الأحد ١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٦
بقلم أشرف بيدس

شيخوخة

فى الزمن الصعب تفتح الدنيا ذراعها لتحتضننا. تبدر فى عيوننا أحلاما بالوفرة بعد كساد دام كثيرا. وتطرح الفرحة فى سنابل البهجة وعيدان الخير. فى الزمن الصعب تأتى الأحلام المؤجلة بعد سنين الحرمان. تأسف علينا بعد أن ترى الحسرة والشعور بالانكسار والكهولة ارتسما فى مقلتينا. تتوالى الفرص الكثيرة فى الوقت الضيق. تفترش الأرض وتعلن عن وجودها فى تحد. بعدما كانت تضن علينا بأن تلوح أو تمر؛ المرور العابر السريع. كنا فى الماضى نترقب أنصاف الأشياء وفتات النور وشحيح الأمل الخافت.

تذكرين شجرة الليمون التى كنا نلتقى عندها؛ شاخت وذبلت وتساقطت أوراقها بعد ما كانت يانعة تملؤها النضارة، وكانت رائحتها الفواحة تملأ المكان. هل تذكرين؟! فترنا معا وتهالكت عزيمتنا وأصبحت الآن لا نفع منها سوى حجب الشمس فى أيام القيظ. وجدارها الواهن أصبح مرتعا للعشاق الصغار تنحت عليه قلوبهم الصغيرة وحروف أسمائهم.
لست مضطرة يا حبيبتي لتقديم اعتذار أو تفسير لما حدث. إن السنوات العمر الفائتة، لم يكن الحزن على ها لأنها فرقت بيننا. ولكن لأنها أخذت معها الفحولة والعتولة والقدرة على الفعل.

يبدو أنك لم تنظرى فى وجهى جيدا. افحصينى. فصصينى. ارقبينى مثلما كنت تفعلين من قبل. فتلك الخطوط المنحوتة فى وجهى حفرت بفعل الزمن وصارت تجاعيد. انظرى جيدا وأعيدى النظر. أنت حتى لم تلتفتى إلى أننى لم أقف لتحيتك. فلست قادرا على الوقوف. ويبدو أن الوقوف قد أرهقك أنت. هدّتنا الأيام. وزحفت الخشونة والرطوبة إلى مفاصلنا. أجلسى وهدئى من روعك. لم يبق لنا الآن سوى اجترار الماضى من الذاكرة الهرمة التعبة. تذكرين عندما...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى