الأربعاء ١٧ أيار (مايو) ٢٠٠٦
بقلم رأفت دعسان

عراقي الحياة

اليوم خميس وعادة ما أجلس على أريكتي المهملة في إحدى زوايا المنزل أرشف القهوة من ثغر فنجاني الصغير وأتصفح أخبار الاسبوع على إحدى القنوات الفضائية . أقفلت دفتر الاخبار وبدأت ارسم لوحة في نفسي للدنيا فجاءت بلون قهوتي . هناك على لوحتي حروب وقتلى هم إخوتي أبناء أبي عدنان وهناك حروب وقتلى هم إخوتي أبناء أبي آدم .

ماذا يحدث ؟ ... ماذا يحدث في هذه اللوحة ؟ لم يحدث هذا ؟ هل فقد الانسان إنسانيته أم أن الانسانية محيت من هذه اللوحة ؟
ما ذنب العراق ؟ ماذا اقترف حتى يتنهك تاريخه ، حضارته ، إنسايته ؟ لم صور الدمار تجتاح عروقه دافقة الدم على حيطان قدسيته ؟

العراق ، موطن الأعراق ، صورة الجنة المنعكسة على نهر الحياة ، بوابة قصر الامة وحارسها الامين .

بغداد ، مدينة العشق قيثارة الجمال دليل وجودية المعجزات على هذه الارض لوحة ابداعية رسمت بيد بني العباس .

ولدت قبل ثلاثين عاما فخرجت من جسد أم ، لأبدأ رحلتي ممتطيا ظهر أم أخرى عائدا في النهاية جينينا في جسد هذه الام التي أسمها العراق . ولدت هناك بقرب ذلك الوريد المتدفق في عنق عراقي رضعت عشقك يا عراق فاختلط لبنك بدمي ، شربت همك يا عراق كأس ماء كل صباح .

يريدون أن أنساك يريدون وأد ذكراك في عقلي يريدون قتل الذكريات التي تجوب مخيلتي كل لحظة هم في الحقيقة يريدون قتلي.
لن انساك يا عراق ، لن أنسى اللحظات التي لمست روحي فيها عطر محياك ، هم لا يفقهون أني بعذاباتك يا عراق أزداد إنصهارا فيك هم لا يفقهون أني بقتلاك أزداد حياة ، فلن أنساك يا عراق لن أنساك يا عراق .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى