الأربعاء ١٤ آذار (مارس) ٢٠٠٧
بقلم أشرف بيدس

في البدء.. زمان..

حيث كانت الرمال اختراعا لم يكتشف.. والشواطئ إلهاما.. كتبت أسامينا علي صفحة المياه النقية.. ومنذ ذلك الوقت البعيد تحاملت الأمواج علي نفسها حتي لا تمحو حرفا من حروف أسامينا..

ومع الوقت أصبح النزول للبحر عادة، اعتاد عليها العشاق للتيمن ببقاء الحب مدي الحياة.. وسطر العشاق اسمك مقرون دائما بالعطاء والجمال والعفة.. حتي أن البعض تخيل أنك إحدى آلهة الأساطير.. وعندما كنت أجول بين الناس أحدثهم عنك.. كانوا يلتفون حولي منصتين مشدوهين ومشدودين.. لا يبرحوا أماكنهم حتي أفرغ من الحكي.. وعندما يتوجسون أن الحكاية شارفت علي النهاية.. يتضرعون ويترجون أن أطيل قليلا.. لكني كنت أعاهدهم أنني سأحضر باكراً لأقص حكايات جديدة.. وكان هذا بالنسبة لي المنقذ والملجأ للرحيل..

وفي اليوم التالي يهيأ لي أن نشوة اللقاء وشهوة الحكاية قد تراجعت بحلول الصباح.. وأن الشوق للسماع قد يكون فترت أطرافه، ولم يعد يحتمل هذا التوهج الذي بدا عليه بالبارحة..

لكني أفاجأ أنهم جميعا مازالوا كما تركتهم بالأمس.. الكل يحتفظ بمكانه.. والأغرب أن الجموع تتزايد.. حتى تعيق حركتي للتوجه لمقعدي.. وعندما أجلس يطالعونني بنظراتهم وأسئلتهم التي لا تهدأ.. كيف كانت تعشق حبيبتك؟

وأبدأ في سرد حكاياتي التي لا تنتهي..

كانت حبيبي تستقبل كل صباح الشمس لتضع القرنفل علي خدها البنفسجي.. وتتكحل الأزهار من نور عيونها.. ويحاول القمر التلصص عليها بغية أن يفاجئها ويلمح بعض منها، فيزداد بهاء ونورا..

حبيبي عندما تفتح فمها ينطلق الفل والياسمين والريحان ليبدأ الربيع دورته.. وعندما تبكي تسقط السيول من السماء فيغرق من حولها.. وعندما تضحك تبتسم البراعم واليارات والعصفور..

حبيبتي تحمل قلب يستوعب كل أخطاء البشر وحماقاتهم..

حبيبتي.. حبيبتي..

الناس لا تمل من السمع.. وأنا لازال لدي الكثير.. فامنحيني الإذن بالمواصلة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى