الثلاثاء ١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١١
بقلم حسني التهامي

قصة قطار

إلى الصديق الشاعر عباس منصور

العجلات
تصطكُّ
هامدة بالحديد..
تماما مثل أرواحنا
يا لهذا الحديد...!
 
العربات الصدئة: خشب المقاعد، عفنٌ وفئرانٌ
النوافذ: ليست تطلُّ، مغلقة بالمناكبِ
أظهر الأجساد المكدّسة
 
حين تسافر
تنفضُ عن جانبيك الغبار
تزحفُ
أو تترنحُ
ليس يدخلُ طيفُ الهواء
يضن بك المرح العائليّ، شغب الطفولة:
أكانوا يموجون بالأغنيات؟!
يسوحون!!
أم هاربين من الزهق؟ / أم العطش المستديم؟
يشدّون فوق الرؤوس العمائم
فتنحلُّ فوق جبين الفضاء اليتيم
عُـقــَّدُ السنين
أو نظرة بائسة
 
الحريقُ يطير
كأن حماماً يلفُّ به النار أو تستطير
القطارُ يطير
كأن بلاداً وأرضاً تشقــَّـقُ عن ضائقات القبور
موتٌ يطير
كأن سماءً وأرضاً يضيقان أو يُطبَقان
وتحت الجماجم
فوق العمائم
نارٌ تفور
 
أخيراً
وفي آخر الوقت
يلفظ أنفاسه
ثم...
هل سألوكَ: استرحت حين انتهيت
اكتفيت حين اكتويت
انخرست ثم اختفيت
قل لهم: إني بدأتُ وما انتهيت
اكتويت وما اكتفيت
سئمتُ وما برئت
سُرقت من سبعة آلاف . ما شكوت
سألت «الماعت» المسلوب من وطن
بريء مثلك زائغ العينين
وطن يشدّ لفائف عريه المسكون في تيه
يقيء براثن الحكام
ويلقي في جبانة الملكوت والنيل البريء
كل النياشين الصدئة والعفن
كل الطواغيت والزمن الرديء
كي ما تحوم حمامة «الماعت» المسلوب
في قلب الوطن.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى