الخميس ١٥ تموز (يوليو) ٢٠٢١

شعراء يفتحون نوافذ شعرية على القصيدة والأمل

(قد يغدو الشعر ../ في حياتنا ترفا../ وما في الشعر غير الشعر ../ يحيي.../ ما في الروح قد تلفا.... : الشاعرة أم الفضل ماء العينين)

هكذا قدمت الشاعرة أم الفضل ماء العينين ديوان "نوافذ شعرية"، لأمسية الجمعة 9 يوليوز بفضاء دار الشعر بمراكش. الشاعرة والفاعلة الجمعوية رئيسة رابطة كاتبات المغرب/ فرع العيون وصاحبة ديواني شعر "لحظة ميلاد" و"باقة من ألوان القلب"، اختارت أن تقدم من منجزها الشعري نصوصا وقصائد تتغنى بالشجن، صوت المرأة وهي تشدو من مجازات القصيدة كينونتها. الشاعرة أم الفضل التي فتحت إطلالة "نوافذ" الأولى.. من "لحظة ميلاد" الى "باقة من ألوان القلب" ..، في لقاء شعري كتب فهرس قصائده محمد عريج وعمر الراجي وأم الفضل ماء العينين وخالد إصباح وجمهور الدار.

رباعي من سيرة شهد الشعر، في دار الشعر بمراكش، أطلوا من نوافذهم الشعرية على القصيدة والجمال، في لقاء اختارت الدار أن يكون لسحر الحرف وسيرة الاعتراف والاحتفاء.. ومن شجرة الشعر الوارفة، تجدد اللقاء بجمهور الشعر وعشاق الكلمة الصافية، ومن ديوان الشعر المغربي تفتحت بعض من ثمار قوافيه، وفي دار الشعر والشعراء المغاربة التقى الجميع.. تحت خيمة القصيدة. في ليلة فتح الفنان الموسيقي خالد إصباح، عزفا وإنشادا ليلة الاعتراف والاحتفاء، مازجا بين قصائد الشعر المغربي وريبرتوار الرحابنة.

سحر القوافي
(لا تسمح لأي قصيدة بزيارة/ القبر الذي سأكون فيه/ ولا تدع للعاشقين/ خريطة/ أو مسلكا يفضي إلي/ ولا تعذبني بأن تتفتح الأزهار من حولي/ فلن يرضيك يا الله أن يغدو لهذا الموت رائحة/ تدل على مكاني../ أجمل الموتى أنا/ ما دمت/ أكنس باب قبري في المساء/ ولا أفكر في أحد..)

(الآن صوتك يأتي دافق المطر/ كي يغسل الأخضر المغبر في شجري/ الآن صوتك يأتي مثل قافية/ من الزهور تبث العطر في صوري/ الآن تخلع لي الدنيا عباءتها/ ويصنع البحر لي عقدا من الجزر/ الآن لا شيءَ.. إلا أنني بشرٌ/ في ظل صوتك أمسى سيّد البشرِ..: الشاعر محمد عريج)

عرج الشاعر محمد عريج على مثن قصائده، من صوته الداخلي المبحر في القصيدة الى الأم. اختار الشاعر أن يستمد نتفا من "بياضات النصوص"، عابرا بين موضوعات مختلفة، من الشاعر الذي "ترك النوافذ فارغة للطيور"، والذي يتخيل الشعر نهرا بعيدا وسط غابة.. الى الشاعر الذي يبحث عن روح الشعر الحقيقية أينما تجلت. الشاعر محمد عريج، الذي أمست قوافيه تحلق بعيدا في سماء جغرافيات الشعر العربية، من مواليد 1984 بمدينة الدار البيضاء. سبق له أن توج بجائزة كتارا لشاعر الرسول في دورتها الرابعة (2019)، الى جانب العديد من المسابقات والجوائز العربية (جائزة البردة 8/2010، جائزة الشارقة للإبداع العربي،..)، صدر له ديوان "كنتُ معي" عن دائرة الثقافة والإعلام- حكومة الشارقة في العام 2012. وديوان «تركنا نوافذنا للطيور» الذي فازَ بجائزة أثير للشعر العربي. أيضا فازت مجموعته الشعرية المخصصة للأطفال "في بيتنا غيمة" بجائزة الشارقة للإبداع العربي في دورتها العشرين.

صوت من الجنوب: "لا يصدق إلا المجاز"

(كم عاثَ بي هذا المدى/ وحدي بلا أملٍ/ أسيرُ مجرّداً من لهفتي/ ويداكِ أسئلةُ الشتاءِ وبردُه وجماحُهُ../ عيناكِ منفى/ والكلامُ قصيدةٌ مذبوحةُ الكلماتِ فاضَتْ روحُها/ والخمر كلُّ الخمر في شفتَيْكِ/ ماذا سوف أكتبُهُ إذنْ؟ / جفّتْ خواطرُ فكرتي!/...)

(هذا أنا/ أبدو أخيراً في سماءِ طفولتي/ حُرّاً كما اشتهتِ الطيورُ/ وغارقاً في غفوتي/ نوماً هنيئا: قالتِ الأقمارُ لي/ فسمعتُها../ وبكيتُ !: الشاعر عمر الراجي)

الشاعر عمر الراجي، هذا الصوت القادم من عمق الجنوب المغربي والذي "لا يصدق إلا المجاز .."، كان مسك ختام ليلة "نوافذ شعرية". حلق الشاعر بين "مجازاته"، من الذاكرة، من نص شعري الى آخر. قصائد عمر الراجي تشبهه، فغالبا ما يختار صيغا ورؤى وتوظيفا لافتا للغة حين تحفر بعيدا عوالم الدهشة، لكن دون تكلف تاركا لسلاسة اللغة قدرة النفاذ الى "ذائقة التلقي". يتأسف الشاعر على عالم ممل..، لكنه يختار دائما الوجه "الأمثل" للأمل، من "نافذته الشعرية"، ليخط الشاعر ما تبقى. الشاعر والكاتب عمر الراجي، من مواليد مدينة طانطان، حاصل على الإجازة و الماجيستير في الإقتصاد التطبيقي، يشتغل في القطاع المالي ويعد أطروحة الدكتوراه في نفس التخصص.

"ما تبقى" يخطه الشعراء

واصلت دار الشعر بمراكش فتح "نوافذ شعرية" جديدة، من شجرة الشعر المغربي. شعراء وتجارب وحساسيات وأجيال، رؤى تنتمي لراهنها وأصوات تفتح شرفات جديدة للقصيدة المغربية اليوم. فقرة "نوافذ شعرية"، وهي تستضيف الشعراء: أم الفضل ماء العينين، محمد عريج وعمر الراجي، في لقاء شعري واحتفائي شهد مشاركة الفنان خالد إصباح، خطوة أخرى تنضاف للبرمجة الغنية لدار الشعر بمراكش في موسمها الرابع. الدار التي استطاعت أن ترسخ بعضا من أفق استراتيجيتها، داخل أيقونة المدن الكونية مراكش. وفي دار الشعر والشعراء المغاربة، التقت تجارب وحساسيات شعرية ونقدية، في فقرة "نوافذ شعرية"، والتي تشكل ديوانا مصغرا للشعر المغربي، من خلال استضافتها لرموز وإشراقات القصيدة المغربية الحديثة، طيلة أربع سنوات ولا زالت، في انفتاح متجدد على أفق قصيدة تؤسس كينونتها الخاصة، وتسبر أغوار بلاغتها ولغتها ونوافذ مشرعة على التجارب الشعرية المغربية والعربية والكونية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى