السبت ٢١ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
بقلم حسين أبو سعود

لا دوي ّ لموت الطيور

عندما يهرم الرحيل
ويغلبه الوجع
وتتعتق أوراق المفكرة
يتساقط الماء على صورتي
وصورتي تسقط في الماء
وتختفي
وهكذا العمر يرحل
كما ترحل قشة متعبة
يدفعها الهواء نحو العدم
و أسرار الصومعة
ستحبس نفسها بين السقف
والأرض
والجدران الأربعة
وهذا الطريق المهجور
ستحرسها العناكب
والأشواك والطحالب
لن يمر به
بعد اليوم احد
 

2

 
فراشة النار
ترقص حول الموت
تمارس عادتها القاتلة
تقدم جناحيها للحرق طوعا
وتتلذذ في الفناء
كبلبل يطربه وخز الأسر
فيغرد في قفصه منفردا
بابي أغلقته
وشباك النور العلوي
سيظل مفتوحا
لطير متعب جريح
اعرفه منذ الطفولة
خربت عشه الصغير هبة ريح
 

3

 
كل صباح
نفسها هي الجراح
وكل مساء
هو نفس الجفاف
ونفس الدوار
لا رسائل تأتي
وجدران بيتي
تسخر من بقائي
تطلب مني الرحيل
لست وحدي في هذا العناء
فكل الناس يكتمون أحزانهم
لون الأمل صار يرهق العيون
العيون صارت لا تبصر
سوى وحشة الدرب
وأهوال العواء
لقد بهت الغناء
والشوارع الكئيبة
تشكو الشموع المطفأة
وتسخر من أحلام المسافرين
الذين ظلّوا بعد انحسار المد
بلا رجاء
 

4

 
في صدري طير جريح
خربت عشه الصغير هبة ريح
سرى البرد فيه
ووصل الى عظامه الهشة
والمطر مسح آثاره من الطرقات الضيقة
ومسح أحلامه الباكية
من اجل ورقة إثبات شخصية
المدن ما عادت تدفئ التائهين
والأغنية أوشكت على الانتهاء
وعاد السكارى إلى رشدهم
لا دوي لموت الطيور
لا صوت للموت
 

5

 
ما زال يحلم بامرأة غارقة في الطيبة
تحيط بها الابتسامات
تقطر حنانا حقيقيا
ودفئا ليلي الطباع
تسقيه رضابها
وتعوضه بهضابها
عن خرائط العالم
وتعلمه أن الآهات هي نفسها
في جميع أنحاء العالم
وان الأحزان
تتشابه في الشرق والغرب
وللدموع نفس الحرقة
في جميع اللغات
وتعلمه
إن مصير الأشياء واحد

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى