السبت ٢١ نيسان (أبريل) ٢٠١٢
بقلم حسن العاصي

زهرة البرتقال

هل لهذه الشمس من ظلٌ
يمزق ذاكرة الماء ؟
هناك في ضفة المتوسط
كان الوطن يحاصرني
كلٌما اجتزت مجزرة
أو غانية
لاعشب لي
في الرمل الكسيح
هناك كنت وحدي
أتكىء على آخر حجر
أحذف كل المدن
إلاٌ البحار
 
تبكي الأحجار
كلٌما عزف الموت منفرداً
وأعلنت الأوتار
كيف يكتمل القوس
للذبح مواسم
تتبدٌل في كل فصل
تقدٌم القبائل قرابينها
أحلاماً مذبوحة
وصغاراً
فم الوالي فاغر
يلتهم اللٌحم الحي
ويحتفظ بالجماجم تذكار
 
لاوطن لي ولاهواء
في بلاد سنابلها تطفح بالمرارة
حقولها مسلوخة
وتهجر الطيور أشجارها
دروبها عمياء
تغيب عنها رائحة الخبز
لاتسل أين أمضي
أنا القتيل لايعرف داءه
أنصب اضمحلالي
على قارعة الفواصل
منكسر كزورق
بعضف إعصار
 
لم يكن من الحزن بد
لهذا
أسلمت للريح وجهي
أقرأ هزائمي كما أشتهي
هجرت الناس بيوتها
إلى الصحراء
والبعض إلى المقابر
الأطفال افترشوا الدروب
مع العصافير الجائعة
والنساء يخطن الأكفان
القلوب قاحلة
الوقت فاتحة السراب
والغيم بلا أمطار
 
نستلقي على خيباتنا
ننتظر المواعيد
وزهرة البرتقال
أيٌها القابعون المتربصون
بالجرح
خلف النعوش
أهزوجة الموت الأوٌل لكم
ولي حطب الموت
وزهرة الغار
 
تقوم السٌاعة
حين تموت الأرض
يذوي النخيل في الواحات
وينكسر الضوء يا زينب
ويتشقٌق الفرح
هيٌا قم وانتصب
إشرب هذا خباء الصعاليك
أسكب البحر بكأس
وافرش أشلائك
أتلو تعاويذ العمر
يالله
كم هي فسيحة تلك البلاد
لكنٌي في شدٌتي
أراها أضيق من كف صبٌار

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى