الأحد ٢٣ حزيران (يونيو) ٢٠١٩

قصص أطفال لجميل السلحوت والمفردات الصعبة

رفيقة عثمان

استلهم الكاتب قصص الأطفال من وجود أحفاده، يبدو أن مجال كتابة قصص الأطفال، يعكس الفترة الزمنيةّ التي يعيشها الكاتب، ووجود الدافع القوي؛ لإبداعات جديدة تغذي روح وعقل الأطفال.

القصة الأولى: البقرة والنمل، في هذه القصة، هدف الكاتب لإكساب قيمة أهميّة وقوّة الأجسام الصغيرة، وتغلّبها على الأجسام الكبيرة، كما تغلّب النمل على البقرة التي أغلقت منفذ النفق الذي تمر منه أسراب النمل. هدف آخر هو التركيز على التعاون والوحدة والإصرار، يكون حصيلته النجاح.

تخللت القصة مفردات جديدة لقاموس الأطفال، مثل: ( تجتر- قوائم – شرعت – هرس – مؤونة – تخزن – خطة محكمة أطبقت - مذعورة - ضد العدوان) كذلك تخللت القصة مفاهيم مختلفة حول حياة ومواصفات البقر؛ والنمل الذين ذكروا بالقرآن الكريم لأهميتهما.

إن الفكرة الرئيسية من القصّة هادفة ومفيدة، لتربية الأطفال نحو قيم تربويّة قيّمة؛ إلا أن استخدام البقرة كحيوان مؤذٍ لم يرق لي، لأن البقرة تعتبر معطاءة للإنسان، ربّما هذا الاستخدام يخلق الكراهية نحو البقرة في نفوس الأطفال، حيث تعتبر المصدر الأساسي لتغذية الإنسان وخاصة الأطفال، من حليب ولحوم وغيرها. بالإمكان استخدام حيوان آخر مثل الفيل مثلا.

يبدو لي أن هجوم النمل على أعضاء البقرة الحساسة مثل ضرعها، فيه نوع من العنف الجسدي، عند نهش لحمها وإهدائه للنمل المحجوز داخل النفق. هذه الصورة مؤذية لمخيلة الأطفال، وتُكسب صفة العنف، خاصة عند الدفاع عن النفس. بالإمكان إيجاد طريقة يستند فيها النمل على حيلة وذكاء، للتغلب على المشكلة بدلا من استخدام العنف الجسدي.

القصة الثانية: كنان وبنان يحبان القطط . اختار الكاتب القطط كحيوانات أليفة، ومحبّبة على نفوس الأطفال، فهو اختيار موفق. تهدف هذه القصة إلى عدم حرمان أطفال الحيوانات، وإبعادهم عن أمّهاتم؛ لأنهم يرضعون وبحاجة لرعاية أمهاتهم.

هنالك سبب آخر يدعو الأطفال للابتعاد عن الحيوانات الغريبة، وهو من الممكن أن تكون هذه الحيوانات مريضة، أو لديها مرض معدٍ، فمن الممكن أن يصيب المرضُ الأطفال عند لمسهم لهذه الحيوانات.

في هذ القصة أهداف تعليمية وتربوية، حول حياة القطط ومواصفاتها، كذلك إثراء في القاموس اللغوي للاطفال، مثل: ( احتج – أحضان – الهرير -الأفحص – نهشت – مخالب – تهاجم – تتفقد – قلقة – رمقت – تموء - تلعق – تهاجم – تنتف – تصطاد – تداعب ).

القصة الثالثة: ميرا تحب الطيور. تهدف هذه القصّة الى إكساب الأطفال قية معنى الحرّية، من خلال إطلاق سراح العصافير من القفص، والتي أبت أن تطير بل رفضا مغادرة القفص، وعبّر الكاتب على لسان الطفلة ميرا "لا حاجة لي بطائر سجين لا يسعى لحريته".

هنا كانت النهاية مفاجأة وصادمة، على الرغم من قدر قيمتها، لم يُمهد الكاتب لحدث الحريّة، تفسيري لذلك يعود إلى تعلق الطفلة ميرا بالعصفورين، وصممت على اقتنائهما، وتنافست مع أخيها بالحصول عليهما، وفجأة قررت الطفلة ميرا إطلاق سراحهما، برأيي لم يكن قرار إطلاق سراح العصفورين موفقا؛ وليس مناسبا لعمر الطفلة أن تعبر عن الحرية، بهذا العمر يسعى الأطفال لامتلاك الأشياء وانتسابها لهم، ليس من السهل التنازل عن ممتلكاتهم، خاصة بعد أن ألِفت ميرا العصفورين الحسونين الجميلين وأحبّتهما، فليس من المنطق أن تطلق سراحهما فجأة، من الممكن أن تصدر هذه الحكمة والمقولة على لسان الأمّ الواعية.

وُجدت فجوة ما بين مشاعر الطفلة ميرا، وما بين منطق الكاتب الذي لم يراعِ مشاعرها، وأقحم موضوع الحرية والسعى من أجل الحصول عليها، على حساب المشاعر. يبدو التناقض واضحا عند إطلاق العنوان على القصة "ميرا تحب الطيور".

في الثلاث قصص الأطفال، استخدم الكاتب لغة فصحى فيها ثروة لغوية جديدة، أضيفت لقاموس الطفل العربي، وكانت المفردات صعبة، والسرد فيه لغة الحوار بين الشخصيات.

تخللت القصص العاطفة، من الحب والألفة، بين الإنسان والحيوان، وعاطفة الأمومة عند الإنسان والحيوان.

تكاد القصص تخلو من الخيال، الذي يحبه الأطفال، فيحلقون بخيالهم الذي يحاكي عالمهم الواقعي.

بالنسبة للرسومات لم تكن ذات جودة عالية، فهي غامضة وغير واضحة.

تناسب هذ القصص للأطفال من جيل سبع سنوات لغاية تسع سنوات.

رفيقة عثمان

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى