الثلاثاء ٣٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٧
بقلم عبد الإله الكعبي

كانت سوريه

في القرن الماضي
كنا في مدرسة الطب ببغدادَ
أنا في الصف الرابعِِ ِ
وهي من الصف الثاني
كانت أجمل من فيه
ولكنْ كان الحزن وشاحا شفافا
كالظل يرافقها
لم يقدرْ أن يخفي وجها كالبدر ِ
وكنت أرى تاريخا من ألم ٍ في عينيها
حتى خلت كأن دموعا دوما تترقرق فيها
لم أذكر يوما ضحكت
أو حتى ابتسمت
ولها صوت كالهمس رقيقٌ وشجي
وظننت من اللهجة ان البنت فلسطينية
من ارض الآلام ِ
ولها أهل في المنفى بين عذاب ٍ وخيام ِ
وخيال القدس يعذبها وهي بأيدي المحتلين الأقزام ِ
قلت بنفسي سأصوغ لها عقدا من شعر ٍ
يحكي الاعجاب بها كامرأة ٍ
ووفاءً لقضيتنا الاولى العربيه
فكتبت ورحت بعيدا أستنفرُ
كل مشاعري القومية والدينيه
فبكيت على حيفا
ولطمت على يافا
وسجدت على أعتاب الأقصى
في لحظة عشقٍ صوفيه
وغضبتُ فحطمتُ الأصنام البشريه
من عملاء الصهيونية والامبرياليه
ومن حكام ٍ ثوريين بلا ثوريه
أصحاب ِ شعاراتٍ تسقط كالأوراق خريفيه
قلت ُ لها لا تبكي سنعيد فلسطين لعينيك ِ
كما كانت
وسنرمي في البحر عصابات الصهيونيه
وحلمت بأني سأراها
قد هجر الحزن محياها
والناس جميعا تهمس ما أبهاها
×××××××
 
قد كان زميل ٌ لي في نفس الدفعة ِ
سوري ٌ من عائلة ٍ عرفتْ بالوطنيه
يعجبه شعري
جئت اليه فقلت ُ
هلْ تعرف تلك البنتَ ؟ فقال ومنْ؟
فأشرت اليها بيدي
قال لماذا؟
قلت أرى فيها حزنا وجمالا أخّاذا
قال وماذا؟
قلت لقد أوحت لي شعراً
 
وبدأت أرتل ماعندي
وزميلي يضحك حتى قلت بنفسي
ياللعيب ِ
أيسخر مني ؟ وأنا من خير بني كعبِ
قال أتعرف من هذه ؟
هذه ليست من حيفا او يافا
ليست من أرض الآلام ِ
ولا عاشت يوما بخيام ِ
هذه أختي........ من أرض الشام ِ
فخجلت كثيرا
حتى الآن ولم أنظر في عينيه ولا عينيها
وبقت أرض فلسطين بأيدي الأوباش سبيه
 
لولا كانت تلك البنت فلسطينيه
لولا كنا حقا أصحاب قضيه
لو لم تعبثْ أيدي الصبيان ِ
وآبار النفط الهمجيه
لو ما عاد الدين نقابا
لابتسمتْ تلك البنتُ
ولم أخجلْ من قطعة شعر ٍ عفويه

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى