الجمعة ٢٠ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢
بقلم بوعزة التايك

قصص قصيرة جدا

1-الدورة

عقارب الساعة تدور وشبح يكمل دورته المسائية قبل أن ينقض على جسدين يدوران حول بعضهما البعض في رقصة هي من أجمل ما رأت النجوم قبل أن تنخرط في نشيد الدموع.

2-ذكريات ليلة غابرة

ما أن أنهى عملية الثقب تاركا عروسه في الفراش تسبح في لون أحلامها وأحلامه حتى تذكر تلك الليلة الطويلة خلال فصل الخريف التي وجد نفسه خلالها في فراش وبجانبه الجار المحترم الذي كان يحمي شرف العائلات التي لا رب لها.

3-مقصورة السؤال الصعب

جالس في مقصورة تذكره بطفلة مسافرة وحدها صوب عائلة قررت التكفل بها بعد موت والديها في حادثة بين قطارين: قطار الحياة وقطار الموت. مقصورة لا يعرف أ توجد بالحي الخلفي للمدينة أم بمقبرة الشهداء الذين ماتوا من دون أن يعرفوا أنهم سيصبحون رمزا للوطن الغالي؟

4-على هامش الدفتر

يتصفح دفتر ابنته وهو يفكر في تلك التلميذة التي كانت معه في نفس القسم والتي كان المعلم يتصفح وجهها وصدرها ونقط ضعفها وضعفه مانعا التلاميذ من رفع رؤوسهم حتى ولو سمعوا شهيقا وزفيرا كالشهيق والزفير الذي يسمعونه عندما يكونون نائمين تحت أسرة آبائهم وأجدادهم.

5-الذبيحة

لماهم بذبح الكبش يوم العيد تذكر تلك الليلة التي ذبح فيها أوقاتا جميلة مع امرأة كانت تناديه بالكبش الأملح والتي قرر ذبحها في نهاية الأمسية بعد أن يداهمها النوم. لا يعرف أ ذبحها أم ذبح فقط كعادته لحظات جميلة في الفراش الذي كان لونه أحمر.

6-شظايا أمسية

يحملق في وهو يكتب ويشرب وأحملق أنا في الورقة وأنا أحاول الكتابة. وبعد ساعة صار يحملق في كأسه وأنا أحملق في القلم والنادل يحملق في الورقة التي أعطيتها إياه كثمن لما شربت وشرب ذاك الذي لم يعد يحملق في لأن شظايا زجاج كأسي انغرست في عينيه.

7-من ينبح ومن يموء؟

صوت المغني يصدح بالحانة وصراخ العاهرة يصل إلى كل الآذان ومطرب الحي الذي لم يطرب أحدا أبدا يصفق لكلب ينبح محاولا إبعاد القط الأسود عن القطة البيضاء وإلهاء الزبون الأخرس عن محاولة فهم ما يجري.

8-صراخ الظلام

امرأة حامل لا هم لها إلا إخراج جنينها ولو في وقت غير مناسب للتفرغ أخيرا لذاك الذي أذاقها العلقم والذي قررت انتظاره في آخر الليل بالزقاق المظلم الذي سبق له اغتصابها فيه وهدر جمالها وحياتها وحياة من كانت تحبه وتخطط للعيش والممات بجانبه.

9-الجميلة والعم

أدركت بفطنتها أن عمها الذي يداعبها سيصبح بالنسبة إليها شيئا آخر سبق أن رأت مثله في مسلسل عنوانه: " الجميلة والوحش الغادر " ففركت يديها فرحا لأنها ستصبح نجمة معروفة بالمدينة التي يرى سكانها في أحلامهم أنها مدينة فاضلة تتمحور نقاشاتهم المسائية فيها حول فلسفة الفضيلة وأفضالها على المجتمع.

10-هل من مكان آمن؟

كرسي خاوي الوفاض يتساءل زبون دخل الحانة فجأة أهو الكرسي الذي كان يجلس عليه ذاك الرجل الذي قتل وهو يغادر الحانة أم تلك العاهرة التي كان يهددها زبون غريب الأطوار بالقتل إذا هي قبلت الذهاب مع زبون لا يحبه؟

11-من منكم أبوه؟

تتفرس في وجوه زبنائها محاولة التعرف على من يشبه صغيرها الذي أحست به في أحشائها ذات ليلة تناوب خلالها سبعة رجال على جسدها الذي تسبب في هدم صوامع ومساجد وبيوتا كان اسم الله يذكر فيها كثيرا.

12- العطش

جالس بالمقهى يتفرج على المارة وعيناه تفتشان عن طفل سبق أن شاهده مع أمه له عينان زرقاوان وشامة على خده الأيسر وشفتان تقطر منهما حبات سعادته وألحان حرمانه هو.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى