الاثنين ٢ تموز (يوليو) ٢٠١٨
حكايا أبي مِن سنبلِ النورِ تسطعُ
بقلم كريم مرزة الأسدي

قصيدة الطالبي عنّي ومعارضتي لها

عقبى أن كتبت مقالتين موسّعتين عن شعر وحياة الشاعر والإعلامي و الأكاديمي العراقي أ.م. إعلام علي مولود الطالبي، خصّني بقصيدة تحت عنوان (وميضٌ يرتلُ طاعته) (البحر الطويل)، فعارضتها بأخرى، قصيدته:

1 - حكايا أبي مِن سنبلِ النورِ تسطعُ
حصادًا كأنَّ الماءَ بالنـــورِ يُجمَعُ
2 - وفيضٌ لروحي من وقارِكَ ماثلٌ
كسِفر ملاكٍ كلُ مـــــا فيه يلمعُ
3 - وميضٌ بقلبٍ وارف الخير بيدرٌ
وزورقُ أبناءٍ كما الموج مشْرَعُ
4 - ينزِّلُ وحيـًا في خيوطٍ تبارقـــــــتْ
يلبي لبابَ المخطئينَ ويشـــــفعُ
5 - أبي أشرفُ الراياتِ منه وروضتي
تحنَّتْ بلألاءٍ عليـــــه فأرجعُ
6 - سنينَ إلى جودٍ يوازي مسامَـــــــهُ
ومن خُلُقِ الآباء نبني ونبدعُ
7 - له طعمُ ريحٍ مــــــازج الورد تلُّها
وأعلو سجودًا في فضاهُ وأركـــعُ
8 - تلينُ شفاهي نسمةً لصقَ كــــــــفهِ
وتحلمُ بالغفرانِ منــه وتطــــــمعُ
9 - شعوبُ عفافٍ صوبَ فخركَ هاجرتْ
كهامةِ شمسٍ جندُها لكَ خُشَّعُ
10 - عروقُ بنيكَ اليوم تغفو بهـا قرىً
وحشدُ مناراتٍ تطلُّ وتسطـعُ
11 - وشاسعةٌ أحلامُ قلبكَ موطنـًـــــــا
مدائنُ طــــــــهرٍ بالشـــذا تتلفّعُ
12 - ومركبةٌ تشدو حـــــــــــنوَّكَ ممطرًا
لأروعَ مما فيه دومـًا تنطَّعُ
13 - كلحنِ قطافٍ صالتْ الروحُ حرةً
لديكَ وهم بؤسـًا بجدبٍ تبرقعوا
14 - وتحملُ بشرى للجنانِ كمعطــــــفٍ
فرحماكَ مِمن نرتديهِ فيُخلــعُ
15 - هو الألقُ الفواح يملي على الخطى
مسالكَها مِن حيث للعشقِ تهرعُ
16 - ويا واهبَ الغيم الرضيِّ ممالكــــــًا
خشيتُ بإطرائي لها أتس ــرًّعُ

وفاءً لوفاء، ولوحدة العراق وفاء!!!

قصيدتي:

1 - حنانيك لي بين الفراتين ِ أضلعُ
تُلملمُ أنـــوارَ الجهامِ وتسـطعُ
2- تَهيَّجَ قلبي لوعةً بعـــــــدَ فرقةٍ
تهيمُ بآفاقِ الغروبِ وتَبـــــدعُ
3 - ألا يا قوافي العينِ للشوقِ أدمعٌ
فيالكِ مـــــنْ عينٍ وعينِيَ تدمعُ
4 - عـــراقٌ توسّدنا (الثويّةَ) ليلهُ (1)
ونــغرفُ،إذْ ضوءُ الثريّةِ يَلمعُ
5 - ولمْ تكُ بينَ الصحوِ والنـومِ غـلّةٌ
يضيقُ بها وسعُ النهارِ ومضجعُ
6 - وكانتْ ربوعُ الأرضِ تزهو بأهلها
ظِلالاً، وأغصانُ الشبيبة تُمتِــعُ
7 - ولمّا وضعنا الشمسَ رهنَ صراعِنا
توخّى فؤادي كبدُهُ،وهـو موجعُ
8 - فضاعَ شبابُ العمرِ يَلهمُ روحـهُ
وهيهـاتَ ما قدْ ضيّعَ الدهرُ يرجـعُ
9 - تماهى طغاةُ الدهرِ بالدهرِ سرمدا
ودهرٌ كدهرِالأرضِ بالثقْبِ يُفجعُ!
10 - فلا العلمُ علماً خطَّ بالسطرِ أحرفاً
إذا لمْ يرَ الأســــــــرارَ ممّا تُودِّعُ
11 - يخوضونَ باللاشيءِ، والشيءُ موئلٌ
ليعربَ،حتّى ذي الجهالةِ يُخدعُ
12 - تبوّأ مَنْ يصغي لألفٍ وصفرهــــا
وخلّى لألــــفِ الباءِ سحقاً وتتبعُ
13 - فطالتْ علينا أعصــــــرٌ لا أباً لها
وكنّا لآباءٍ، وما لنــــــــا مصنعُ!
14 - زمانٌ تهاوى بين جذبٍ ونفــــــــــرةٍ
فما أنْ رأى الدنيا بدا يتضعضعُ
15 - فمنْ لمْ يجدْ إلاّ القناعةَ مأربــــــــاً
تعلَّلَ بالصــــــبرِ الجميلِ فيَقنعُ!
16- ومنْ يقتحمْ سودَ الشدائدِ طالعاً
تكنْ سهلهُ الجوزاءُ، والحرّ ُيَطلعُ
17 - أجــبْ أيّها القلبُ الذي لا أخـــالهُ
يشحّ ُوميضاً للخطى حينَ تهرعُ (2)
18 - فكمْ مرّةٍ يشــدو الوفـــاءُ لأهلهِ
فكانَ جوابُ الشهمِ نوراً يشعشعُ
19 - (عليّ ٌ) عوالي النفس منهُ سجيّةٌ
وكلّ ُرحابٍ سرَّ منْ فيه ينبــعُ (3)
20 - تسامى الذي يسمو السماءَ سموهُ
كرقراقِ مــاءٍ نجمـــهُ يتواضــعُ
21 - فهذا وميضٌ من ملاكٍ نفحتــــــهُ
ببـــــــــيدرِ خيرٍ منْ بهائكَ يُزرعُ
22- فتى العهدِ-لا تقذي صفاه كدارةٌ-
رحيقٌ من الأزهارِ والطيبِ يجمعُ
23 - فيا ليتَ أخلاقَ الرجالِ تشـبّعتْ
من الصــــــــدقِ أفواهاً، ولا تتصنعُ
24 - أرى النقصَ حُكماً للبرايا تغصّهُ
فهــلْ بينَ هذا الناسِ للناسِ مُقنِعُ؟!
25 - وحاشا الذي لا يألفُ العوزَ طبعهُ
كما خُلِقتْ يمناه بالرســـــمِ يطبـعُ
26 - لكَ (النورُ) أبواباً تضيءُ بها السنا
ولي اللهُ أنْ يرعــــــاكَ أنّى تُودَّعُ (4)

(1) إشارة إلى صدربيت المتنبي، وهو من الكوفة"وليلاً توسّدنا الثوية تحته"، والثوية: منطقة بين النجف والكوفة، تسمى اليوم منطقة كميل، وكميل بن زياد النخعي، هو من التابعين، وبالمكان قبره.

(2)"أجب أيها القلب"عنوان لإحدى أروع قصائد الجواهري، وصدر البيت يقول"أجب أيّها القلب الذي لستُ ناطقاً".، ولا يفوت القارئ الكريم مما في العجز من إشارة لأحد أبيات الطالبي.

(3) إشارة إلى مدينة (سرً مَن رأى )، كما لا يخفى.

(4) إشارة إلى موقع (النور) الكريم، وقد ضمن اسم الموقع الطالبي نفسه.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى