الخميس ٢٨ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٦
بقلم إباء اسماعيل

زمن الغربة

فراشاتُ الألم
تهيمُ على مائدة الوطنْ ...
ونحلةٌ ترقصُ على زجاجة الحزنِ المعتقْ
مِن قلبيَ المصقولِ بالغربة
إلى وطني المستعرِ بحمّى البقاءْ ,
المتوهّج بسفْرِ تكوينهِ الجميلْ
أقذف ُ شظايا أفكاري !...
لن أُهَذّبَ غاباتِ الوطنِ الإستوائيّة
لن أُعنّفَ وحوشَ غجريّتهِ الأليفة ...
لن أدمغَ ملائكة رؤاه وطفولةَ
روحه بالشمعِ الأحمرْ , ...
لن أوقفَ طوافَ أحلامِهِ
في مداراتِها اللامرئية ....
* * *
 
هاهو يتطايرُ طيفَ ملاكٍ من نورِ الشعر ....
ويشربُ رحيق اللغة الثائرة في شرايينه
ها أرى الأشياءَ المنقوشةَ في ذكرى وجودهِ...
مغتربةٌ؟! ....
أم أنني الغريبةُ
عن قلبي
المضمّخِ بغربةِ الوطنْ ؟ !.....
تغيب أمامي جميعُ الأشياءِ المرئية
فنجانُ قهوتي شربته منذُ ألفِ عامْ
 
كم كنتُ أتوقُ للرشفةِ الأخيرةْ ؟..
أتوقُ لأن أرتشفَ فيها
رائحةَ الوطنْ !....
* * *
أقشر جلود الأشياء ْ
لأرى :
عينيه ِغابتين ِ
عشوائيتين ِ
أرى قمرين أخضرين
يرتعشان ِ في فصول ِعمري ْ.....
أرى هموماً تتراقصُ فوق أحْجارِ تعبِهِ
وصخورَ أحلامٍ تتكسّرُ وتمزّقُ خُطاهْ !
* * *
ياأيها المنبعثُ من تربةِ غربتي
ونبعِ بقائي ....
إبحثْ عمّا وراءَ غيومي
ووراءَ أمطاري
ووراءَ صوتيَ المهجورْ !....
وابحثْ عمّا وراءَ براكينكْ...
لنحاربْ حروبَنا الصّغيرة ...
ولندمّرْ دمارَنا المرتعشَ
في مواقد أحلامنا المطفأةْ
في زمنِ الغربةِ الصعبْ !!...

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى