السبت ٢٧ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٨

رواية الرقص الوثني واكتمال الشروط الفنية

رفيقة عثمان

تعتبر رواية الأديب شماسنة، من الإبداع المميز؛ من حيث عدة عناصر أدبية منها: الفكرة، المضمون، التكنيك الفني، تحريك الشخصيات، الأبطال، السرد المتسلسل؛ رصانة اللغة، واستخدام الوصف المناسب للأحداث الدرامية.

استخدم الأديب أسماء الشخصيات في الرواية؛ لأسماء حقيقية، وكذلك لأسماء الأماكن التي دارت في رحاها أحداث الرواية؛ اسماء الشخصيات مثل: احمد الطيبي، والأسماء التي وردت في رواية غسان كنفاني؛ سعيد، صفية، دافيد؛ بينما الأماكن كانت؛ حيفا، يافا اللد، الجلزون، سلوان، القدس، راهط، إلخ.

اتسم أسلوب الكاتب بأسلوب شيق للقارىء، على الرغم من طول الرواية؛ كذلك تخلل ابداع الأديب شماسنة، التركيب الفني الذي يتسم بالتجديد، كما ورد في نهاية القصة؛ حيث تمت المناقشة والمنافسة حول من كتب الرواية؟ هل هو يهودا أم محمد سعيد؛ أنهاها الراوي لحل وسط وبتواضع عن إعلانه بأنه هو الراوي المقدسي، والذي بدوره تسامح باسم يهودا ثم باسم محمد سعيد؛ كما ورد على غلاف الرواية، فعلا نجح الكاتب أن يخلق الدهشة في قلوب القارئين؛ على غرار المألوف في نهاية الروايات الأخرى.

عنوان الرقص الوثني: عنوان لافت للانتباه؛ مما يجذب القارىء؛ لتصفح الرواية، واقتنائها. تسمية الرواية بهذا العنوان، ورد صفحة 70، " أليس من فيهم الكولونيلات الذين رقصوا فوق الدم ليصنعوا أمجادهم؟ إذن ليكن العنوان. "الرقص الوثني"، كناية عن الأجسام المتشبهة بالأصنام؛ التي تفتقد للمشاعر الإنسانية، عند بناء أمجادها فوق الدماء المسفوكة دون أي اعتبار؛ لحقوق الإنسان، وإنسانيته.

نجح الأديب في حبك الرواية، واستخدام أسماء الأشخاص اليهود، مع استعمال بعض المصطلحات باللغة العبرية، كما هي مستخدمة في الشارع الإسرائيلي.

استطاع الأديب شماسنة في خلق صور درامية للأحداث؛ لدرجة التماهي، والانسجام مع الشخصيات والأحداث.

تعتبر رواية الأديب رواية واقعية من الدرجة الأولى. تعكس حياة الصراع القائم، والمستمر بين طرفي النزاع الدائر في المنطقة على مدى أجيال متعاقبة.

 أكمل الروائي شماسنة رواية غسان كنفاني، "عائد إلى حيفا" كأسلوب روائي غير مألوف، حيث خلق نهاية مدهشة؛ لا أعلم لو كان غسان كنفاني حيّا، أية نهاية كان سيتحفنا بها؟

 راعى الروائي البعد الزمني، في الرواية؛ حيث انتقى شخصية ابن ديفيد-يهودا، في رواية غسان كنفاني لاستمرار أحداث الرواية حتى أيامنا الحاضرة.

 تفتقر الرواية للحوار، والحوار الذاتي.

 كانت العاطفة طاغية في كافة مراحل الأحداث، سواء كانت حزنا، أو فرحا.

رفيقة عثمان

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى