الخميس ٩ تموز (يوليو) ٢٠٢٠

كما تصورتك بالضبط

جمال امحاول

كنتُ دائما أستفيق مبكرا، حينما تلوح في مخيلتي صورتكِ الجميلة، أفتح عينيّ مبتسما، أرغب في الرجوع إلى النوم عساني أكمل النظر فيكِ وأستقي من روحك شهوة العناق..

لكنني أقوم من فراشي بعدما يجافيني النعاس ،وكأنني نمت البارحة دون تعب، وكأنما النوم متعة زائدة للأحلام ليس إلايمر في خوالج نفسي وادي النسيم الصباحي، أنتشق ما تبقى فيه من عطر بعدما استحوذت على معظمه عصافير الصباح وخيوط الفجر. تجري بقاياه من الأنف على حافة شفتي منحدرة إلى قلبي .. تتوقف حشرجة نفسي ويظل القلب يدق، يفضحني بصوته الذي ينبض في مسمعيك، رغم توقف كل ما حولي من ريح وأوراق الأشجار، وحتى العصافير التي استنشقت ذاك العطر تعاطفت معي، توقف خرير السواقي .. ومياه البرك توقفت بتوقف الإوز والبط فيها، كل الكائنات والجمادات توقفت .. لتعيد الحياة نظامها من نسق جديد ..خال من الفوضى وسفاسفها

النسيم هذه المرة ينحدر من قلبك إلى قلبي مشتعلا بالحب العذري، يبرق الورد الأحمر في عينيك، تتمسك الحمامة البيضاء بمخالبها الناعمة في راحة يدك اليمنى، بفتنة العشق الذي يشبه هديلها.تأتي كل الأنظمة التي رتبتها الحياة في لباس جديد، تسكنُ عين الناظر إليه.

تتحرر الزواحف والعظائيات من شكلها القديم لتزحف جذلى بين أصابع يدك اليسرى..
يستدرجني روحك إلى النزع الجميل، كي أمده بروحي فنبقى خالدين.. تلك الروح التي اشتعلت نورا في إسرائها عندما رأيتك في أيقونة البياض سابحة بين النجوم..

أشرقت حروف جمالك في مهدها، فانعرجت إلى ملكوت الله لتستأذن في السكون في قلبي ..اخترقته توّا كبرق ألم بمجاميعي دون أن أجد متسعا للتفكير.

أحسست بك داخلي تسرين في كل عروقي، أحسست بك في عيني أنظر بك إلى يدي التي تقبض على باقة ورد نورية وعشق من حبق هندي..كلما بحثت في عينيك عن أصيص أزرع فيه تلك الباقة، يطل علي فؤادك من بساتين شتى..

هكذا تصورتك بالضبط في نومي ويقضتي، روحا تتخلل روحي، تتجانسان في كي شيء.. في كل شيء.

جمال امحاول

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى