الثلاثاء ١١ أيار (مايو) ٢٠١٠
بقلم أحمد وليد زيادة

عرفوا الطريق لبيتنا

عَرِفوا الطَّريقَ لِبَيْتِنا
وبغيرِ مُعْجِزَةٍ
فقط يكفي غُرابٌ واحِدٌ
بينَ الظَّلامِ وبينَهم
وخريطةٌ حَوَتِ التَّفاصيلَ المُهِمَّةَ
والتي تبدو بغيرِ ضَرورَةٍ –في رأيِ جَدَّتِيَ العجوز-
فقد تصيرُ مُهِمَّةً
لو طارَ عن حبْلِ الغسيلِ
خمارُ أُمِّي فجأةً..
هل يعرِفونَ طريقةً أُخرى أقَلَّ حماقَةً
كي يُعلِمونا أنَّهُمْ آتونَ
أيَّ طريقَةٍ
غيرَ النَّقيقِ على جدارِ الماءِ
أو قتلِ الدَّوالي بالحِجَارَةِ
نحنُ ينقُصُنا التَّخَلُّصُ مِنْ عناءِ الأمسِ
والتأشيرُ لليومِ الجديدِ بأنْ يَمُرَّ مُسَلِّماً
-في مِثلِ هذا الوقتِ-
والعِبْرِيُّ خلفَ البابِ ينقُصُهُ تَعَلُّمُ كُلِّ شيءٍ
كُلِّ شيءٍ..
غيرَ إتقانِ السِّلاحِ
وحقنِ إخوتِيَ الصِّغارِ بِفُوَّهاتٍ للتَقَيُّؤِ والبُكاءِ
وفي فِراشِ أخي، البساطيرُ الغريبَةُ
تشتَفِي مِنْ سبْيِ بابِلَ
أو مِنَ المَوتِ المُفاجئِ في الفنادِقِ
ثُمَّ أعلَنَ ضابِطٌ
"كي نُكْمِلَ التفتيشَ ظلُّوا هادئينَ..
وخارِجَ البابِ الرَّئيسِيِّ المُحاصَرِ
نحنُ نبحَثُ عن مَخابِئَ قد تُفاجِئُنا قليلاً:
سكتةً يَدَوِيَّةً ..
أو حالَتَيْنِ مِنَ التَّناقُضِ"
كيفَ أُسْقِطُ عن عيونِكَ يا أخي هذا القِماشَ..؟
وليسَ لي إذنٌ سماوِيٌّ يكونُ نبوءَتَيْنِ..
وليسَ يملؤني نبوخَذُ بالمجانيقِ
-احتساباً للحِصارِ-
فَثِق بأنَّ فضاءَنا ما زالَ أبيضَ
والوساطَةُ في الدُّعاءِ تَهُبُّ مع أُمِّي
وقالَ أبيَ
"تَنَصَّل مِن يَدَيْ حاغايَ*
أغنيتينِ... أغنيتينِ...
واحذرْ ما تُقَرِّبُهُ العصافيرُ الخبيثَةُ منكَ"
ثُمَّ يطيرُ يحمِلُ قلْبَ أُمِّي والدُّعاء..

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى