الأحد ١ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢
بقلم أمينة شرادي

رحلة ممتعة مع تاركوفسكي

احتضنت مدينة سطات، الدورة السابعة لسينما المؤلف ما بين 23 و25 من شهر دجنبر بفضاء كلية العلوم و التقنيات. من تنظيم جمعية الفن السابع بالمدينة والجمعية المغربية لنقاد السينما و بشراكة مع الكلية المذكورة. هذه الدورة خصصت للسينمائي المبدع أو كما يلقب بشاعر السينما، المخرج الروسي "أندري تاركوفسكي".بعرض ثلاثة من روائع أفلامه وهي: طفولة ايفان- المرآة- و القربان.

و قد اعتادت جمعية الفن السابع بسطات على تنظيم دورة سينما المؤلف. و كانت البداية سنة 2001 و تلتها دورات أخرى لغاية سنة2010. ومن اجل تتويج هذا المجهود،أعطت الجمعية هذه السنة لهذه الدورة بعدا وطنيا و ذلك بمشاركة الجمعية المغربية لنقاد السينما وكذلك الفضاء الجامعي.

كانت رحلة جميلة في عالم تاركوفسكي المبدع. الذي تجاوز الدراما التقليدية في سرده لأفلامه و أعطانا أعمالا تلامس الروح رغم إبهامها. و جمالها في ذلك الإبهام الذي يلتحم مع الذات و يخلخل كل ما هو سائد عندنا و منمط."تاركوفسكي" لا يحتاج إلى الفهم بل إلى الإحساس. و كل ما يحس لا يمكن أن نفك طلاسمه. ترتاح إليه الروح و تسكنه مع أمل كبير في الحياة. هذا الأمل يأتينا من عند شخصيات تاركوفسكي التي ترفض أن تعيش بلا أمل رغم حالات البؤس و الحرب "طفولة ايفان"، رغم المرض الذي يستوطن الجسد"المرآة""المريض الذي يظهر في نهاية الفيلم، لا نعرف من هو و لكنه يطلب من المحيطين به أن يتركوه لأنه يريد أن يعيش سعيدا."شخصيات تبعث الأمل في الحياة. متشبثة بالحياة. شخصيات تطرح الأسئلة الكبرى على ما هو عادي و يومي و لا تنتظر إجابة. شخصيات قوية رغم ضعفها. قوية بروحها و إحساسها. وهذا ما يؤثر على المشاهد و يجعله يشعر براحة غريبة تستوطنه

تاركوفسكي إنسان مبدع. و من هنا يمكن أن نطرح سؤالا: ما هو الإبداع؟ هل يمكن تعريفه؟ هل يمكن تصنيفه؟ هل للإبداع وصفة جاهزة؟ الكاتب الروسي الكبير في فن القصة القصيرة"أنطوان تشيخوف"، كتب لنا قصة بدون بداية. تجاوز هو أيضا المألوف في كتابة القصة الذي يعتمد على بداية ووسط و نهاية و أعطانا أعمالا رائعة. هل الإبداع هو رغبة في مخالفة الآخر فقط أم هو إحساس عميق يلامس الروح بشكل دقيق؟

كان الافتتاح يوم الجمعة مساءا، بكلمة للمنظمين. تلاه عرض لشريط "طفولة ايفان" مع نقاش قصير. لكنه كان شيقا و هادفا. أحيا بداخلنا الحنين إلى الزمن الجميل. زمن الأندية السينمائية التي كانت تحتفي بالثقافة السينمائية. استمر الاحتفال بسينما "تاركوفسكي"في اليوم الموالي، صباحا بطاولة مستديرة ساهم فيها مجموعة من المهتمين و النقاد السينمائيين بمداخلات قيمة أزاحت اللثام أكثر عن إبداع "تاركوفسكي". من النقاد السينمائيين المساهمين صبيحة يوم السبت:ذ- حمادي كيروم. الفنان التشكيلي: بنيونس عميروش-ذ. نورالدين محقق- ذ. يوسف أيت همو. و كان للجمهور في المساء لقاء آخر مع عالم "تاركوفسكي"الشاعري، لقاء مع الفيلمين:"المرآة" و"القربان". و استمر فضاء الكلية يحكي عن الزمن الجميل في اليوم التالي. بطاولة مستديرة ثانية، تصب كلها في عالم شاعر السينما. و من المتدخلين الذين ساهموا صباح يوم الأحد، مجموعة من النقاد السينمائيين:
ذ. حسن بنشليخة- ذ: صباح عبدالخالق. ذ. محمد شويكة. ذ. خليل الدامون. و ذ. بوشتى فرقزايد. واختتم مهرجان سينما المؤلف يومه الأحد على أمل العودة واللقاء في السنة القادمة مع مبدع آخر .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى