السبت ٢١ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
بقلم
لا دوي ّ لموت الطيور
عندما يهرم الرحيلويغلبه الوجعوتتعتق أوراق المفكرةيتساقط الماء على صورتيوصورتي تسقط في الماءوتختفيوهكذا العمر يرحلكما ترحل قشة متعبةيدفعها الهواء نحو العدمو أسرار الصومعةستحبس نفسها بين السقفوالأرضوالجدران الأربعةوهذا الطريق المهجورستحرسها العناكبوالأشواك والطحالبلن يمر بهبعد اليوم احد2
فراشة النارترقص حول الموتتمارس عادتها القاتلةتقدم جناحيها للحرق طوعاوتتلذذ في الفناءكبلبل يطربه وخز الأسرفيغرد في قفصه منفردابابي أغلقتهوشباك النور العلويسيظل مفتوحالطير متعب جريحاعرفه منذ الطفولةخربت عشه الصغير هبة ريح3
كل صباحنفسها هي الجراحوكل مساءهو نفس الجفافونفس الدوارلا رسائل تأتيوجدران بيتيتسخر من بقائيتطلب مني الرحيللست وحدي في هذا العناءفكل الناس يكتمون أحزانهملون الأمل صار يرهق العيونالعيون صارت لا تبصرسوى وحشة الدربوأهوال العواءلقد بهت الغناءوالشوارع الكئيبةتشكو الشموع المطفأةوتسخر من أحلام المسافرينالذين ظلّوا بعد انحسار المدبلا رجاء4
في صدري طير جريحخربت عشه الصغير هبة ريحسرى البرد فيهووصل الى عظامه الهشةوالمطر مسح آثاره من الطرقات الضيقةومسح أحلامه الباكيةمن اجل ورقة إثبات شخصيةالمدن ما عادت تدفئ التائهينوالأغنية أوشكت على الانتهاءوعاد السكارى إلى رشدهملا دوي لموت الطيورلا صوت للموت5
ما زال يحلم بامرأة غارقة في الطيبةتحيط بها الابتساماتتقطر حنانا حقيقياودفئا ليلي الطباعتسقيه رضابهاوتعوضه بهضابهاعن خرائط العالموتعلمه أن الآهات هي نفسهافي جميع أنحاء العالموان الأحزانتتشابه في الشرق والغربوللدموع نفس الحرقةفي جميع اللغاتوتعلمهإن مصير الأشياء واحد