السبت ٢٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٦
بقلم أشرف بيدس

فرصة أخيرة للموت

لا.. ليس بهذه القسوة.. لم أحتمل رذاذ المطر المعبأ من شفتيك.. ولا القرنفل الذي اطلقته عيناك في قلبي.. أنها منتهي القسوة، أن تختصر كل أيامي في جمل تحمل الريحان والياسمين وتفترش الطريق الذي ظننته أنه بدا وعرا ومتعثر..

سألت نفسي وأنا أقرأ عناقيد الفل التي ارسلتيها، هل هذا حفل تأبيني، هل تلك الكلمات هي آخر الكلمات التي ستكتب في دفتري الأخير.. أم أنها سكرات الموت وغفوة الرحيل، أعيد القراءة مرات ومرات، وفي كل مرة أشعر بقسوتك عليّ.. نعم.. قسوة.. ليس في استطاعتي تحمل كل هذا العشق.. كل هذا الدفء، إن كلماتك أقوي من قدرتي وأبجديتي ولغتي.. كان أولي بك أن تجرعيني تلك الكلمات حرفا حرفا، حتي أستعيد توزاني، إنها طريقة عبقرية للخلاص مني..

كنت أخشي الموت بعيدا عن احتواءك، وتمنيت أن تستزيد عيني بنظرة وداع أخيرة، ولكني الآن ألفظ أنفاسي الأخيرة وأنا بين يديك وأشعر بأنفاسك تلفني وتعيد تكويني من جديد..

هل أخطأت الحروف المقصد؟ وكان لها طرق أخري غير تلك التي عبرت فوق جسدي.. احتاج بعض من الوقت حتي استعيد نفسي.. أحتاج قراءة تاريخ حياتي مرة أخري.. هل استحق كل هذا..

أصبحت الآن أكثر خوفا ورهبة منك.. أشعر بأنني أتعلم أول درس في الحب، وكثيرا ما كنت أردد علي الملأ بأنني قادر علي تحريك مشاعر الآخرين واللهو بها.. كنت أزعم بأنني وأنني وأنني.. والآن تتساقط أوراق خريفي مع أول إهلالة ربيع.

رفقا بقلبي.. يكفيني من الدنيا تلك الكلمات التي أعادت تكوين أشعة شمس حياتي، ومنحتني أول بطولة حقيقية، في مسيرة كنت أعتقد أنها مليئة بالبطولات والانتصارات..

اصارحك بأنني لن استطيع أن أخرج من جلدي.. فمازلت في حالة يرثي لها، واحتاج للمساعدة لاجتياز هذه المحنة الشاقة.. إن طلقاتك المدوية القاتلة، اجهزت عليّ وافقدتني القدرة علي فعل أي شيء، لكنها في ذات الوقت أعادت لي الحياة، وكأني طفل يحبو في أيامه الأولي..

إذا كنت ترتبين لنهايتي، فغروب شمسك كفيل بتحطيم آخر قلوعي.. أنها فرصة أخيرة لحتفي..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى