الأحد ١٧ حزيران (يونيو) ٢٠١٨
بقلم علي بدوان

ستلاحقهم لعنة اليرموك ...... مكانا وزمانا

على هامش التطاول على مقابر اليرموك وشهداء اليرموك، ومقابر أهالينا من سوريين وفلسطينيين، وتكسير الشواهد، في عملٍ مقصود ومأجور، أورد الحدثين التاليين:

الحدث الأول:

قبل اغتياله بأسبوعين، وبعد انتخابه كرئيس بأسبوع، قابل بشير الجميّل رئيس وزراء العدو مناحيم بيغن في نهاريا في فلسطين المحتلة. وأثناء الاجتماع، شَكَرَ بشير الجميّل "الإسرائيليين" على دعمهم، ووعدهم بتوقيع معاهدة سلام معهم باسم لبنان فور تسلمه لمنصبه كرئيس. وفي 12 أيلول/سبتمبر، اجتمع مع أرئيل شارون في بكفيا، واتفقا على مرحلة مابعد خروج القوات الفلسطينية من بيروت ومعها اللواء السوري المدرع 85. وفي تلك الفترة، وقبل خروج أخر دفعتين من القوات الفلسطينية من حصار بيروت بداية أيلول/سبتمبر 1982، وقبل جلسة التصويت في البرلمان اللبناني، عَقَدَ المُرشح بشير الجميّل مؤتمراً صحافياً في بيروت الشرقية، وبالتحديد في فندق الكسندر الذي كان يتواجد فيه الجنرال ارئيل شارون وغرفة عملياته العسكرية، ومما قاله بشير الجميّل رداً على سؤالٍ تم توجيهه اليه في المؤتمر الصحافي المذكور، وبلهجةٍ محليةٍ : "صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة بَدّيِ حولها لحديقة حيوانات". الشهيد صلاح خلف (أبو إياد) ومن بيروت الغربية رد على المجرم بشير الجميّل، وقال له : "إن شعبنا بين يديك، فأفعل به ماتشاء، فلن تُنزِلَ به من التعسف أكثر مانزل به من نوائب ومصائب ... ولكن، ولكن، ولكن ثق تماماً أننا سنبقى نُلاحقك أنت وأعوانك مادامت لنا حياة، ومادامت هناك مضغة في رحم إمرأة فلسطينية ولبنانية". وتابع يقول له : "إننا اليوم أقرب اليك من ظلك ... إننا اليوم أقرب اليك من ظلك". قُتِلَ المُرشح الرئاسي "الإسرائيلي" لرئاسة لبنان، بشير الجميّل بيدٍ وطنية لبنانية قبل أن يصل اليه أي طرفٍ أخر. قُتِلَ هذا المأفون على يد القومي الإجتماعي، الوطني اللبناني حبيب الشرتوني، ورفيقه نبيل العلم.

الحدث الثاني:

في الأعوام التالية، وتحديداً منذ منتصف العام 1985، وأثناء الحرب الدموية الظالمة التي شنتها حركة (...) ضد الوجود الفلسطيني في لبنان ــــــ والحديث يطول بشأنها وكنت شخصياً من بين ضحاياها ـــــــ قال قائدها العسكري في حينها، المدعو (ع ح) سأدخل الى صبرا وشاتيلا وانهي الوجود العسكري الفلسطيني، وسأنبش حتى القبور وأحرقها. ومما قاله أيضاً "سنحضر اطفائيات ونملؤها بالبنزين ...ونرشها على مخيم شاتيلا والبرج". لكن وبعد فترة قُتِلَ هذا الداعي الصفيق ومات ميتة الجرذان، ولم يترحم عليه أحد حتى من جماعته التي باتت تلك الحرب الظالمة تُكللها بالعار وتخجل من التطرق اليها في سردياتها وأدبياتها الحزبية.

وصمة العار تلاحقهم، ولن ينجو منها كل من ساهم بمأسي شعبنا بمختلف مواقعه في الداخل والشتات ..ستلاحقهم لعنة اليرموك ...... مكانا وزمانا ...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى