ذكراكِتزيدُ الآلامَ ألماً.أتذكرُ...لا لا....كيف أتذكرُ؟وأنا لم أنسولن أنسى ما حييتُ،باكورة الحبِّ فى شبابٍ ولىلكنْ حينَ يشيبُ الشَّعرُ فلنْ يهرمَ القلبُأتأملك ...رغم البعدِأناجيكم رغم البينأهمسُ إليكم رغم كبريائى المصطنعوعندما يأتى المساءُ...ونجومُ الليل تظهرأسألُ الليلَ عن نجمى....متى نجمىَّ فى الأفق يظهرعلى أنغام القمر تارة...وعلى أنين محاقه أخرىنفس المكان.. نفس النجوم... نفس أدوات الاستفهامربما نفس حبات الرمال تقبضها يدى كما كان قلبى يحتويكموربماهربتْ من بين أناملى كما هربتِ أنتِ بظروفكم القاسيةتمرُّ السنون والسنونوفى القلبِمتكأةٌ أنتِوصورتك تحتلُّ نفس الكتاب.... نفس الصفحةومنقوشٌ فى هامشها(إلى حبيبى)كان هذا الكتابُ هديتكم الوحيدة فى سنوات تعارفنا..لكنه فاق كلَّ الهدايا بما حوىأنظر إليها قائلا:يا بعيد الدار عن عينى ومن قلبى قريباكم أناديـــــــــــــــــــــــــــــكم أناديك ولا ألقى مجيباأرنو إلى الصورة...صورة فتاة كـأحسن النساء وجهاً وقلباًوجيداًيكاد القمرُ من بين عينيها يبزغ,ويكادُ الصدرُفى الصورة يتنهد ويتأوه.والثغرُ وما أدراك ما الثغرُ....؟يبتسمُ كأنه يعدُّ بقُبلةٍحين أحركُ الصورة فى يدى تبدو وكأنها تهمس وترقص وتتدللساعتها أتذكرُ حين تغمضين العينَوتنام كل دنيايَّ فى أحداقكوتزيد فتنتها فتنة...تعذبُ القلبَ وتضنيهوكأن شعاعُ النور قد قبضتْ عليه أجفانُكساعتها تعجز جلُّ حدائق الأرض يا فتاتى أن تخرجَ وردةً تشبه ثغركأتأملُ العنق وقلادةً حوله وصدراً تحتهأتأملُوأتأملُ المسافة الناصعة البياض من أعلى الجبين إلى أسفل الصدرتلك منطقة الأمانى والأمنيات فى قاموس كل متيمٍ,أتأملُ الصدر وما يحويه وما يبرز فيهإنه أجمل معرض يمكن للإنسان أن يتأمله.وأهٍ من وعد الفم بقبلةوأهٍ من القبلة حين يتمناها المرءُإنها حقّاً خيانة للضميرفلا فرق بين قُبلةٍ تتمناها وقُبلةٍ فى الواقع ـــــإلا التنفيذ.