الجمعة ٢١ تموز (يوليو) ٢٠٠٦
بقلم عبد الرحيم الماسخ

صمود لبنان

لبنانُ طاولة ُ الريح التي عبرتْ
فجرَّحتْ وجههَا بالظفر والنابِ
بكتْ .. فما لبُكاءِ الغيم نرجسة ٌ
تبكي , وما لزفيرِ الجُرح من غابِ
رثىَ لها جبلُ التوباد ِ, وهو على
قيسٍ ـ وقد جُنَّ ـ لم يرثِ الهوى الخابي
مَن للحقيقة , من للنور .. مزَّق أوْ
تارَ النداء غرورُ الشوك والصابِ
وفي الظلام بنو صهيونٍ اتخذوا
جدائلَ الصمتِ بيتَ العَنكَبِ الكابي
ومنه كبَّلتِ الخيطانُ ألفتنا
وذابَ فيه شذى وردٍ وعُنابِ
وكلُّ شجبٍ : ُشظى حربٍ تغوصُ برَمْ
لِ اليأسِ , كلُّ كلامٍ : حرقُ أعصابِ
فكيف يفهمُ ثعبان ٌ تفجُّعَ ُقمْ
ِريٍّ توفاهُ في أهلٍ وأصحاب ؟
لا يُقرعُ السيفُ بالوردِ , السيوفُ لها
نارٌ تلِينُ بها من غير َتصْخاب
شكراً لحِزبكَ يا ربّاه إنّ لهُ
في الحربِ باعَ مُجِدٍّ غيرِ هيّاب ِ!
 
انتصار لبنان
الله أكبرُ .. حزبُ الله منتصرُ
وآلُ صهيونٍ : الآلامُ والقترُ
والحربُ دائرة , ما للضعيف بها
حَولٌ .. وللطالعين الطَولُ ينتظرُ
لهم جهادٌ تشقُّ الليلَ صيحتهُ
عن كل شمسٍ لها للمُرتقى سفرُ
صالُوا وجالوا , ودامَ الحقُ ناصرَهم
صدُّوا وردُّوا ولم يُطفأ لهم شررُ
وحقُّ لبنانٍ العلوىّ طالِعُه
يُسِرُّ للنور .. والظلماء تستترُ
دمٌ ونار , شهاداتٌ تحرِّرُها
يدُ القرار بصبرٍ عمرُه القدَرُ
مقاتِلون .. وكلُّ العُربِ , نرجسة ٌ
ُتبكيهمو وملَذّاتٌ لها عبروا
رقصٌ , غناء , صفاءٌ حالم , أسفٌ
شجبٌ , صياح , ضجيجٌ ما له أثرُ
أين العروبة والإسلامُ ؟ ضيَّعنا
عهدٌ ينامُ بنا , والغيرُ قد سهروا
يُدبِّرون لنا حقداً يسُوسهمو
إلى إبادةِ من غابوا ومن حضروا
فلو نهبُّ كما هَبُّوا فنوقِعُهم
عن زحفهم ونصِيبُ الغدرَ ما غدروا ؟
 
في انتظار السلام
بعد عام الرمادة ِ
عام ٌ ُيغاثُ به الناسُ من جدْبِ أعمارهم
يعصِرون الغمام
فعامٌ ُخطاه اقتحامٌ إذا سلَّ سيفَ توجُّسهِ
شقَّ صدرَ الظلام
وأخرجَ مضغة ذِكرى الرضا والخصام
وأطلقَ نسيانه في فراغ الزحام
افرَحُوا
بعد عام الرمادةِ شمسُ الولادةِ
عامٌ وعام وعامٌ
ولم تزل الحربُ غارسًة قرنها في ضلوع السلام
ونسمعُ أن الرمادةَ ولّتْ
وآتٍ زمانُ الإرادةِ
نمسكُ صمتًا بآذاننا
والرُؤى مطرٌ في المسام
لجيرانِنا الُزرْقِ أقمارُهم
ولهم سربُ أحلامهم
وترانيم قتلِ الكلام
فهل عرَفوا مرًّة أن من دمِنا المتفرِّقِ بين القبائل
عُسرَ الولادات
والسهراتِ الأمومية
الأملَ المتجدد
والأغنياتِ الطفوليةِ
اقترَفوا ما استطاعوا
وعاشوا السلام فجاعوا دما
فاسمعوُنا بحقِّ السما
إن عام الرمادة قد لا يمرُّ
إذ انتفضَ الصخرُ في وجهه
وبعينيه نبعُ الظلام احتمى !!
 
إرهاب
أغلقِ التلفازَ
قد أغرقنا سيلُ الدماء
وعيونُ الغسق الباردِ تلقي
حقدَها الأسودَ من سقف السماء
ربّما يبتكرُ الصمت فضاءً خارجَ الوقتِ
وماءً خارج الموجةِ منزوعَ الفناء
ربما ينتشلُ التاريخَ من صفحتهِ السوداء
أو يحفرُ مجرىً خارج الدنيا لتجميع البكاء
فجعتنا جثثُ القتلى من الأطفال
في طولكرم
في جينين
في غزة
في القدس
وفي ........
والحقدُ قبل المُنتهى لا يكتفي
مندفعًا بالحقدِ
بالحقد
وبالحقد / الوباء
فجعتنا جثثٌ يحضنها الصخرُ بنبضٍ
ذائبِ الدمع , كسيرِ الكبرياء
فجعتنا .........
وصراخٌ حائرٌ يلتفُّ ـ إذ حاصرَهُ النزفُ ـ دُروعا للوفاء
فجعتنا , جرَفتنا لمواويل الأسى الساكنِ في أرجائنا
منذ ُ بَنى صهيونُ قبراً / وطنا يحرقُ ريح الأنبياء
أغلقِ التلفازَ
واتركني وحيدا خارجَ العالم
فالعالمُ قد صار بعيدا عن ضمير الحقِّ
عن سرِّ البقاء
أين من يلهج بالعدلِ
وشعبٌ كامل في مِرجلٍ يغلي
وصهيونُ يدوس الصرخة / الشكوى / الترجِّي
بالحذاء ؟

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى