الخميس ٢٩ آذار (مارس) ٢٠١٢
بقلم بدعي محمد عبد الوهاب

فاروق جويده وحُلمٌ يتحقق

" ما زلت أحلم
أن أرى قبل الرحيل
رماد طاغية تناثر في الفضاء "
...
قد تحقق ما رجوْت وما رجوْنا
قد تحقق ما أردْت وما أردْنا
عهدُ طاغية تولى واندثر
صار عبثاً بين أقدام النسور
كجيفةٍ حمقاء تلعنها السماء ..
قد زرعنا من سوط جلاد
في كلِّ قلبٍ نبْتةً
للنار تنتظر اللقاء..
قد بنينا المجد أهراماً
فثارت من نهْج حلمك للفداء..
قد تعافى شعب مصر
وفي شموخٍ قد تماثل بالشفاء..
...
الآن قد علتْ المآذن
استفاقت من غدر طاغية
استباح الدم في قلب المساجد
والكنائس في غرور واعتلاء..
الله أكبر الله أكبر
كم متعة حين أسمع ذكرها
كالبرق يخترق الفضاء ..
 
الآن ناقوس الآحاد
يستجمُّ تحت ضوء الشمس
ومريم العذراء تنظر للمسيح
تري الثنايا البيض تلمع بالسماء..
يقول يا أمى ألا أتينا القوم
أرى قيود الصمت قد زالت
هيا احميلنى واخلعى ثوب الحياء
الآن قد رحل الشقاء ..
 
ما أجمل الأحلام في دنيا البشر
الآن أقبل وانتظر
سينادى من أجل الغنيمة
في مزاد يحتوي
عُهْرَ عصرٍ قد تبدَّد في الهواء..
الآن حدِّق في الغنيمة
واشف صدراً ضاقت به الدنيا
وامتطى خيل أحلامٍ
في زمانٍ مات الخيل فيه
في زمانٍ مات الخير فيه
والفوارس تحت سيف الغدر
تصرخ للنجاة وللبقاء..
 
الآن أقبل سيدي
سينادى من أجل الغنيمة
في مزادٍ الثأر
كلُّ أشياءٍ تلطِّخها الدماء
فقد جمعنا ما تشاء..
سوط جلاد
قد كان في يوم طليقاً
يغتال من أمِّي الدعاء..
قد كان يصعد ثم يهوى
يرهب الأطفال والأحلام
يغتصب البواكر والنساء..
اغتال من قلمى القصيدة
واهتزت الأيدى الثوابت
ثم خارت في هوانٍ بالبكاء..
 
ما زلت أذكر ذلَّ شيخٍ
كم لطمة بالوجه يتبعها
أنينٌ وانكسارٌ واختباء..
والسوط يحمى الغانية
والحافظاتُ في درْب الظلام
تئنُّ من كشف الستار
والناسُ يسكرها الغبار
والسوط ما رحم الرجاء..
 
هيهات يا زمن الرياء
أن ترجع الأيام في زمنٍ مقامر
الآن صرتُ أنا المغامر
والسوط عبدٌ في يدي
والعدل فى أحشائى داء ..
كم عزَّةٌ للنفس ذاقت
في عصرك المنكوبُ
ويْلاتُ العناء
والآن قد رحل الشقاء..
 
أقبل وحدِّق بالغنائم
سيفُ مسرور
كم ذاق من جيد النساء ..
كم خاض فى عرْض النساء
ألا تسامحنى
إن نطقت .. كم بغي
كم لامس النهْدين مزَّق للرداء..
قد جاءنا اليومَ ذليلاً
فالسيف تخنقه الدماء
والظلم يقتله الوفاء
 
ألا تسلنى سيدى
عن حُلم يُراودنى
حينما يأتى المساء
ما زلت أحلم
أن أصلى في المسجد الأقصي
صلاة الأقوياء ..
ما زلت أحلم
أن أصلى فى المسجد الأقصي
صلاة الأقوياء ..
 
ما زلت أحلم
أن أسْتهلَّ الصَّف مأموماً
خلف كلّ الأنبياء
ويعود زمن الأنبياء
سيعود زمن الأنبياء ..

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى