الأحد ١٦ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٨
بقلم سلوى أبو مدين

دموعُ السوسنِ

كمْ مضَى من الوقتِ وأنَا أحاصركَ في صدرِي..وأنتَ تتخبّطُ في دروبِ أضلعِي.. وتحاولُ الفرارَ دونَ جدوَى؟
كلّ محاولاتِكَ كانتْ عبثًا!

كمْ من مرّةٍ مارستَ شغبَ الألوانِ في غيابكَ، كأميرٍ صغيرٍ.. يمتطِي صهوةَ قلبِي ويرحلْ!

وفي آخرِ المساءِ أحملُكَ فوقَ نهرِ روحِي وأطيرُ بكَ.. أعبرُ بينَ كلِّ المجرّاتِ الفضائيةِ
كيفَ تحمّلتَ.. كلّ تلكَ السخافاتِ التِي بدرتْ منّي؟!
حتّى جراحكَ القرمزيةُ بهتتْ كقمرٍٍ، وطيفكَ يهدهدنِي مداعبًا نفسِي..!
ولازلتُ أحاصرُكَ بجنونِي..!

لمْ أكنْ أدركُ أنَّ قلبِي المضيءَ أضحَى نجمًا معتمًا.. تمقتُ البقاءَ فيهِ..!
في سكونكَ كنتُ أسمعُ نبضكَ
كيفَ في ومضةٍ تحوّلَ هذَا القلبُ إلى سجنٍ؟
كمْ أنتَ وحيد؛ بينَ قضبانِهِ مسلوبَ الإرادةِ.

لعلّكَ تسخط ُعلَى تلكَ اللحظاتِ التِي حوَّلتْ حياتَكَ إلى شتاءٍ دائمٍ.
أتذكرُ؟
ذاكَ الحلمَ الذِي رسمتهُ ونثرتهُ في الهواءِ كذرى قمحٍ
كانتْ ذاكرتِي تتنزّهُ بينَ ردهاتِ الماضِي
حينَ أعددتُ قلبِي وبعضَ الأزهارِ علَى مائدةِ السعادةِ

وكنتُ بارعةً في نفضِ الشوكِ عنكَ
أناوشُ/ أهشُّ وسواسَ الرّوحِ
أركضُ خلفَ ظلالكَ
كنتُ وحيدةً ارتعدُ، تتبعُنِي أشباحُ الخوفِ في ليلٍ موغلٍ بالبردِ

فجأةً تبدّلتْ
وتدلّى مصباحُ الصمتِ
فإلى متَى غرورُكَ يدمينِي؟!

بداخلِي بتلاتٌ تجفُّ وتموتُ
سأغتسلُ كزهرةِ سوسنٍ بدموعِ الوجعِ

رغمَ العذاب الذِي استوطنَ بداخلِي
سأستمرُ في تصديقِ الأكذوبةِ
التي حبستُ نفسِي في شرنقتِهَا أمدًا طويلاً.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى