الثلاثاء ٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٨

قراءة في كتاب «قطوف دانية» للبروفيسور مواسي

حسين حجازي

كتاب (قطوف دانية في اللغة العربيه) بأجزائه الثلاثة، للبروفوسير فاروق مواسي، ابن بلدة باقة الغربية، الواقعة في المثلث الفلسطيني، من الكتب التي يشعر فيها القارئ كأنه يولد من جديد، أو لكأن نافذة جديدة أطلت عليه بمكنونات لغوية مشرقة، ونوَويّات بلاغية ونحوية من خلال ضروعٍ نافعةٍ تم توجيهها إلى متناول القارئ بمهارة فائقة، فيسيح على هوامش هذا الكتاب بصداقة النور والابتهاج؛ لِما توشوشه اللغة فيه من همس اللطائف ولذيذ الأعناب الدانية للنفس والروح والفكر.

تجولتُ بين مساربه، فهالني روعةُ الأسلوب الذي تفرد به استاذنا الفاضل عن مجمل الكتب النحوية المعروفه. فكان فتحًا إبداعيا لمدينة اللغة، وبعثا جديدا لحكمة بحرنا المليء بالدّرروالأصداف، فلا يدري القارئ بأي ظلٍ يرعرع ذهنه،أو لأية بارقةٍ يبسط خياله حين يرى شيخنا وهو يؤلف بين معاجم اللغة، ومسائل النحو والإعراب بسكينة وعذوبة تفتح شهيةَ المتلقى، فلا يكاد يرتوي.

ومما زاد من ثراء الكتاب، أن البروفوسير فاروق حينما يتعلق الأمر بمسألة خلافية بين النحاة وأهل اللغة، فإنه لا يكتفي بإبداء رأيه، بل يذكر المصدر الذي يتناول تلك المسألة بكل تفاصيلها وآراء فقهاء اللغة فيها، مما يسهم بمضاعفة الفائدة لدي القارئ.

إن أكثر ما أجّج في قريحتي خاصيّة التنهم بهذا النتاج الإبداعي الراقي والمفيد، هو تناوُله لمسائلَ نحويةٍ هي بالأساس تعيش في شتات الكتب، ولا يمكن لطالب علم أن يلمّ بها من نبع واحد، ولا اثنين، ولا ثلاثه، ولا أكثر من ذلك، فكان البروفوسور فاروق مواسي صاحب ورائد السبق الى هذا النمط من تسليط الضوء على ما هو في أجنّة الكتب، بأسلوب باهر ورائع، وفي حدود خط الفهم والاستيعاب لجميع طلاب العلم على مختلف مستوياتهم، فكفاهم عناء الكدّ في الدروب الوعرة، فبدا أسلوبه من السلاسة والإتقان بحيث لا هو بالشرح الطويل الممل، ولا هو بالايجاز المُخِلّ.

فلك مني شيخنا كل التقدير والاحترام على هذا الجهد المبارك..

وبانتظار المزيد مما تسبح سطورك بجماله..

أطال الله في عمرك، ونفعنا ببركات دقات قلبك الطيب وفكرك النيّر..

حسين حجازي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى