الأحد ٢٣ تموز (يوليو) ٢٠١٧
إتحاف الصديق والمُحِب في
بقلم إدريس محمد جرادات

سيرة الفنانة التشكيلية فاطمة المُحِب

الولادة والنشأة:

ولدت فاطمة إبراهيم المحب في القدس-فلسطين حي الشاويش في العاشر من كانون الثاني 1927م (-10/1/1927م) ورقم شهادة الميلاد في وزارة الصحة الأردنية 42173 أ والمبلغ عن ولادتها المختار يوسف سموم.

المعلم الأول لفاطمة المحب:

المعلم الأول لفاطمة المحب هو جمال الطبيعة ، والمعلم الثاني هو المعلمة وصفية الفقاعي التميمي التي كانت تحضر لها الورق والألوان لتعبر عما يجول في خاطرها قبل معرفتها للكتابة. ومعلمتها أبضا شقيقتها الطبيبة زينب المحب التي رسمت الملك فاروق.

العودة إلى فلسطين: بعد وفاة والدها عادت إلى القدس ودخلت المدرسة وتفوقت بالرسم وشجعها بالرغم من عدم تفهم المجتمع للرسم وتمييزه عن التصوير وتلقت دراستها الثانوية في فلسطين

الدراسة الجامعية:

نتيجة تفوقها في المدرسة حصلت على بعثة دراسية لدراسة الفنون في جامعة ابراهيم باشا في القاهرة- المعهد العالي للفنون الجميلة في مصر ثم أكملت دراستها في أمريكا وتم قبولها في العاشر من ابريل سنة 1946م أمضت في الدبلوم ثلاث سنوات لتفوقها علما بأن مدة الدراسة في قسم الفنون الجميلة خمس سنوات وقد التحقت الطالبة فاطمة المحب بالسنة الثالثة ونقلت إلى الرابعة ثم الخامسة ونالت الدبلوم في 27/6/1947م.-أنظر شهادة وزارة المعارف العمومية.

العمل والوظيفة:

*عملت في الدعاية السياحية في وزارة السياحة الاردنية ثم رئيس قسم في وزارة السياحة.
حملت بطاقة رقم س ع/8/417 بتاريخ 7/7/1980م صادرة في عمان بوظيفة رسام للدعاية السياحية، وحملت بطاقة رقم س ع /1/417 بتاريخ 3/6/1981م صادرة في عمان بوظيفة رسامة سياحية. كما حملت بطاقة رقم س ع /1/413 بتاريخ 4/5/1983 في عمان بوظيفة رئيسة قسم

*انتقلت إلى وزارة التربية والتعليم الأردنية للعمل موجهة للتربية الفنية وكانت ضمن اللجنة المكلفة بإعداد منهاج التربية الفنية.

مذهبها في الرسم:

المذهب التأثيري كما قالت بأنه يعبر عنها الفنان بحسب تأثيرها عليه وبحسب مشاعره فهو يجمع بين الطبيعة ونفسية الفنان.

صورتها غلاف مجلة آخر ساعة المصرية وغلاف مجلة سويسرية سياحية وظهرت في مشهد فيلم سينمائي سياحي عن كنيسة المهد باللغة الايطالية وفي فيلم امريكي. وكتبت عنها عدة مجلات منها الشرق الادنى والمختار ومجلة استا ومجلة هوليدي ومجلة الاخبار والعالم العربي وصحف كثيرة باللغة الانجليزية والعربية. أنظر: ابراهيم عبده خوري: جولة الأدب في شهر ن مجلة الأديب:مجلة تبحث في الاداب والعلوم السياسية والاجتماع-بيروت-يناير 1960 مجلد 37 صفحة58.

لوحتها الفنية السجين السياسي المجهول غلاف مجلة الشرق الأدنى –بيروت، العدد 96 في 1/1/1954م واللوحة الفنية عبارة عن سيدة معصوبة العينين تمثل الانسان المذكرات بيدها رمز السياسة وهي السيدة المشدودة بحبال تمثل السجن النفسي الذي هو التضحية عن يسارها جندي رمز الحرب وعن يمينها سيدة وطفل رمز السلام، فكرة التمثال أن الانسان، والخارطة على قاعدة التمثال تعني أن الموضوع انساني لا ينحصر في جنس معين وأنه يضحي بحريته لمساعدة الآخرين في حالتي السلم والحرب وأن يعتنق أي من الافكار والمعتقدات دون أن يضطهد أو يمارس العنف ازاءه.

*فنانة من الاردن فاطمة المحب،جريدة المساء تصدر عن دار الجهاد –الاردن العدد 370 في 5 رجب 1380هـ ،كانون اول 1960م. صفحة 35.

النشاط الثقافي والفني

*اشتركت في مسابقة السجين السياسي المجهول في لندن حيث اشترك في المسابقة 3500 فنان من سائر أنحاء العالم فاز منهم 80 فقط وفازت بالمرتبة الاولى في المسابقة ونالت هبة مالية من معهد الفنون المعاصرة وعرض تمثال لها في معرض تيت جاليري في لندن.

*اختيرت ادى لوحاتها لمعرض فني دولي بإشراف مجلة هوليدي الامريكية وكان عنوان الصورة قائد القافلة.

*اقامت معرضا على ظهر باخرة لشركة الملاحة الأمريكية

*الاسبوع الثقافي الفلسطيني المنعقد في القاهرة سنة 1990م واستلمت جائزة الفنون الجميلة في القاهرة من المرحوم ابو عمار.

كتاباتها:

*التربية الفنية وأهميتها وترى أن الثقافة الفنية ضرورية لكل إنسان .

قصائد شعرية لفاطمة المحب:

أهدى الربيع لأرضنا كل الجمال فبدت أريحا في بهاء كالخيال
تهفو إلى نسماتها ولقد سرت فتعطرت بأريج زهر البرتقال
ولقد ترقرق ماؤها عذبا جرى من منبع السلطان يصفو كالزلال
روض بها يعلو النخيل خلاله وترى الحقول وقد أحاطتها التلال
والشمس عند شروقها قد لونت سحب السماء كأنما فيها اشتعال
جذبت أريحا من أحبوا حبوها سعدو بها في راحة وهدوء بال
فيها جمال الشرق فيها سحره في بهجة بعثت بهم خير انفعال
فالدفء في أرجائها متوفر وقت الشتاء وقد غدا فيه اعتدال
تلقى البساطة بين أهليها كما تجد المكارم عندهم أحلى الخصال
فوجوههم تبدو ببسمة طيبة وهواؤها يشفي المريض من اعتلال
وترى الجميع تألقوا بمودة عند الربيع كأنما فيه احتيال
يا أعمق الأغوار في الدنيا لقد جاوزت سطح البحر باعدت المجال
يا أقدم المدن التي قد عاصرت فجر الزمان وقاومت مر القتال
كم امة سارت على هذا الثرى ولقد طواها كل عصر في الزوال
جبل القرنطل قد تعالى شامخا في روعة ما مثله بين الجبال
رمز لتجربة مضت فكأنه حصن منيع قد غدا صعب المنال
في جوفه حفروا بيوتا فذة فتعبد الرهبان فيها في انعزال
يا بقعة طاف المسيح ديارها وشفى بها الأعمى فأبصر كالمحال
نهر الشريعة قد جرى في قربها كانوا به يتباركون ولا يزال
يا نهر كم عبرت عليك قلائل أيامهم ما بين سلم ونضال
أما السماء ففي المساء إذا صفت تلقى النجوم تلألأت معها الهلال
فغذا غدا بدرا سيسكب نوره من فضة فوق البحيرة والرمال
وبنو أمية شيدوا مجدا هنا ولقد مضوا ما مثلهم بين الرجال
شرقا وغربا قد أحاطوا شهرة بنفوذهم وصولا بلاد البرتغال
ذا قصرهم وأمامنا آثاره عجبا لقوم فمنهم بلغ الكمال
عجبا لرسم شجيرة بفروعها وبقربها أسد سيمسك في غزال
وخيام بدو في السهول رايتها فيهم رعاة عندها حطوا الرحال
فتياتهم فيهن سحر براءة يمشين خجل ومن غير ابتذال
أزياء شرق والجمال طبيعة من غير تزييف ولا من صنع مال
كم سرت وحدي بين روض ناضر فجلست في ببارة تحت الظلال
ما بين زهر الياسمين وعطره ما بين ورد باهر فيه اكتمال
وسمعت تغريد الطيور تجاوبت مع عازف للناي اشجي في ارتجال
ومياه واد قد جرت فوق الحصى لمعت كحبات اللآليء في ابتلال
تنساب في همس له إيقاعه فيها الصفاء وقد جرت فيها الدلال
فجميع ما حولي كجنات بدا سبحان ربي مبدع هذا الجمال
يا من تأمل في الطبيعة إنما تزداد إيمانا وتخشع للجلال
ولقد مررت على الضواحي أنها تبدو كأطلال وفيها الحال مال
كم من بيوت قد خلت من أهلها نزحوا بعيدا هائمين وفي ارتحال
لهفي عليهم أين صار مقامهم الله معهم لن يتيهوا في الضلال
فغدا سيرجع هؤلاء لحيهم بعد النوى مهما جرى البعد طال
لن يسعد المرء المنافق مطلقا مهما تستر خلف معسول المقال
ذكرى أريحا دائما في خاطري وتساءلت نفسي بأكثر من سؤال
تشتاق للماضي الجميل ببشره الله يصلح حالنا في خير حال
ربي فحقق دائما آمالنا أنت الذي ندعوك دوما في ابتهال

جريدة البشير المقدسية -22/4/1972م صفحة 3

عاصفة الثلج

الغيم يجري داكنا علا الفضاء والكون يغدو ثائرا يوم الشتاء
نزلت على الجو الكثيف برودة تزداد في لمح وتسري في الهواء
وتتابع المطر الغزير على الربى فرأيته متجمعا بسيول ماء
رعد وبرق واشتداد عواصف لدويها رجع وللبرق السناء
الرعد يقصف هادرا متتاليا والريح تعصف عاليا في كبرياء
حجب الضباب مناظرا خلابة فأحاطها في لحظة في جو الخفاء
في غرفتي نار تكاثر وهجها فيها جمال حالم ولها ازدهاء
الدفء داخلها بدا متوفرا والربد خارجها غدا في انطواء
همت الغيوم وسارعت قطراتها متسابقات في النزول من السماء
فتلامست بزجاج نافذتي هنا وتحولت بردا في نقاء
وتساقطت ثلجا خفيفا هائما ببياضه غطى الحديقة والفناء
قد راح يندف في هدوء شامل فكأنه سحر الحنان مع العطاء
لنزوله همس له إيقاعه لحن الطبيعة راح ينشد في ثناء
خضر الرياض لقد كستها حلة بيضاء تبدو وقد تناهت في الزهاء
وترى الصغار تراشقوا ثلجا كما قد رددوا في بهجة أحلى الغناء
ونظرت حولي في فضاء شايع أهدى إلى نفسي شعورا بالصفاء
فجميع ما حولي كلوحات بدا سبحان ربي مبدع في ما يشاء
يهدي إلى الفنان وحي رسومه لتكون تعبيرا رقيقا في الأداء
شجر تغطى بالثلوج كأنه في عيد ميلاد يرنم للبقاء
ونظرت من بعد إلى القدس التي قد عمها نور القداسة والبهاء
كست الثلوج قبابها وبيوتها كست الضواحي والحقول على السواء
وترى المآذن والكنائس قد علت فتجاوبت أصداؤها عند الدعاء
للقدس ذكرى دائما في خاطري وأحب رؤياها في اللقاء
إن الثلوج إذا طغت في حدة تقسو على الإنسان تورثه العناء
رغم الجمال فكم بيوت هدمت كم شردت من أبرياء إلى العراء
قد طال في تلك الأمور تأملي كم جال فكري علني أجد اهتداء
فكذا الحياة بمرها وحلوها مد وجزر بين يأس أو رجاء
أوقاتنا تمضي كطيف عابر فكأنما كانت سرابا أو هباء
ولئن تباعد أمسنا الماضي فذا يوم جديد قد يلي فيه الرضاء
فإذا رأيت اليوم يعصف في غدي لن أنثني أبدا سراعا للوراء
تجد السعادة دائما بعد الأسى هي كالربيع يحل من بعد الشتاء
واليسر بعد العسر تلقاه أتى مثل النهار يعود من بعد المساء
ثلج الشتاء بعصفه وبرده يتلوه صحو هادئ بادي الرخاء
والبرق لولا ظلمة الأجواء ما لمع الوميض له وما ظهر الضياء
فالغيث بعث للحياة بأسرها هبة السماء وخيره كان السخاء
هو آية الله لنا في أرضنا يهدي إليها زخرفا بعد ارتواء
ما العمر إلا منحة محدودة لا لن نضيعه في متاهات الشقاء
لن يسعد المرء المنافق مطلقا مهما جرى خلف المصالح والرياء
ما أبدع الدنيا إذا عشنا بها من غير أحقاد ولا من العداء
لن يذبل القلب الكبير إذا سما ليكون رمزا للمحبة والوفاء
ربي فحقق دائما أمالنا أنت الرحيم ومالك أمر القضاء

جريدة البشير المقدسية بتاريخ 19/2/1972م صفحة 2.

المراجع

*أحمد رفيق عوض: لقاء مع الفنانة فاطمة المحب: مجلة الاسبوع الجديد –القدس العدد 82 بتاريخ 1 آب سنة 1992م صفحة 49-51.

* ابراهيم عبده خوري: جولة الأدب في شهر ن مجلة الأديب:مجلة تبحث في الاداب والعلوم السياسية والاجتماع-بيروت-يناير 1960م.

*رسم تعبيري يصور حياة البدوي في مملكته الشاسعة: لوحة فنية للفنانة فاطمة المحب،جريدة المساء تصدر عن دار الجهاد –الاردن العدد 370 في 5 رجب 1380هـ ،كانون اول 1960م. الصفحة الاولى عمود 4-5.

*فاطمة المحب: رسامة فلسطينية من الاوائل،جريدة الحال ،العدد الخامس بتاريخ 2/7/2005م صفحة 9.

*لقاء الفنان عمر الجلاد –رام الله- 20/1/2016م .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى